جيوش إلكترونية موالية لروسيا تغزو مواقع إخبارية غربية

وسائل إعلامية غربية تعرضت من خلال السيطرة على أقسام التعليقات الخاصة بها إلى تلاعب من قبل جيوش إلكترونية روسية في ظل غياب التدابير الأمنية لمنعها.
الثلاثاء 2021/09/07
نشر معلومات مضللة داعمة للكرملين

لندن- كشف بحث نشرته جامعة بريطانية الاثنين أن المواقع الإخبارية الغربية تواجه تدخلات من جيوش إلكترونية موالية لروسيا لنشر الدعاية والمعلومات المضللة الداعمة للكرملين، ثم استخدامها كقصص إخبارية في الإعلام الروسي.

وذكر معهد الجريمة وأمن الأبحاث بجامعة كارديف أنه اكتشف أدلة حول استهداف 32 وسيلة إعلامية رئيسية في 16 دولة غربية من خلال التلاعب بأقسام تعليقات القراء.

وأوضح المعهد أن الوسائل الإعلامية تشمل “ديلي ميل” و”ديلي إكسبرس” و”تايمز” في بريطانيا، و”فوكس نيوز” و”واشنطن بوست” في الولايات المتحدة، وصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية ومجلة “دير شبيغل” الألمانية، فضلا عن صحيفة “لاستامبا” الإيطالية.

ويقول باحثون إنهم وجدوا 242 قصة نُشرت فيها “تصريحات استفزازية مؤيدة لروسيا أو معادية للغرب” كرد فعل على أخبار تتعلق بروسيا.

ومن ثم استخدمتها مواقع إخبارية ناطقة بالروسية كأساس لأخبار تتحدث عن دعم واسع في الغرب للسياسات الروسية والرئيس فلاديمير بوتين. وتم البحث في تلك النشاطات عبر الإنترنت أثناء التوترات المستمرة بين روسيا وأوكرانيا في وقت سابق من هذا العام.

32 وسيلة إعلامية في 16 دولة غربية تم استهدافها من خلال التلاعب بأقسام تعليقات القراء

لكن المركز أكد أن تلك الممارسات تصاعدت منذ 2018 في ظل ازدياد التوترات بين موسكو والغرب.

وقال مدير المعهد مارتن إينيس إن تلك الاستراتيجية “مهمة” نظرا لتعقيدها ونطاقها واتساعها. وأضاف “من خلال السيطرة على أقسام التعليقات الخاصة بوسائل الإعلام الغربية، تمكنوا من تقديم دعايتهم على أنها مؤشر على الرأي السائد”.

وأوضح أن “وسائل الإعلام الغربية التي أجرينا تحقيقنا فيها معرضة بشكل خاص لهذا النوع من التلاعب مع عدم وجود تدابير أمنية لمنع أو ردع أو الكشف عن هذا النوع من النشاط. لقد نجحوا بسهولة في تبديل شخصياتهم وهوياتهم، وهو أمر تمكّنه التكنولوجيا بالفعل”.

واستخدم الباحثون تقنيات التعرف والكشف بتحليل البيانات، والتي أشارت إلى حملة منظمة ترافقت مع تغيير ملفات تعريف الحساب المشبوهة بشكل متكرر شخصيتها وموقعها.

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الذي تساعد وزارته في تمويل برنامج أبحاث تحليلات الاتصالات مفتوحة المصدر جزئيا في كارديف برئاسة إينيس، إن لندن وحلفاءها يعملون على مكافحة “متصيدي الكرملين الذين يروجون للأكاذيب”.

وأضاف أن “هذا التقرير يسلط الضوء على التهديد الذي تتعرض له ديمقراطيتنا بسبب التضليل الروسي المدعوم من الدولة على الإنترنت”.

وذكر التقرير أن هناك أدلة على وجود تنسيق بين وسائل الإعلام الروسية المملوكة للدولة، والتي لها تاريخ في نشر المعلومات الخاطئة والمواقع التي حددتها الاستخبارات الغربية على أن لها صلات بأجهزة الأمن الروسية.

وقال إينيس إنه بالنظر إلى إمكانية التأثير على الرأي العام “من الضروري أن تكون الشركات الإعلامية التي تدير مواقع تشاركية أكثر شفافية حول كيفية معالجة المعلومات المضللة وأن تكون أكثر استباقية في منعها”.

18