حراك أميركي بين بيروت ودمشق للإفراج عن رهائن

دمشق – أكد مسؤولون بالإدارة الأميركية زيارة مسؤولين في طاقم الرئيس دونالد ترامب إلى دمشق في وقت سابق من العام الجاري سعيا للإفراج عن أميركيين اثنين على الأقل تعتقد الولايات المتحدة أن حكومة الرئيس بشار الأسد تحتجزهما.
وتزامنت التسريبات مع زيارة يقوم بها المدير العام للأمن العام اللبناني عباس إبراهيم إلى واشنطن بدعوة رسمية من مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، التقى خلالها بعدد من المسؤولين الأمنيين، وسط أنباء تتحدث عن أن هدف الزيارة عرض مطالب النظام السوري للإفراج عن الرهائن الأميركيين المفترضين.
وقال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم نشر اسمه إن كاش باتل، نائب أحد مساعدي الرئيس دونالد ترامب وأكبر مسؤول عن مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، هو الذي زار دمشق في أغسطس الماضي.
وأضاف المسؤول، في معرض تأكيده لتقرير بهذا الشأن نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، “هذا يرمز إلى أي مدى يجعل الرئيس ترامب إعادة الأميركيين المحتجزين في الخارج أولوية كبرى”.
وكانت وول ستريت جورنال نقلت عن مسؤولين في إدارة ترامب وآخرين مطلعين على المفاوضات، أن رحلة باتل كانت أول مناسبة يلتقي فيها مسؤول أميركي كبير بمسؤولين بحكومة دمشق في سوريا خلال أكثر من عشر سنوات.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين عبروا عن أملهم في إبرام اتفاق مع الأسد يسمح بإطلاق سراح أوستن تايس، الصحافي الحر والضابط السابق بمشاة البحرية الذي اختفى خلال عمله الصحافي في سوريا عام 2012، وماجد كمالماز، وهو طبيب سوري – أميركي اختفى أيضا بعدما أوقفته السلطات عند نقطة تفتيش تابعة للحكومة عام 2017.
اللواء عباس إبراهيم لعب دورا مهمّا في الإفراج عن عدة رهائن في سوريا، من بينهم إطلاق سراح الكندي كريستيان لي باكستر المحتجز لدى دمشق
وأضافت الصحيفة أن السلطات الأميركية تعتقد أن الحكومة السورية تحتجز أربعة أميركيين آخرين على الأقل لكنها أوضحت أنه لا يُعرف عنهم سوى القليل. وسبق أن بعث الرئيس ترامب برسالة خاصة إلى الأسد في مارس يعرض فيها “حوارا مباشرا” بشأن تايس.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن زيارة اللواء اللبناني عباس إبراهيم إلى واشنطن لبحث قضية الأميركيين المحتجزين في سوريا لم تحرز تقدما يذكر على ضوء الشروط التي تضعها دمشق.
ولعب اللواء عباس إبراهيم دورا مهمّا في الإفراج عن عدة رهائن في سوريا، من بينهم إطلاق سراح الكندي كريستيان لي باكستر (44 عاما) المحتجز لدى دمشق، في أغسطس من العام الماضي، وذلك بعد شهر من إفراج السلطات السورية بوساطة المسؤول اللبناني نفسه عن المواطن الأميركي سام غودوين.
وتريد الحكومة السورية استغلال حاجة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إنجاز يسوقه للناخب الأميركي قبل أسابيع قليلة من الاستحقاق الانتخابي، وتضع دمشق إخلاء قاعدة التنف كأحد المطالب الرئيسية للتعاون في ملف المختفين الأميركيين.
وسبق أن اتهم الرئيس بشار الأسد في لقاء إعلامي مع إحدى الوكالات الروسية قبل أيام الولايات المتحدة بالنكث بتعهداتها لجهة عدم إخلاء قاعدة التنف التي تقع بالقرب من الحدود مع الأردن والعراق.