حرب فرعية بين قطر والسعودية على الاستثمارات الرياضية

الدوحة تستعين بشبكات دولية من أجل عرقلة خطط الرياض لامتلاك نادي نيوكاسل.
الخميس 2020/04/23
حملة قطرية لإرباك الصفقة السعودية

لندن - تستنفر شبكة “بي إن سبورت” القطرية كل علاقاتها لوضع العراقيل أمام دخول الصندوق السيادي السعودي بقوة في مجال الاستثمار بالدوري الإنجليزي من خلال شراء 80 في المئة من أسهم نادي نيوكاسل، وذلك بُغْيَةَ منع المملكة من المنافسة في ملعب تعتبره الشبكة، ومن ورائها السلطات القطرية، ملعبها وأداة لتأثيرها عبر نقل مباريات الدوريات الأوروبية وبالذات الدوري الإنجليزي كأحد أهم الدوريات العالمية.

وتحاول الشبكة القطرية التأثير على إدارة النادي الإنجليزي وبقية أندية الدوري باستدعاء مسوغات مختلفة، بينها ما تعلق بـ”حقوق البث” و”حقوق الإنسان”، مستفيدة من شبكات تسلل وتأثير لقطر داخل منظمات حقوقية متخصصة في التشويش على أي أنشطة أو تعاملات وصفقات سعودية في دول غربية، فضلا عن شبكات رشى وفساد كونتها الدوحة للحصول على أحقية استضافة مناسبات رياضية كبرى.

 

80 في المئة من أسهم نادي نيوكاسل تشتريها السعودية

وبعث المدير التنفيذي لشبكة “بي إن سبورت” يوسف العبيدلي رسالة إلى رؤساء أندية الدوري الممتاز، ناشدهم فيها التحقيق في ما إذا كان “المديرون والمسؤولون والممثلون الآخرون” من السعودية مؤهلين فعلا لامتلاك نيوكاسل.

وقال في الرسالة “طلبي يستند إلى ما قامت به الحكومة السعودية في الماضي ومحاولتها المستمرة لسرقة المصالح التجارية لأنديتكم، الدوري الممتاز وجميع الشركاء في قطاع البث وكرة القدم على العموم، وأنا أعتقد أنكم توافقون على أنه ليس من الممكن إنكارها”.

ويشير العبيدلي هنا إلى قناة “بي أوت كيو” التي تتهمها شبكة “بي إن سبورت” بقرصنة البث الخاص بها، وحاولت ربطها بالسعودية. لكن إلى حدّ الآن لم تتمكن من إثبات هذه المزاعم أمام القضاء الدولي، في وقت يعتقد فيه متابعون للشأن الرياضي أن الهدف من الحملة على “بي أوت كيو” وتضخيمها جاء في مرحلة كانت الدوحة تقود، بالاشتراك مع أنقرة وطهران، محاولات دس على السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لاعتبارات سياسية عبر واجهة رياضية.

وتهدف الحملة إلى إرباك صفقة امتلاك الصندوق السعودي لفريق نيوكاسل وإلى قطع الطريق على توسع أنشطة السعودية الجديدة، وخطط ولي العهد، التي تعمل على أن تتحول الرياض إلى قوة استثمارية لدعم موقفها السياسي في القضايا الدولية، وهو ما يفسر تحريك قطر لأدوات مختلفة للوقوف في وجه التمشي السعودي.

ومن بين أدوات قطر في إرباك التحرك السعودي ما كسبته من خلال شبكات الفساد والرشى التي كونتها في معركة الحصول على نفوذ رياضي دولي مكنها من استضافة مونديال كرة اليد ومونديال ألعاب القوي، إضافة إلى مونديال كرة القدم في 2022.

ويعد الصندوق السعودي الذي يشرف عليه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الطرف الأبرز في صفقة الاستحواذ على نيوكاسل الإنجليزي تقدر قيمتها بمليون دولار. وبات الصندوق قاب قوسين أو أدنى من اتمام الصفقة، بعدما سدد مبلغا مقدما بقيمة 19.5 مليون دولار إلى مالك نادي نيوكاسل مايك آشلي.

الصندوق السيادي السعودي بات قاب قوسين أو أدنى من اتمام الصفقة
الصندوق السيادي السعودي بات قاب قوسين أو أدنى من اتمام الصفقة

وأتت رسالة “بي إن سبورت” بُعيد تحذير منظمة العفو الدولية (أمنستي) لسلطات الدوري الإنجليزي من مغبة الموافقة على بيع نيوكاسل للصندوق السعودي.

وبعثت مديرة المنظمة كايت ألن برسالة إلى رئيس الدوري الإنجليزي الممتاز ريتشارد ماسترز تحذره من خسارة سمعة منظمته في حال إجازة عملية البيع.

وجاء في الرسالة “طالما أن الأسئلة (المتعلقة بحقوق الإنسان في السعودية) لم تحل، فإن الدوري الإنجليزي الممتاز يغامر بخسارة سمعته من قبل هؤلاء الساعين إلى استخدام بريقه للتغطية على تصرفاتهم”.

وتأتي خطة شراء نيوكاسل في ظل استثمارات سعودية متزايدة في مجال الرياضة، والتي تندرج في إطار “رؤية 2030” للمملكة لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على إيرادات النفط.

واستضافت السعودية في الأشهر الماضية سلسلة من الأحداث الرياضية مثل منافسات كأس السوبر الإيطالية والإسبانية في كرة القدم، إضافة إلى رالي دكار الصحراوي في مطلع العام الحالي.

1