حزب "الأحرار" المغربي يركز على استهداف الفقر والبطالة

رئيس الحكومة المغربية يشدد على المضي قدما في إنجاز المشاريع الملكية الكبرى.
الاثنين 2025/05/19
عزيز أخنوش: سنحارب الفوارق الاجتماعية

الرباط - شدّد رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش بمناسبة ترؤسه لأشغال المحطة الثانية من الجولة التواصلية بجهة العيون الساقية الحمراء، جنوب المملكة، التي ينظمها حزب التجمع الوطني للأحرار تحت اسم “مسار الإنجازات”، على أن معركته الحقيقية داخل الحكومة مع الفقر، والبطالة، والهدر المدرسي، والفوارق الاجتماعية التي تراكمت منذ سنوات، وأن الأغلبية الحكومية ستعمل على المضي قدما في هذه المعركة.

وشدد أخنوش، السبت من العيون، أمام أكثر من 2500 من أعضاء حزب الأحرار، على أن “الأغلبية الحكومية تعمل بشكل جماعي وجدي على التقديم السليم للمشاريع الملكية الكبرى، وكذلك البرامج التنموية الحكومية، وأن مختلف الإنجازات المحققة حاليا، يعود الفضل فيها لفريق حكومي منسجم، منبثق عن أغلبية متماسكة تعطي الأولوية لتنمية بلادنا.”

وأفاد أخنوش أن هناك تغيرات في عهد حكومته، مستحضرا على سبيل المثال أن المقاولات كانت تنتظر حوالي 5 سنوات من أجل استرجاع الضريبة على القيمة المضافة، في الوقت الذي سرّعت فيه الحكومة الحالية العملية، حيث أصبحت تعيدها للمقاولات دون تأخير حتى تساهم في إنعاش الاقتصاد ‏المحلي.

من جهته، قال محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، إن بعض الأصوات تتهم الحزب بخوض حملة انتخابية سابقة لأوانها، مشددا على أن الحزب يلتزم بواجبه الدستوري ولا يحتاج إلى خوض حملات انتخابية في الوقت الحالي.

وأضاف في مداخلته أن “الحملات الانتخابية ينظمها القانون، ولسنا في حاجة إليها، لأن ما تحققه هذه الحكومة من إنجازات يتحدث عن نفسه.”

وانتقد أوجار ما قال إنها “أجواء التشويش” ضد حزبه الذي يقود الحكومة، من قبل جهات تعاديه، مؤكدا “إن كثيرا من الأصوات تنتقد التجمع الوطني للأحرار، وهناك جهات لا تحب النجاح، وأخرى تسعى بكل الوسائل إلى النيل من عمل الحزب، والحقيقة تنتصر رغم أجواء التشويش.”

وأكد رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، أن “تصريحات قيادات حزب الأحرار بالتركيز على ملفات اجتماعية كالفقر والبطالة، تصاعدت مع بداية العد التنازلي للعهدة الحكومية الحالية، وهو ما يعكس تسابق لتعزيز موقفه وتحسين صورته أمام الناخبين، مع تبني خطاب المظلومية بأن المعارضة تشوش على منجزات الحكومة التي يقودها.”

رشيد لزرق: الحزب يسعى لتعزيز موقفه وتحسين صورته أمام الناخبين
رشيد لزرق: الحزب يسعى لتعزيز موقفه وتحسين صورته أمام الناخبين

وأكد لـ”العرب”، أن “عزيز أخنوش، يبقى المسؤول الأول عن ضمان التحالف الحكومي باعتباره رئيسا للحكومة، ومع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية سيجعل حدة التسابق ترتفع أكثر وقد تصل إلى تبادل الاتهامات، دون انسحاب أي حزب من الأغلبية الحكومية.”

وشدد رشيد لزرق، على أن “المشهد السياسي يعرف تعقيدات متزايدة في ظل انقسامات المعارضة وتصدع بات يعيق تحقيق التوازن المنشود مع الأغلبية، وأن هذا الوضع المتأزم يضع علامات استفهام كبيرة حول قدرة هذه الأطراف على تجاوز خلافاتها الشخصية لصالح القضايا الوطنية الملحة.”

وحذّر الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، مما أسماه، في كلمة له خلال المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي، السبت بالرباط، “غياب النزاهة في الانتخابات التشريعية لسنة 2026، وأن الدعم الاجتماعي المباشر إذا بقي في يد الحكومة سيؤثر على التنافس في الانتخابات وسيصح غير شريف وغير نزيه من خلال حملات انتخابية قبل أوانها بما فيها الإعلام العمومي وهو الأمر الذي لن يمنح للمعارضة.”

ويبدو أن حزب الأحرار مطمئن إلى استكمال ما تبقى من الولاية الحالية مع الضعف الذي أبانت عليه أحزاب المعارضة من خلال عدد من المستجدات آخرها فشلها في تقديم ملتمس الرقابة وسحب هذه المبادرة للضغط على الحكومة، مقابل تماسك أحزاب الأغلبية الاستقلال، والأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار، على بعد حوالي عام على الانتخابات التشريعية.

وجدد الأمين العام لحزب الاستقلال حليف التجمع الوطني للأحرار، أمام أعضاء المجلس الوطني للحزب، السبت، رفضه الانخراط في أي سباق أو صراع انتخابي مبكر قبل موعد الاستحقاقات التشريعية المرتقبة في 2026، معتبرا أن مثل هذا السلوك يهدد التماسك الحكومي ويُعيق تنفيذ البرنامج الحكومي ويضر بمصالح المواطنات والمواطنين.

وتمكن حزب الأحرار من حصد 61 مقعداً في الانتخابات الجزئية المتعلقة بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية، محرزا بذلك المرتبة الأولى في هذه الاستحقاقات التي جرت بتاريخ 22 أبريل 2025، متبوعا بحزب الأصالة والمعاصرة الحائز على 36 مقعداً ثم حزب الاستقلال الذي نال 24 مقعدا.

وأثناء تدخله في الجولة التواصلية بجهة العيون الساقية الحمراء، شدد الطالبي العلمي عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، على أن تنظيمه السياسي، “كان دائما جزءا من الحل، وليس من المشكل، وهذا هو قدره”، مضيفا أن “صمود الحزب يعكس نجاح الحكومة، رغم محاولات البعض تحويل النقاش إلى هجوم شخصي بعد أن أدركوا قوة الحزب، وسنواصل قول الحقيقة ولن نصمت.”

4