حزب تواصل الإخواني يعلن المواجهة مع النظام الموريتاني

نواكشوط - دعا حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية في موريتانيا "تواصل" ذو المرجعية الإسلامية إلى “النضال السلمي لتحميل النظام المسؤولية وإلزامه بمواجهة الوضع الصعب الذي يعيشه المواطنون في وحدتهم الوطنية وحريتهم وأمنهم ومعيشتهم”، وهي دعوة رآها مراقبون بمثابة إعلان عن نهاية الهدنة مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
وقال الحزب في بيان صحافي الاثنين بعد اجتماع طارئ لمكتبه التنفيذي “قررنا اعتماد برنامج عمل نضالي سلمي والدعوة إلى حوار شامل ينهي الديمقراطية الشكلية”.
وجدد الدعوة إلى حوار وطني شامل يحصّن الجبهة الداخلية، ويفضي إلى تحول توافقي يضع الأسس الصلبة لحل مشكلات البلد الجوهرية، وينهي عهود التحكم والديمقراطية الشكلية.
وكان حزب “تواصل” الإسلامي المعارض، وهو الأكبر تمثيلا في البرلمان الموريتاني من بين أحزاب المعارضة، قد منح نظام الرئيس الغزواني منذ توليه السلطة في 2019 مهلة لتطبيع الأجواء السياسية والتهدئة، عكس أسلوب المواجهة الساخنة مع سلفه محمد ولد عبدالعزيز.
ويبدو أن المهلة لم تدم طويلا، فخلال الأشهر الأخيرة من العام 2020 ظهر على الساحة السياسية خطاب معارض قد ينهي حالة الهدوء، حيث اعتبر حزب “تواصل” أن “الروح الإيجابية التي غلبت على خطاب المعارضة خلال 2020 لم تجد في الضفة الأخرى (السلطة) ما يلزم من وعي لتحديات المرحلة، واستعدادا لتوظيف اللحظة لوضع أسس عمل وطني تاريخي”.
وقال الحزب في وثيقة أصدرها في 11 نوفمبر الماضي، إن سنة من حكم الرئيس ولد الغزواني طبعتها “الارتجالية في التعاطي مع جائحة كورونا، والتباطؤ الكبير في تنفيذ توصيات لجنة التحقيق البرلمانية بشأن ملفات الفساد، وتعيين مشمولين في ملفات فساد في مناصب حكومية، وعدم الاستجابة لدعوات الحوار السياسي”.
ويرى مراقبون أن الهدنة ستنهار تدريجيا كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024، حيث سترتفع أصوات المعارضة أكثر وستعمل على تأليب الرأي العام على النظام باستغلال الغضب الشعبي المتزايد.
ويأتي موقف الحزب الإسلامي في خضم غضب شعبي كبير إزاء تعمد ثلاثة موريتانيين قتل أستاذ جامعي وهو في طريقه بين منزله بحي توجنين شمال شرق العاصمة والدكان المجاور.
وفزع سكان العاصمة لمقتل الأستاذ وتواصلت التظاهرات الاثنين أمام منزله، مطالبة بتطبيق القصاص حدا في حق قاتليه وهم ثلاثة شبان ينحدرون من مجموعة “الحراطين” الموريتانية المستعربة ذات الأصول الزنجية.
وأعلنت الإدارة الجهوية لأمن ولاية نواكشوط الشمالية الاثنين أنها تمكنت من “إلقاء القبض على العصابة الإجرامية التي ارتكبت جريمة القتل”، مؤكدة أنها “تتألف من ثلاثة عناصر”، وأنها “نفذت عمليتها الإجرامية بعد ترصد المجني عليه وتحت تأثير المسكرات، كما أنها نفذت في نفس الليلة عدة عمليات تلصص وحرابة في أماكن متفرقة من مقاطعة توجنين”.
وأدت هذه الحادثة، مضافة إلى سلسلة اعتداءات بالأسلحة البيضاء تم تسجيلها في أحياء متفرقة من العاصمة، بينها اعتداء عصابة من ثلاثين شابا على نزيل بأحد فنادق العاصمة، إلى توجيه انتقادات لاذعة للخطة الأمنية المطبقة في العاصمة.
ودفع التوتر الأمني الرئيس الموريتاني إلى القيام بجولة في عدد من أحياء العاصمة ليل الأحد زار خلالها وحدات أمنية.