جونسون يستعجل بريكست برفض تمديد الفترة الانتقالية

توجّس من عدم إبرام اتفاق تجاري بين لندن وبروكسل خلال 11 شهرا.
الأربعاء 2019/12/18
قترب من هدم جدار بريكست

لندن – يسعى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، المنتشي بانتصار كاسح في الانتخابات المبكرة الأخيرة إلى تمرير قانون يضمن عدم تخطي الفترة الانتقالية لبريكست نهاية العام 2020، وفق ما أعلن مصدر في رئاسة الحكومة.

وكان جونسون قد فاز بغالبية كبيرة في الانتخابات العامة التي أجريت الأسبوع الفائت على خلفية تعهّده بتنفيذ بريكست بنهاية يناير 2020، على أن تلي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فترة انتقالية تجري خلالها لندن وبروكسل مفاوضات للتوصل إلى اتفاقية تجارية.

ويعتبر قادة أوروبيون أن مهلة ديسمبر 2020 قصيرة جدا لإنجاز اتفاق شامل، فيما يقول قادة حزب العمال البريطاني المعارض إن اقتراح جونسون يمكن أن يؤدي إلى خروج من دون اتفاق.

وتشير هذه المستجدات بشأن بريكست إلى محاولة جونسون الإيفاء بوعده الذي طرحه خلال الحملة الانتخابية عندما تعهد بعدم تمديد الفترة الانتقالية.

ويبدو أن هناك تجاوبا من بروكسل حيث اتفقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين مع جونسون على بداية سريعة للمفاوضات بشأن العلاقات المستقبلية بين لندن وبروكسل بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست”.

وكتبت فون دير لاين على حسابها على موقع تويتر، الثلاثاء، بعد محادثة هاتفية مع جونسون “سوف نلتقي في مطلع عام 2020”.

 وتابعت رئيسة المفوضية الأوروبية التي كانت تشغل في الماضي منصب وزيرة الدفاع الألمانية “بريطانيا سوف تكون دائما صديقا وشريكا وحليفا”.

وقال مصدر في رئاسة الحكومة البريطانية إن “الشعب صوّت الأسبوع الماضي لحكومة تنجز بريكست وتمضي بالبلاد قدما وهذا بالتحديد ما ننوي القيام به اعتبارا من هذا الأسبوع”.

وتابع المصدر أن “بياننا الحكومي يؤكد بوضوح أننا لن نمدد فترة التطبيق وسيمنع مشروع قانون اتفاقية الانسحاب الحكومة من الموافقة على أي تمديد”.

وفي رد له بشأن عزم لندن عدم التمديد في الفترة الانتقالية، وصف دبلوماسي أوروبي خطط رئيس الوزراء البريطاني بغير المنطقية. وقال الدبلوماسي الذي امتنع عن الكشف عن هويته في إشارة إلى المفاوضات بشأن علاقة مستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي ”سوف يكون من الصعب للغاية التوصل لاتفاق والتصديق عليه خلال 11 شهرا”.

وأضاف ”في ظل الطبيعة الصعبة للمفاوضات وخطورة الخروج غير المنظم في نهاية 2020، لا يبدو من المنطقي إغلاق باب التمديد على الفور”.

وأوضح المسؤول أن بروكسل على استعداد لدعم الدول الأعضاء في حال اختارت لندن تقييد خياراتها، ووجدت نفسها ”تقدمت دون وعي” إلى نهاية الفترة الانتقالية دون التوصل لاتفاق بشأن العلاقات المستقبلية.

ويأتي ذلك في وقت سينعقد فيه مجلس العموم البريطاني، الجمعة، للمصادقة على اتفاق بريكست الذي توصل إليه جونسون مع الأوروبيين في أكتوبر الماضي والذي حال رفض البرلمان له دون تنفيذ بريكست في آجاله للمرة الثالثة والذهاب إلى انتخابات مبكرة خرج منها جونسون منتصرا.

والفترة الانتقالية يبقى خلالها البريطانيون ملزمين بتطبيق الأنظمة الأوروبية سواء القانونية أو التجارية أو غيرها، بالإضافة إلى مواصلة لندن ضخ حصتها المالية في خزينة الاتحاد الأوروبي لكن دون المساهمة في اتخاذ قرارات الاتحاد. وبالتوازي مع ذلك، يجري التفاوض بين الجانبين للتوصل لاتفاق تجاري وشراكة شاملة والمصادقة عليها.

وقالت متحدثة باسم الحكومة البريطانية في تعليق لها على المحادثة الهاتفية بين فون دير لاين وجونسون “اتفقا على العمل بنشاط كبير، في ظل المهلة المستمرة حتى نهاية عام 2020، على التوصل لاتفاق بشأن تحقيق شراكة مستقبلية”.

وستفتتح الدورة البرلمانية الجديدة رسميا الخميس بتلاوة الملكة إليزابيث الثانية البرنامج التشريعي للحكومة.

وتخشى المعارضة من أن يؤدي تسريع جونسون لوتيرة إجراءات خروج المملكة من التكتل الأوروبي إلى الخروج دون اتفاق تجاري مع الأوروبيين.

وكان زعيم المحافظين قد روج خلال حملته الانتخابية إلى أنه سيبرم اتفاقا تجاريا ضخما مع الولايات المتحدة.

5