جلسة منتظرة لمجلس النواب في الزنتان وراء حالة الاحتقان في غرب ليبيا

الزنتان (ليبيا) - تشهد مناطق غرب ليبيا حالة احتقان بعد قرار مجلس النواب عقد جلسته القادمة في مدينة الزنتان الواقعة على بعد 136 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من العاصمة طرابلس.
وبادرت حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، بالتخطيط لمنع جلسة البرلمان وتجهيز إمكانياتها الميدانية لذلك، في ما رحبت قبائل الزنتان بعقد جلسة مجلس النواب في المدينة، محذرًة أيّ جهة كانت من محاولة منع عقد الجلسة أو عرقلتها.
وأكدت القبائل رفضها أيّ تدخل من أيّ جهة تحاول تقرير من تستضيف المدينة على أرضها، محذرة كل من تسول له نفسه المساس بهذه الخطوط الحمراء.
وجددت القبائل رفضها لأيّ محاولة تهدف لاستخدام القوة لخلق أزمات؛ من أجل إطالة عمر حكومات انتهت مهمتها القانونية.
وتمكنت مكونات مدن الجبل والساحل الغربي أن يتوفر فيها المناخ الملائم لحل مختلف الإشكاليات التي تعيق المسار السياسي، بعد جلسة مجلس النواب في الزنتان ، وأيدت تشكيل حكومة جديدة موحدة تعمل على إنجاح العملية الانتخابية، وتساهم في توحيد السلطة التنفيذية والمؤسسة العسكرية.
وأعلن شباب قبائل الزنتان دعمهم لانعقاد جلسة البرلمان في المدينة وحذروا كل من تسول له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء في قرارات المدينة التي هي وحدها من تقرر استضافة من تريد على أرضها.
وكان مجلس النواب قرر في جلسة 28 نوفمبر الماضي عقد جلسته المقبلة في مدينة الزنتان، دون أن يحدد موعدها، وهو ما رأت فيه أطراف تابعة لسلطات طرابلس تحديا لها، لاسيما في ظل حالة الانقسام التي تعرفها الزنتان بين قوى موالية لحكومة الوحدة الوطنية وأخرى للجيش الوطني بقيادة الجنرال خليفة حفتر.
ورغم الحديث عن نذر مواجهات بين أطراف داعمة للبرلمان وأخرى موالية للدبيبة إلا أن عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة نفى وجود نية لإلغاء الجلسة المرتقبة في الزنتان، وقال في تصريح صحفي “عازمون على عقد جلسة النواب القادمة بمدينة الزنتان، ومصادرنا بالمدينة أكّدت استقرار الأوضاع”.
وعرفت الزنتان حالة من التوتر بعد إرسال حكومة عبدالحميد الدبيبة أرتالا مسلحة من طرابلس إلى غدامس مدعومة بالدبابات والراجمات والمدفعية والطيران المسير تحت إمرة عبدالسلام الزوبي آمر غرفة العمليات المشتركة.
وتخضع غدامس الواقعة في المثلث الحدودي مع تونس والجزائر، والتي تبعد 543 كيلومترا جنوب غرب العاصمة طرابلس، لنفوذ الجماعات المسلحة بالزنتان.
وكرد فعل مباشر توجهت 5 كتائب مسلحة من الزنتان أبرزها كتيبة إلى حوض غدامس لمساندة قوات اللواء أسامة الجويلي المتواجدة هناك، في ما أكدت مصادر مطلعة أن قائد حركة السلام والاستقرار بمنطقة الجبل الغربي العجمي العتيري قرر ضم قواته إلى قوات الجويلي لمواجهة أيّ تهديدات من الميليشيات الموالية للدبيبة.
وكان العتيري قد ذاع صيته من خلال علاقته بسيف الإسلام القذافي، حيث كان وراء اعتقاله في 2011 ثم تكفل بحراسته إلى حين إطلاق سراحه في يونيو 2017 واستمر بعد ذلك في تأمين تحركاته في مناطق الجنوب.
وحاولت سلطات طرابلس تهدئة الأوضاع في غدامس بالإعلان عن الاستعداد لفتح معبر الدبداب الحدودي الثلاثاء القادم بحضور مسؤولين من ليبيا والجزائر.
وتسعى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة إلى منع البرلمان من الانعقاد في الزنتان، وعقدت من أجل ذلك اجتماعا عسكريا شارك فيه وزير الداخلية عماد الطرابلسي وآمر اللواء 52 مشاة محمود بن رجب، وآمر القوة المشتركة عبدالسلام الزوبي، ورئيس جهاز دعم الاستقرار عبدالغني الككلي، بالإضافة إلى عبدالله الطرابلسي آمر جهاز الأمن العام، وعدد من قادة الميليشيات في تاجوراء وجنزور وسوق الجمعة، في ما تحدثت مصادر مطلعة عن رفض آمر قوة الردع الخاصة عبدالرؤوف كارة الذي خصصه الدبيبة للبحث في آليات قطع الطريق أمام نية مجلس النواب للاجتماع بالزنتان.
وبحسب مراقبين، فإن سلطات طرابلس ترى أن عقد مجلس النواب جلسة عامة في الزنتان سيشكل تحولا مهما في المشهد السياسي ويضفي شرعية عليه وعلى مواقف رئيسه عقيلة صالح المنادية بتكوين حكومة جديدة بدلا من حكومة الدبيبة.
القيادات العسكرية في الزنتان تعقد اجتماعا موسعا تم التوصل على إثره إلى الاتفاق على توحيد الصف في إطار تشكيل مسلح بقيادة وزير الدفاع الأسبق أسامة الجويلي لحماية المنطقة
وعقدت القيادات العسكرية في الزنتان اجتماعا موسعا بحضور أعضاء المجلس البلدي وأعيان ووجهاء القبيلة، تم التوصل على إثره إلى الاتفاق على توحيد الصف في إطار تشكيل مسلح بقيادة وزير الدفاع الأسبق أسامة الجويلي لحماية المنطقة والمدينة بصفة خاصة.
ويسعى الزعماء القبليون لمنع أيّ اصطدام بين الفرقاء الأساسيين في المدينة والذين تنقسم مواقفهم بين الموالاة لمجلس النواب والموالاة لحكومة الدبيبة.
وبحسب أوساط مطلعة، فإن وزير الداخلية عماد الطرابلسي وعضو ملتقى الحوار السياسي عبدالمجيد مليطقة، المنحدرين من الزنتان، يرفضان بقوة عقد مجلس النواب جلسة عامة في المدينة الواقعة بمنطقة الجبل الغربي، وهما يدعمان القوة المشتركة المنتشرة في منطقتي مزدة وأبوالغرب، بينما تنتشر قوة الجويلي في منطقتي الحمادة الحمراء وغدامس وتلوّح بمواجهة أيّ قوة قادمة من طرابلس في محاولة لمحاصرة الزنتان من الجنوب.
وتشير الأوساط إلى وجود حالة انقسام حقيقية في الزنتان سواء على مستوى القيادات العسكرية والأمنية أو على صعيد الفعاليات الاجتماعية والسياسية وبين قادة الميليشيات وأمراء الحرب بين موالين لمجلس النواب وآخرين يتهمونه بالوقوف وراء حالة الانسداد السياسي وعرقلة الانتخابات.