حزب الاستقلال يستقطب أبرز رموز السلفية في المغرب قبل الانتخابات

بدأت تطفو على السطح مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية بالمغرب، ظاهرة استقطاب الأحزاب السياسية لشخصيات ترى أنها وازنة انتخابيا بغض النظر عن أيديولوجياتها الفكرية ومسارها السياسي، حيث كثفت بعض الأحزاب في الآونة الأخيرة من تحركاتها، بهدف استقطاب قيادات سلفية وإقناعها بخوض الانتخابات التشريعية ضمن صفوفها.
الاثنين 2016/09/05
حزب يستقطب الجميع

الرباط - نجح حزب الاستقلال المغربي، الذي يعتبر من أهم الأحزاب الوطنية المعارضة بالمغرب، وهو حزب يمزج بين المحافظة والليبرالية، في استقطاب أحد أبرز وجوه السلفيين إلى صفوفه، وهو محمد رفيقي، المعروف بـ”أبو حفص”، الذي كان محكوما عليه بالسجن النافذ لتورطه في أحداث 16 مايو الإرهابية. ومن المرجح جدا أن يتقدم أبو حفص إلى الانتخابات تحت مظلة حزب “الاستقلال” في اللائحة التي سيترأسها الأمين العام للحزب حميد شباط.

وعن دوافع اختياره داخل حزب الاستقلال والترشح للانتخابات التشريعية، أوضح الداعية السلفي أبو حفص، في تصريح لصحيفة “هيسبريس” الإلكترونية أن سبب اختياره لحزب شباط راجع إلى كونه حزبا وطنيا عريقا بذاكرة تاريخية متخمة برجالات العلم والفكر والنضال، مؤكدا أن انخراطه في حزب بحجم حزب الاستقلال يدعم بقوة موقفه وجهوده في مواجهة التطرف.

وأضاف أبو حفص “نحن نسعى لاستثمار كل ما راكمناه من تجربة لمصلحة الوطن أمنيا وفكريا، كما يتوج هذا الانخراط كل جهود النقد الذاتي والمراجعة وترشيد المسار التي قطعنا فيها خطوات كبيرة، وحزب الاستقلال هو الحاضن الطبيعي لمثل هذا الاتجاه”.

وتعليقا على الموضوع، قال عبدالإله سطي الباحث في العلوم السياسية المتخصص في الجماعات الإسلامية في تصريح لـ”العرب”، “أعتقد أن ترشح العديد من الوجوه السلفية للانتخابات التشريعية، يعتبر تكريسا لمسلسل المراجعات الفكرية التي أقدمت عليها هذه الأعلام السلفية منذ مدة والتي تكرست باستفادتها بعفو ملكي في هذا الصدد”.

وتابع قوله “لهذا عمدت مجموعة من الأحزاب إلى استمالة واستقطاب هذه الوجوه ومن ضمنها حزب الاستقلال الذي استطاع استقطاب أبرز الأسماء السلفية العلمية بالمغرب مثل محمد عبدالوهاب أبو حفص من أجل الترشح بالدائرة الشمالية لإقليم فاس”.

وأفاد سطي بأن هذا الترشح يحمل في طياته العديد من الدلالات السياسية أبرزها ذاتية حيث تكرس إدماج الأعلام السلفية في اللعبة السياسية وتسليمها بقواعد العمل السياسي الرسمي التي كانت ترفضها وتعارضها. وثانيا، هو استفادة حزب الاستقلال من الشعبية التي يحظى بها هذا الوجه السلفي لدى أتباعه ومريديه والتي أضحت فاس إحدى قلاعها الانتخابية الحصينة. وثالثا، من شأن هذا التهافت على إقناع الأعلام السلفية من أجل الانخراط في التنافس الانتخابي من أجل كسب الصف السلفي أن يوفر كتلة ناخبة قادرة على تحقيق مكاسب انتخابية في الرهان التشريعي القادم.

واعتبر المحلل السياسي أن صراع كسب الصف السلفي الذي يتوفر على قاعدة موحدة من الناخبين، من شأنه أن يغير موازين القوى الانتخابية.

من جهته اعتبر حفيظ الزهري الباحث في العلوم الدولية والسياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، لـ”العرب”، “أن ظاهرة استقطاب العديد من الأحزاب لشخصيات سلفية نافذة رغم الاختلاف الأيديولوجي الكبير، هي بمثابة تكتيك سياسي يرجى منه إدماج هذه الفئة من الإسلاميين في المؤسسات وعبر مراحل موزعين على أحزاب سياسية محافظة كحزبي العدالة والتنمية والاستقلال، وهذا ذكاء وحنكة من قبل النظام المغربي الذي استفاد من تجارب مصر، حيث عمل المغرب على الإدماج الفردي والتوزيع بحصص على الأحزاب عوض دخولهم غمار الانتخابات بحزب خاص بهم كما حصل بمصر”.

وقال الزهري “يمكن الحديث هنا عن نجاح بعض الأحزاب في استقطاب بعض الرموز السلفية سعيا وراء توسيع القاعدة الجماهيرية وكسب المزيد من الأصوات لربح معركة السابع من أكتوبر، أما بالنسبة إلى السلفيين فيعتبرونها فرصة سانحة لاختراق الأحزاب السياسية التي ظلت ولسنوات طويلة ذراع النظام في مواجهة المد السلفي بالمغرب”.

4