جيل جديد من ألعاب الفيديو يختبر مستقبل إكس بوكس

لندن - مع ظهور جيل جديد من ألعاب الفيديو على منصات الأون لاين، يتساءل الخبراء حول مستقبل ألعاب الفيديو التي ترعاها منصة إكس بوكس سيريس إكس الشهيرة من عملاقة التكنولوجيا مايكروسوفت، وهل ستبقى ألعاب القصة بلاعب واحد وهو النوع الرائج الذي جلب لنا ألعابا مثل “ميتال غير سوليد” و”ريد ديد ريدمبشن و”ماس إفكت”، الذي تدعمه سوني من خلال تمويل الاستوديوهات التي تصنع ألعابا مثل “ذا لاست أوف.أس” و”سبايدر مان” (الرجل العنكبوت وإله الحرب)، محل اهتمام ومتابعة جماهيرية واسعة كالسابق؟
وفيما أقر رئيس إكس بوكس، فيل سبنسر في حوار أجراه مؤخرا مع صحيفة الغارديان، بأنه قلق بشأن تراجع رواج ألعاب الفيديو القديمة، إلا أنه يعتقد أن مازال هناك مستقبلا لألعاب القصة في ظل استحواذها على الاهتمام، الأمر الذي يحفز المنصة على إعادة إحيائها.
ويلفت سبنسر إلى أنه “عند رؤية المزيد من الأشخاص يعودون إلى ألعاب مثل براي أو ديسونرد أو فايبل، تتابع المؤسسة الإبداعية ما يهتم به المستهلكون، حيث أن هذا يعطينا المزيد من البيانات للتخطيط والمضي قدما في الأفكار مع الفرق الجديدة”.
وتابع “كانت غيم باس بالتأكيد مصدرا رائعا للبيانات.. وكان من الرائع رؤية بيثيسدا سوفت ووركس مع الكثير من الألعاب الجديدة والقديمة ضمن الخدمة. وكان حتى التفكير في أشياء مثل رير ريبلاي أمرا مثيرا للاهتمام حقا بالنسبة إلينا وخاصة في ما يتعلق بالسماح للاعبين بتجربة بعض الألعاب القديمة”.
وأكد سبنسر أن مايكروسوفت ستواصل القيام بأشياء من هذا القبيل، لأن نموذج أعمال “إكس بوكس غيم باس” سيسهّل هذا النهج.
وفي تقديره “ليس من الضروري تقديم ألعاب فيديو أو محتوى لضمان الإيرادات المستمرة، حيث بالإمكان أن تكون هذه اللعبة موجودة هناك ويستمتع بها المشتركون في الخدمة”.
ومع الاعتماد الكبير لمايكروسوفت على خدمة الاشتراك غايم باس وكذلك على منصة البث إكس كلود، يتوقع خبراء أن ترتكز ألعاب إكس بوكس المقبلة بشكل كبير على الألعاب الخدمية التي تتلاءم أكثر مع طبيعة خدمة الاشتراك، في حين ألمحت مايكروسوفت وفي أكثر من مناسبة إلى أنه علينا انتظار المزيد من ألعاب القصة، وأن هذه النوعية من الألعاب ستبقى جزءا من استراتيجية المنصة.
وأوضح سبنسر “على الرغم من أن الألعاب الخدمية ينظر لها حاليا كونها الأكثر جلبا للعائدات، ولكن هذا لا يعني أنه لم يعد هنالك متسع لألعاب القصة”.
وفي المقابل، يحفز صعود جيل جديد من الألعاب بفعل انتشار الهواتف الذكية وظهور الخدمات السحابية مثل “ستيديا” من غوغل التي تتيح جعل الألعاب موجودة على خوادم وليس على وحدة التحكم أو الكمبيوتر الشخصي، مايكروسوفت للاتجاه نحو رقمنة ألعابها.
ويلاحظ الباحث كيث ستيوارت أن مايكروسوفت تركز جهودها على الألعاب المتصلة عبر الأنظمة الأساسية.
وبالفعل، أعلنت الشركة مؤخرا أنها تعمل على برنامج يتيح لهواة إكس بوكس اللعب مباشرة على التلفزيون، في خطوة وصفها الخبراء بالجريئة.
وسيتيح البرنامج وفق الشركة العملاقة اللعب على جهاز التلفزيون المتصل بالإنترنت من دون الحاجة إلى جهاز وحدة التحكم. ولن يحتاج اللاعبون في هذه الحالة سوى إلى مقابض تحكّم وشاشة واتصال جيد بالإنترنت.
وأوضح سبنسر “أعتقد أننا على الأرجح نبني المزيد من هؤلاء الآن أكثر مما كنا عليه في تاريخ إكس بوكس. يستثمر أصحاب المنصة، سواء كانت هذه المنصة اشتراكا أو جهازا أو متجرا، بنشاط في أشياء جديدة وربما أكثر خطورة، لأنه إذا نجحنا، فإننا نحصل على قيمة من جلب اللاعبين إلى النظام”.
لكن بناء لعبة سردية عملاقة قائمة بذاتها أصبح الآن أكثر خطورة مما كان عليه في أي وقت مضى، حيث يتطلب فريق من مئات المطورين يعملون لعدة سنوات في مشروع ميزانية بمئات الملايين من الدولارات. وعلى عكس لعبة متطورة مثل بحر اللصوص ‘سي.أف ثيفيس’ أو ‘نو مانز سكاي’، يمكنك الحصول على فرصة واحدة لإحداث تأثير مع مغامرة سردية”.
ومع ذلك، يرى سبنسر فرصة في استخدام المنصات والتقنيات الحديثة لاختبار الأفكار وبناء مجتمع من المعجبين قبل الإصدار.
وفي معرض “إي 3” التجاري الشهر الماضي، كشفت مايكروسوفت أنها تخطط لدمج غيم باس مع تقنية إكس كلاود، مما يسمح للمستخدمين بتجربة العروض التوضيحية للألعاب قبل تنزيلها وتشغيلها.
كما يلفت سبنسر إلى أن هناك فرصة لتقديم نوع من الوصول المبكر إلى إكس بوكس، مما يسمح للمالكين بتجربة ألعاب جديدة أثناء إنتاجها. وقد جربت الشركة بالفعل هذا النموذج من خلال مخطط معاينة اللعبة، لكن ذلك كان محدودا للغاية. ويمكن لإكس كلاود تغيير ذلك.

وشرح سبنسر “عندما يمكننا البث إلى أي جهاز سواء كان كمبيوتر أو هاتفا يمكننا حقا النظر في كيفية تحقيق المزيد من هذه الأنواع من تجارب الوصول المبكر، حتى كنموذج تمويل للمبدعين في بعض الأحيان. ومن شأن ذلك أن يفتح علاقة أقوى بين منشئ المحتوى والمستهلك، حيث يشكل صانعو المحتوى تركيزا كبيرا بالنسبة إلينا في الوقت الحالي”.
ولا يعني سبنسر بمصطلح “المبدعين” مطوري الألعاب فقط، بل يتحدث أيضا عن مساهمات اللاعبين في الألعاب التي يحبونها، مثل أولئك الذين يصممون ويبيعون أو يشاركون المحتوى مع الآخرين في منصات ماينكرافت وفورزا موتورسبورت ومايكروسوفت فلايت سيميولتر (محاكي طيران مايكروسوفت). ويقول “كانت مايكروسوفت شركة يقودها المبدعون منذ البداية”.
ويوافقه في الرأي رئيس استوديوهات مايكروسوفت مات بوتي. وأردف بوتي “أعتقد أننا سنرى الكثير من الألعاب تبدأ في تضمين أشياء تستند إلى البرمجة النصية والقدرة على الإضافة إلى اللعبة. ومع فورزا هورايزون 5، أضفنا القدرة على تصميم دورات التحديات والعقبات. كما أن لدينا هيلو فورغ، والتي تتيح لك تصميم تحدّيات متعددة اللاعبين. وفي فلايت سيميولتر، يكون هذا النشاط أكثر تعقيدا. لذلك، أعتقد أننا سنرى هذه الخاصيات أكثر. وبالتأكيد، ومع إضافة بيثيسدا سوفت ووركس إلى عائلة إكس بوكس، جلبت الشركة تاريخا طويلا من فهم كيفية عمل التعديلات. وقد رأينا ذلك مع سكايريم”.
ويعتقد بوتي أنه لا يوجد نهج واحد مهيمن لتطوير الألعاب في ظل مايكروسوفت. وعلى الرغم من أن الشركة قد تحدثت كثيرا عن الألعاب المتطورة ونماذج الشراء والاشتراك، فلن تحصل كل لعبة على تمكين موسمي.
وتابع “تتمتع سي أوف ثيفز بعمر طويل وسنبدأ في تصميم منصة هيلو متعددة اللاعبين على أساس المواسم، ولكن لم يُطلب من كومبوليشن غيمز، الأستوديو التابع لنا في مونتريال، تصميم شيء ستكون له مواسم أو ستة أجزاء من المحتوى القابل للتحميل أو غيره”.
وبرأي ستيوارت، فإن كلا من سبنسر وبوتي واضحان، حيث أنه إذا كانت ألعاب الفيديو ستوسع جمهورها إلى ديموغرافيات جديدة، فسوف يحتاجان إلى سرد قصص جديدة وسيتطلب ذلك أنواعا جديدة من الاستوديوهات في أماكن جديدة.
لكن هل يعني هذا أن مايكروسوفت قد تشتري أستوديو في الهند أو أفريقيا أو أميركا الجنوبية؟ هنا يرد سبنسر بالقول “سأتفاجَأ حقا إذا لم يحدث ذلك مع الموهبة المتوفرة والأدوات (مثل محركات الألعاب يونيتي وأنريل إنجن) التي يسهل الوصول إليها… سأندهش إذا لم تشاهد خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة العديد من الاستوديوهات في الأماكن التي لم تكن المحاور التقليدية لتطوير ألعاب الفيديو”.
ويدعم رأيه بوتي الذي خلص قائلا “يجب أن تكون هناك عدة مئات من الاستوديوهات في هذه المناطق لإصدار أفضل لعبة رائجة لهذا السوق. هذه هي الرؤية”.