جمعية بحرينية تعمل من أجل خلق ضمير بيئي عند الصغار

جمعية بحرينية تهتم بالبيئة تستهدف تكوين جيل من الصغار يتخذون من البيئة صديقة لهم.
الاثنين 2018/10/22
حب البيئة يبدأ من الصغر

المنامة - أطلقت جمعية أصدقاء البيئة في البحرين برنامج “ريم” منذ العام 2000، عند تأسيس الجمعية في صورتها الأولى باسم (أصدقاء البيئة الإلكترونيون)، ويهدف البرنامج إلى خلق جيش من القادة البيئيين الصغار يتولون قيادة التغيير الإيجابي في كل مكان، بدءا من مدارسهم وأسرهم، وصولا إلى جامعاتهم وأماكن عملهم.

وأسست البرنامج رئيسة جمعية أصدقاء البيئة خولة المهندي، وأعلنت أن الهدف هو ضمان استمرار الرسالة النبيلة التي أُسست الجمعية من أجلها، ولكي “لا تتوقف الجمعية عندما تضعف قوتنا نحن المؤسسون، فمن المهم أن يكون هناك شباب جاهزون ومهيئون لحمل اللواء من بعدنا”.

 

تنطلق التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة وحمايتها من المخاطر منذ الصغر، حيث تتم تربية الطفل على حب الطبيعة والمحيط الذي يعيش فيه، وتطور لديه ثقافة النظافة والحفاظ على البيئة منذ سنواته الأولى انطلاقا من البيت والوالدين مرورا بالمدرسة ووصولا إلى مختلف أنواع الأنشطة الثقافية فيتكون لدى الطفل وعي بأهمية المحافظة على محيطه.

وتقول رئيسة الجمعية خولة المهندي لـ”العرب”، “يسعى برنامج ريم إلى خلق ضمير بيئي لدى الأطفال يحكم قراراتهم وسلوكياتهم باتجاه الحفاظ على البيئة، بغرس قيم الرحمة والحب والاحترام تجاه كل الكائنات الحية منذ الصغر، وقد ضم البرنامج منذ تأسيسه سنة 2000 أطفالا بحرينيين من مناطق البحرين كافة، وأطفالا من جنسيات متعددة وثقافات مختلفة”.

ويجتمع الأطفال أعضاء برنامج ريم بمدربيهم أسبوعيا كل عصر خميس، لمناقشة وتداول كل ما عمله الطفل خلال الأسبوع. ويقدم كل طفل تقريراً للمخالفات البيئية التي عملها أو شاهدها، وكذلك بالأعمال الصديقة للبيئة. وتتم، خلال هذه الاجتماعات، مناقشة طرق تصحيح المسار، والثناء على العمل الجيد الصادر عن أي طفل.

ويتلقى القادة الصغار تدريبا قيمياً وآخر على المهارات القيادية على يد مستشاري الجمعية وأعضائها المتخصصين، وقد نظمت الجمعية دورات تدريبية عديدة لأطفال برنامج ريم وفسحت المجال أمام كل الأطفال للمشاركة، ومن أهم تلك الدورات: المواطنة الصالحة في حماية البيئة، والحقوق البيئية، والحفاظ على الثروة المائية.

ويتميز واحد من القادة الصغار من الفئة العمرية الأصغر، حمزة محمد حافظ (7 سنوات)، بحماسته الكبيرة وتعبيره القوي وتعاطفه الكبير مع الكائنات الحية، وقد فاز في مسابقة رسم “رسالة بيئية” بالمركز الأول عام 2016، وتبنى مشروع تنظيف ساحل البحر يوم العيد من بقايا “الحية بية” خوفاً على الأسماك والسلاحف من النفايات البلاستيكية.

ويقول حمزة إنه يتعلم “كل يوم شيئا جديدا لحماية البيئة لكي نورث لمن بعدنا بيئة نقية نظيفة يستطيعون أن يعيشوا فيها بسلام وصحة”.

وشاركت من الفئة العمرية الأكبر فاطمة فلاح (15 عاما)، في أول حملة للهجوم على البلاستيك كممثلة وحيدة لبرنامج ريم إذ كان المشاركون من أعضاء مجلس الإدارة ورؤساء المشاريع، وقدمت فقرة عن برنامج ريم في أكثر من ندوة بيئية، وعملت أبحاثا بيئية مميزة، كما صممت ونفذت ألعابا بيئية للأطفال في أكثر من فعالية بيئية.

وتقول فلاح لـ”العرب” “منذ أن انضممت إلى برنامج ريم وأنا صغيرة في العمر صرت أحاسب نفسي على كل تصرف وأفكر ما إذا كان تصرفي هذا يضر بالبيئة أو يحميها، وأنا دائمة الزيارة إلى بيوت الناس لحثهم على إشراك أطفالهم في البرنامج ريم لنخلق منهم جيلا يحترم البيئة ويحميها بتصرفاته السليمة”.

الأطفال الصغار تعلموا الكثير من السلوكيات السليمة بتأثير من الجمعية ومن أهمها تدوير المخلفات الضارة بالبيئة

من جانبها تؤكد نائبة رئيسة الجمعية المحامية لبنى دواني، أن “الطفل يجب أن يميز بين الصحيح والخطأ في الجانب البيئي، وهذا ما تسعى الجمعية لخلقه عبر تكوين جيل بيئي يكون مستقبله أفضل من مستقبلنا نحن الذين خرّبنا البيئة برا وبحرا وجوا، وقد استطعنا خلق قادة بيئيين فعليين، فالذي بدأ معنا طفلا صغيرا عند تأسيس الجمعية وإنشاء برنامج ريم هو الآن قائد كبير تجاوز العشرين من عمره، ويساعدنا في تدريب الصغار على طرق حماية البيئة وأساليبها”.

وتعلم الأطفال الكثير من السلوكيات السليمة بتأثير من الجمعية ومن أهمها تدوير المخلفات الضارة بالبيئة، فهم بدلا من أن يرموا العلب البلاستيكية في البحر فتؤذي الحيوانات البحرية، أو يدفنونها في الأرض فيبقى تأثيرها الضار إلى قرون من الزمن، أو يحرقونها فيلوثون الهواء، يعمدون إلى تحويلها إلى ديكورات أو لوازم منزلية مفيدة.

ووجدت فاطمة القطان، وهي مصممة أزياء بحرينية هوايتها تدوير المخلفات البيئية في بيتها وتدريب الأطفال من أقاربها وجيرانها على التدوير ولها مشروع يعمل على ذلك، واندمجت في برنامج ريم ومشاريعه لتدريب الصغار.

فأهداف ريم تلتقي مع أهداف مشروع القطان، وهي تقول “بعد أن كنت أدرب الصغار من جيراننا وأقاربنا، أستعد الآن لتنظيم دورة لمئات الأطفال في الجمعية لتدريبهم على صنع أشياء وديكورات منزلية وغير منزلية من خلال تدوير مخلفات البلاستيك وغيره، من أجل إبقاء بيئتنا نظيفة”. وأقامت القطان برعاية الجمعية معرضا كبيرا لديكورات ولوازم منزلية صنعتها من مخلفات البلاستيك.

ويتخذ القادة البيئيون الصغار شعارات يعممونها في المجتمع مثل “لا لشراء الطيور وحبسها”، و”لا لقطع الأشجار”، وهذه مهمة عكسية فبدلا من أن يربي الكبار الصغار على السلوك الإيجابي يربي أطفال ريم، الصغار في العمر، الكبار في المجتمع على سلوك بيئي صحيح يحافظ على بيئتهم.

ويسعى هؤلاء القادة الصغار إلى بث ثقافة عدم انتظار التغيير من الحكومة أو غيرها في المجتمع، وإنما أن يبادر المجتمع نفسه إلى التغيير في حياته والحفاظ على بيئته.

21