حدة الاستقطاب وراء الشغب الانتخابي في نواذيبو الموريتانية

ولد الغزواني: الانحناء أمام اختيار الشعب الموريتاني في الانتخابات المرتقبة هو أول الواجبات أمام أي مرشح للانتخابات.
الخميس 2024/06/27
دعوة للانضباط والمسؤولية

نواذيبو (موريتانيا) - ألقت أحداث الشغب في مدينة نواذيبو (شمال غرب) بظلالها على ما تبقى من مجريات الحملة الانتخابية الرئاسية في موريتانيا، فيما أكد الرئيس المنتهية ولايته والمرشح السابع محمد ولد الشيخ الغزواني، أنه سيكون أول من يهنئ المرشح الذي ينتخبه الموريتانيون في الانتخابات القادمة بعد أيام معدودة من الآن.

وأضاف ولد الغزواني الذي كان يتحدث في مهرجان شعبي حاشد بمدينة نواذيبو أن الانحناء أمام اختيار الشعب الموريتاني في الانتخابات المرتقبة هو أول الواجبات أمام أي مرشح للانتخابات.

ودان ولد الغزواني الاعتداء على مهرجان الشباب في حملته مساء الاثنين الماضي، قائلا إنه عمل غير أخلاقي، ولا ينتمي إلى أدبيات المنافسة المحترمة، وأضاف أن وراءه دوافع إجرامية صغيرة تتعلق بنشل بعض المقتنيات، مشددا على أنه يربأ بالمرشحين والسياسيين أن يكونوا وراءه.

وتابع ولد الغزواني قائلا “لا أتحدث الآن بصفتي مرشحا للانتخابات الرئاسية وإنما بصفتي رئيسا لموريتانيا عليه واجب دستوري وقانوني، وعليه القيام به حتى يوم الحادي والثلاثين من يوليو القادم”، يوم انتهاء المأمورية الحالية، “وإذا انتخبت لمأمورية جديدة فسأواصل نفس المسؤولية”، وأضاف “لقد كلفني الدستور والقانون بحمايتكم، وسأفعل، والدولة لديها الوسائل لذلك وستفعل”.

وأكد ولد الغزواني أنه أعطى تعليماته لكل طواقم حملته بخوض حملة نظيفة خطابا وممارسة، “وهو ما التزمت به التزاما كاملا”، داعيا السياسيين إلى إعطاء المثال في الانضباط والمسؤولية.

وفي الأثناء، دانت اللجنة المستقلة للانتخابات، على لسان الناطق الرسمي باسمها محمد تقي الله الأدهم، أحداث الشغب التي شهدتها مدينة نواذيبو ليل الاثنين – الثلاثاء ضد تجمع انتخابي لحملة المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني.

مدينة نواذيبو الموريتانية شهدت أحداث شغب بينما استنكرت حملة المرشح الرئاتسي بيرام الداه ربطها بالأحداث الجارية

وأكد الناطق الرسمي باسم اللجنة، خلال المؤتمر الصحفي اليومي الذي تعقده اللجنة بمقرها، أن اللجنة الانتخابية كانت قد تقدمت في وقت سابق بمسودة مشروع ضبط السلوك وحسن المعاملة لمرشحي رئاسيات يونيو 2024 على أن يتضمن محتوى مشروع المسودة دعوة كافة أنصار المرشحين إلى إدارة الحملة الانتخابية بحكمة واتزان، مع التأكيد على التطبيق الصارم للقوانين المعمول بها في مثل هذه الحالات.

وقال الأدهم إن وكلاء المرشحين للانتخابات الرئاسية حضروا إلى مقر اللجنة تلبية لدعوة رئيسها وعقدوا جلسة للتحاور والنقاش حول مسار العملية الانتخابية، منوها بمخرجات الاجتماع وارتياح اللجنة لمخرجاته ومضامينه ومستوى التجاوب الملموس لدى وكلاء المرشحين، وكذلك الإرادة والرغبة المشتركة في تحقيق الهدف المنشود المتمثل في إجراء انتخابات شفافة حرة ونزيهة.

وشهدت مدينة نواذيبو أحداث شغب واعتقلت السلطات عدة شخصيات من حركة “إيرا”، بينما استنكرت حملة المرشح بيرام الداه ربطها بالأحداث الجارية واعتبرتها استهدافا لها.

وبحسب مراقبين، فإن حدة الاستقطاب الحزبي والسياسي والاجتماعي أدت إلى حالة الشغب الانتخابي في العاصمة الاقتصادية الواقعة في شمال غرب البلاد، والمفتوحة على المحيط الأطلسي.

وأدانت وزارة الداخلية واللامركزية الموريتانية ما وصفته بأعمال الشغب لأنصار أحد المرشحين للرئاسيات ليل الاثنين – الثلاثاء، خلال تجمع انتخابي نظمته حملة شباب مرشح آخر.

وقالت في بيان إنها تدين هذه التصرفات، مشددة على أنه “لا مساومة ولا تساهل ولا تهاون مع من تسول له نفسه المس من أمن وسكينة الموريتانيين”، وأضافت أن الأجهزة الأمنية أصدرت إليها التعليمات المطلقة للوقوف “بحزم في وجه أي إخلال بالأمن والسكينة مهما كانت طبيعته ومصدره”.

حدة الاستقطاب الحزبي والسياسي والاجتماعي أدت إلى حالة الشغب الانتخابي في العاصمة الاقتصادية الواقعة في شمال غرب البلاد، والمفتوحة على المحيط الأطلسي

وأشارت الوزارة إلى أن السلطات الإدارية والأمنية ستكون بالمرصاد لمرتكبي أعمال الشغب “المجرمة قانونا”، معتبرة أنها تتنافى كليا مع التقاليد والأعراف الديمقراطية المتعارف عليها في الحملات الانتخابية.

في المقابل، عبّرت حملة المرشح لرئاسيات 2024 بيرام الداه اعبيد عن رفضها لما سمته “تلفيق وزارة الداخلية للاتهام بخصوص الأحداث التي وقعت قبل يومين بمدينة نواذيبو”، واعتبرت ما صدر عن الوزارة بمثابة إعلان ضمني لهزيمة مرشح النظام، وأضافت في بيان أن هذا الاتهام “انجراف غير موضوعي مع الدعاية السياسية المغرّضة لحملة مرشح النظام، وهو ما يتعارض مع قيم الديمقراطية والتنافس النزيه”، داعية وزارة الداخلية والجهات الأمنية التابعة لها إلى ضرورة الوقوف موقف الحياد من كافة المرشحين، وتأمين المواطنين وفق روح القانون وقيم الدولة المدنية.

وأدانت الحملة اعتقال عضوها ورئيس مكتب (إيرا) بنواذيبو لمرابط ولد محمود، وملاحقة وزارة الداخلية لبعض أعضاء الحملة، محمّلة إياها كامل المسؤولية، وعبرت الحملة عن استيائها مما وصفته “بفشل وزارة الداخلية في حماية المواطنين، وتوفير جو ملائم للممارسة الديمقراطية”، مشيرة إلى أن “تعبير المواطنين عن سخطهم، وامتعاضهم من سياسات النظام المنتهية ولايته، ورغبتهم في التغيير، لا يجب أن يخرج عن سياقه”.

وقال مرشح حزب “تواصل” حمادي ولد سيد المختار “إن الأغلبية الحاكمة بدأت تظهر الخوف بعدما وجدت الشعب مصرا على التغيير”.

واعتبر ولد سيد المختار الذي يمثل تيار الإسلام السياسي في السباق الرئاسي أن النظام الحاكم “بدأ يخرج عن أساليب المنافسة الطبيعية”، مشيرا بهذا الخصوص إلى تصريحات مدير حملة المرشح محمد ولد الغزواني، وزير الإسكان سيد أحمد ولد محمد، وأكد أن “المعارضة بمرشحيها قادرة على تسيير موريتانيا”، معتبرا أن هذه التصريحات “ليست سوى تعبير عن الخوف، وتأكيد على أن المعارضة مصممة على التغيير وليست مترددة”.

ومن جانبه تقدم المرشح المعارض للانتخابات الرئاسية ذ. العيد ولد امبارك بشكوى إلى العدالة ضد وزير النفط والطاقة والمعادن الناني ولد اشروقة، مشيرا إلى أنه استخدم في خطاب سياسي لغة “الترغيب والترهيب”، كما هدّد الناخبين في حالة عدم التصويت للرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني.

4