حزب العمال يستنجد بالقضاء في معركته الانتخابية مع المحافظين

الشرطة البريطانية تحقق في مزاعم بالتزوير الانتخابي، والتحقيقات من شأنها إحراج جونسون في حال أدان التحقيق المحافظين.
الاثنين 2019/11/18
إحراج جونسون

لندن - أعلنت الشرطة البريطانية، الأحد، عن فتحها تحقيقا في مزاعم بالتزوير الانتخابي بعد اتهام أعضاء في حزب بريكست المناهض للاتحاد الأوروبي حزب المحافظين بمحاولة إغراء مرشّحيهم لسحب ترشحاتهم في العديد من الدوائر الانتخابية، لتتزامن هذه التحقيقات مع استمرار الانتقادات بشأن عدم نشر حكومة لندن تقريرا بشأن التدخل الروسي في الانتخابات البريطانية.

وتحقق الشرطة بعدما اشتكى سياسي معارض من أن المحافظين الذين ينتمي إليهم رئيس الوزراء بوريس جونسون، حاولوا إقناع مرشحي حزب منافس بالانسحاب من الانتخابات العامة التي ستجرى الشهر المقبل لكي يعزز انسحابهم حظوظ المحافظين.

وقالت شرطة العاصمة لندن في بيان عبر البريد الإلكتروني ”تلقى النواب البرلمانيون زَعمين بالتزوير الانتخابي وسوء التصرّف على صلة بانتخابات 2019 العامة”.

ويرى مراقبون أن هذه التحقيقات من شأنها إحراج جونسون الذي لم يعلق بعد على إعلان الشرطة عن فتح تحقيقات بشأن هذه المزاعم، إذ أنه في حال أدان التحقيق المحافظين، فإن ذلك سيضع سمعتهم على المحك ومعها حظوظهم في هذه الانتخابات التي يفصل المملكة عنها أقل من شهر.

وأضافت الشرطة “فريق استقصائي خاص من النواب البرلمانيين مسؤول عن التحقيق في كل هذه المزاعم الجنائية”، مشيرة إلى أنه “يجري تقييم المزعمين حاليا”، مضيفة أنها لن تعلق قضايا فردية.

ونشر تشارلي فالكونر، العضو بمجلس اللوردات عن حزب العمال، خطابا يطلب فيه من الشرطة التحقيق في تقارير مفادها أنه تم التقرب من مرشحي حزب بريكست في محاولة لإقناعهم بسحب ترشيحاتهم.

وذكر فالكونر أن محاولات حزب المحافظين “تثير تساؤلات جادة بشأن نزاهة الانتخابات” التي ستجرى في 12 ديسمبر المقبل ويمكن أن تخرق قانون الانتخابات.

شكوك حول نزاهة الانتخابات
شكوك حول نزاهة الانتخابات

ورفض جونسون، الجمعة، المزاعم بتقديم عروض توظيف ووصفها بـ”الهراء”.

وكان زعيم حزب بريكست، نايجل فاراج قد قال، الخميس، إنه يفكر في الإبلاغ عن مخاوفه للشرطة. وقال فالكونر فى تصريحات لشبكة ”بي.بي.سي”، السبت، إنه شاهد لقطات لمرشحة حزب بريكست آن ويديكومبي وهي تقول إن أحد العاملين بمكتب جونسون وعدها بضمها إلى فريق التفاوض المكلف بقضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حال انسحابها من سباق الانتخابات.

وأضاف فالكونر أن مثل هذه الإغراءات يمكن أن تكون “جريمة وممارسة فاسدة في الانتخابات، ويمكن أن تؤدي إلى إبطال الانتخابات”. وتابع فالكونر قائلا “من وجهة نظري، يبدو أن ما يحدث هو أن المحافظين ربما يتجاوزون القانون الانتخابي للفوز في هذه الانتخابات”.

ولم يعلق فاراج على الفور على بيان الشرطة. وقال إنه لا يلوم جونسون شخصيا ولكنه اتهم مستشارا بارزا بـ”استدعاء مرشّحينا من حزب بريكست وعرض عليهم وظائف في حال انسحبوا”.

وتأتي هذه المستجدات بشأن اتهامات حزب بريكست في وقت تكثف فيه العديد من الجهات ضغوطها على جونسون المكبل بسبب فشله في إخراج بريطانيا من التكتل الأوروبي.

وكان معارضون قد اتهموا حكومة جونسون بالامتناع عن نشر تقرير لجنة برلمانية عن مزاعم بتدخل روسيا في سياسة لندن لما قد يتضمنه من معلومات محرجة لرئيس الوزراء وحزبه.

وحصل التقرير الذي أعدته لجنة المخابرات والأمن على تصريح الأجهزة الأمنية، لكنه لم يحصل بعد على موافقة مكتب رئيس الوزراء لكي يرى النور لذلك لن ينشر قبل الانتخابات المقررة يوم 12 ديسمبر.

واتهمت لندن موسكو بالتدخل أو محاولة التدخل في انتخابات دول غربية لكن موسكو نفت ذلك. وتعكف لجنة المخابرات والأمن على بحث مزاعم عن نشاط روسي استهدف المملكة المتحدة في أمور من بينها الاستفتاء على العضوية في الاتحاد الأوروبي عام 2016، حين كان جونسون أحد المؤيدين البارزين لانسحاب بريطانيا من التكتل.

5