"جوري" رحلة سينمائية تتوغل في أعماق وطن نازف

فيلم للمخرج السوري يزن أنزور لا يخلو من التشويق والخيال، يحكي قصة فتاة صغيرة بقيت وحيدة في منطقة يسيطر عليها مسلحون مجهولون.
السبت 2019/03/23
وحيدة وسط الخراب

يقدم المخرج السوري يزن أنزور في فيلمه القصير الجديد “جوري”، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، رحلة سينمائية موغلة في أعماق شخوص عايشوا مراحل قلقة في وطن نازف، تحترق أيامه بالوجع والألم.

دمشق – قدم المخرج السوري يزن أنزور، سابقا تجارب عديدة في مجال الفيلم الروائي القصير، والتي وضعته في الجو السينمائي السوري كإحدى الطاقات الشابة التي يمكن أن تحقق رهانات هامة بالمستقبل.

وفي فيلمه الجديد “جوري” يذهب أنزور مجددا نحو عالم الطفولة، عبر شخصية فتاة صغيرة عانت حصارا وعنفا نفسيا نتيجة الظرف المباغت والقاسي الذي وجدت نفسها فيه، وذلك بعد بقائها وحيدة في مدينة تعرّضت لهجوم من مسلحين فبقوا فيها، ويلاحق الفيلم هواجسها ومسار حياتها في متتاليات  مكانية ترصد تفاصيل حياتها بعد هذه المحنة.

ويقول يزن أنزور عن فيلمه الجديد “الفيلم يمثل لي نهاية مرحلة سينمائية محددة، تركزت على العمل في مجموعة من الأفلام القصيرة، التي كانت تهدف إلى الدخول في العمق، لم أكن أبدا معنيّا بتقديم ما هو مكرر، لذلك كنت أبحث عن أفكار جديدة، في ‘جوري’ أقدم آخر ما لديّ في هذا الإطار، ولاحقا ستكون هناك فضاءات أخرى وأحلام ومشاريع جديدة ستكوّن مسارا جديدا في حياتي المهنية”.

وعن قصة الفيلم يقول مخرجه “جوري فيلم إنساني روحاني لا يخلو من التشويق والخيال، يحكي قصة فتاة صغيرة بقيت وحيدة في منطقة يسيطر عليها مسلحون مجهولون”.

يزن أنزور: الفيلم عن طفلة وجدت نفسها وحيدة في مدينة مليئة بالمسلحين
يزن أنزور: الفيلم عن طفلة وجدت نفسها وحيدة في مدينة مليئة بالمسلحين

ويتشارك في أدوار البطولة في فيلم “جوري” كل من بيير داغر وروبين عيسى والطفلة شهد الزلق ومحمد نظام، ورعد ومجد الزند وأحمد حبش وعلي إبراهيم.

وعن كيفية العمل في الفيلم ومشاركة النجم اللبناني بيير داغر فيه يبيّن أنزور “في الفيلم شخوص قليلة، وقع عليهم عبء إيصال هذه الأفكار للجمهور، شخصية الأب لها حضور خاص وقوي، لذلك كان لا بد من اختيار ممثل يتمتع بكاريزما خاصة، فوقع اختياري على الفنان بيير داغر، الذي له باع في الفن وسبق وأن عمل في الدراما السورية.

كذلك الأمر بالنسبة للممثلة الفنانة روبين عيسى التي تتمتع بحسّ كبير وعميق في لعب الأدوار، وهما جسدا في العمل ما هو مطلوب منهما، أما شهد فكانت الحالة الأهم كون الفيلم يدور حول شخصيتها، وقد قدمت جهدا طيّبا ومشكورا، وكانت متفانية في تقديم عملها على أحسن وجه”.

وتقدم روبين عيسى في فيلم “جوري” تجربة جديدة لها، تلج من خلالها إلى عوالم تخص المرأة وعلاقتها بمحيطها الأسري وكيفية تعاملها مع طفلة في وضع حياتي وإنساني مأزوم خلّفته ظروف حربية قاسية.

وجدير بالذكر أن يزن أنزور سبق له أن أخرج فيلم “خبز” ضمن مشروع دعم سينما الشباب بمشاركة زميله عبدالله السيار، وهو  فيلم  لا حوار فيه  مطلقا، يتحدث عن رجل أصم يعمل بائعا للخبز.

ثم يقوم بتوزيع جزء منه على محيطه، وخاصة لطفلة صغيرة تسكن في حيه، لكن صمَمه يمنعه من سماع صوت إطلاق النار في الشارع، حيث يجد نفسه وسط اشتباك، ليتم قنصه لاحقا من مجهول، فيموت تحت المطر وهو يوزع الخبز على الفقراء، وقد نال عليه جائزة أفضل إخراج في مهرجان سينما الشباب في دمشق.

كما أخرج يزن فيلما بعنوان “تاتش” يتحدث عن مدى انغماس الناس في وسائل الميديا الحديثة (الهواتف الجوالة) ومدى ابتعادهم عن نمط الحياة الطبيعي، فيكونون مغيبين عن الناس في محيطهم القريب، كذلك شارك ضمن مشروع ضم أربعة مخرجين شباب هم: علي الماغوط، سيمون صفية، كوثر معراوي ويزن أنزور، طبعا، في فيلم “حنين الذاكرة” من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وهو الذي سيعرض قريبا بدمشق، كما قدم فيلم “الله معنا” من إنتاج القطاع الخاص.

13