جدل سوداني حول الانضمام لمنصة دولية للمدفوعات الرقمية

الخرطوم - أثار إعلان وزارة المالية السودانية انضمام البلاد لمنصة دولية للمدفوعات الرقمية الجدل بين الأوساط المالية حول مدى استفادة الخرطوم من هذه الآلية.
واعتبر الخبير الاقتصادي محمد الناير أن إعلان السودان انضمامه إلى تحالف “أفضل من النقد” التابع للأمم المتحدة، هو خطوة “ممتازة ولكن هناك بعض المحاذير يجب وضعها في الحسبان”.
وتحالف الأمم المتحدة للمدفوعات الرقمية، ومقره في نيويورك، يضم 75 دولة ومؤسسة تلتزم بتسريع الانتقال من استخدام النقد إلى الدفع الرقمي.
ونسبت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء للناير قوله إن “انضمام السودان في هذا الوقت المبكر إيجابي ولكن عدم انضمام باقي الدول قد يكون بسبب مخاوف أو رؤى معينة حول هذا الموضوع في المرحلة القادمة”.
وأوضح أن عملية التحول من النقد المطبوع إلى المدفوعات الرقمية تساعد كثيرا في اتساع حجم الشمول المالي، خاصة في الدول التي تعاني من قلة الشمول المالي مثل السودان.
وتشير التقديرات إلى أن الشمول المالي في السودان، الغارق في أزمات سياسية واقتصادية ومالية لا حصر لها، يبلغ 5 إلى 6 في المئة فقط من الشعب وهم فقط من لديهم حسابات مصرفية غير رقمية.
ولذلك يرى الناير أن انضمام السودان قد يحقق الكثير من الإيجابيات ويساهم في مساعدة الحكومة على الوصول إلى الفئات والحالات الإنسانية.
وبدأ السودان في ميكنة كل الموارد، بحيث أصبحت الفاتورة الضريبية تصدر إلكترونيا، وكلها كانت خطوات سابقة، لكن لم تمضِ فيها الدولة بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة.
وخلال السنوات العشر الأخيرة كان السودان من أفضل 10 دول في المنطقة في قطاع الاتصالات، لكن يبدو أن عدم تطوير الوجود النقدي الأجنبي والحظر الاقتصادي الأميركي ساهما في تراجع مستوى الخدمة في البرامج وتقنية المعلومات وعدم انتشارها في معظم المناطق.
وأشار الخبير السوداني إلى أن هناك عددا من التحفظات كان يجب دراستها وتضع في الاعتبار أن السودان بدأ في خطوات الحكومة الإلكترونية وعمليات الدفع والتحصيل الإلكتروني.
وهناك الكثير من العوامل يجب وضعها في الحسبان لكي تنجح التجربة، منها تحسين شبكة الاتصالات والإنترنت لكي تصل للمستهلك بصورة جيدة وبأرقام وأسعار معقولة.
ويرى عبدالعظيم عبدالمطلب عضو تجمع الكفاءات السودانية في الخارج أن الحكومة الانتقالية بدأت تضع أقدامها على الطريق الصحيح، وانخفاض سعر الدولار أمام الجنيه وزيادة الرواتب بتلك النسبة الكبيرة، هي مؤشر على البدايات.
لكنه أشار في تصريحه لسبوتنيك إلى أن الوضع الراهن يتطلب من الحكومة دعم وسائل الإنتاج والسلع الغذائية لأن الإنتاج هو الذي يؤدي إلى “إعادة السودان إلى أن يكون سلة غذاء العالم، وهذا الطريق طويل ولكن عندما نبدأ بالطريق الصحيح سوف تظهر النتائج على التوالي”.
وكان رئيس الخدمات المصرفية الإلكترونية بالبنك المركزي عمر عمرابي قد قال في مارس الماضي لوكالة رويترز، إن بضعة مصارف محلية تستعد لإطلاق أنظمة فيزا للمدفوعات بينما تسعى البلاد إلى تطوير قطاعها المالي في أعقاب عقود من العزلة.
واعتبرت الأوساط المالية أن هذا الأمر تحول كبير لبلد عانى لسنوات طويلة من ويلات العقوبات الأميركية التي قوضت النمو الاقتصادي وأدت في نهاية المطاف إلى تفجر الاحتجاجات على نظام الرئيس الأسبق عمر البشير وتحرك الجيش للإطاحة به.
وأكد عمرابي أن السلطات النقدية أبرمت اتفاقا مع شركة فيزا الأميركية للخدمات المالية سيتيح لتسع مؤسسات مالية محلية استخدام نظام فيزا لتسوية المدفوعات.
وتعتبر فيزا أكبر شبكة في العالم للمدفوعات الإلكترونية وإدارة المدفوعات بين المؤسسات المالية والتجار والمستهلكين والشركات والكيانات الحكومية.