جائحة كورونا تمنح ثيران المصارعة إجازة حقن الدماء

إلغاء موسم مصارعة الثيران دفع بعض عشاقه في إشبيلية مثلا إلى الاحتجاج رافعين شارات على رؤوسهم كتب عليها "مصارعة الثيران هي ثقافة".
الثلاثاء 2020/10/27
لعبة قاتلة

خلّفت جائحة كورونا التي اجتاحت العالم أزمات اقتصادية واجتماعية وفنية أيضا، لكنها نجحت في تأجيل مهرجانات مصارعة الثيران في كل من بيرو وإسبانيا، ما اعتبره مدافعون عن حقوق الحيوان إنجازا عجزوا عن تحقيقه، لكن هذا التأجيل خلّف آثارا سلبية على مربي الثيران والمصارعين على حد السواء.

ليما – نجح فايروس كورونا حيث فشل المدافعون عن حقوق الحيوان، فقد ألغيت مهرجانات مصارعة الثيران هذا العام في بيرو، أين تتمتع هذه الرياضة بشعبية جارفة وتتجاوز كرة القدم في استقطابها للمشجعين.

وألغيت “لا فيريا ديل سينيور دو لوس ميلاغروس”، وهي ساحة مصارعة الثيران الرئيسية في البلاد، بعدما كان مقررا إقامتها الأحد في ساحة “أتشو” في ليما بهدف منع انتشار عدوى فايروس كورونا، وهي سابقة منذ العام 1946.

وتضم هذه الساحة الشهيرة، وهي واحدة من الأقدم في العالم شيّدت عام 1766، 14 ألف مقعد واستحالت في الوقت الراهن ملجأ للمشرّدين.

وقال خوان مانويل روكا راي، منظم مصارعة الثيران في “أتشو دي ليما” ومربي ثيران، “هذه المرة الأولى التي لن تنظم فيها فيريا ديل سينيور دي لوس ميلاغروس، لكنها أيضا المرة الأولى التي لن تقام فيها فيريا دي سان إيسيدرو في مدريد.. إنها أسباب قاهرة”.

وألغي موسم مصارعة الثيران الذي يمتد عادة من مارس إلى أكتوبر في إسبانيا، ما دفع بعض عشاقه في إشبيلية مثلا إلى الاحتجاج رافعين شارات على رؤوسهم كتب عليها “مصارعة الثيران هي ثقافة”.

رياضة بشعبية جارفة
رياضة بشعبية جارفة

وتثير مصارعة الثيران تظاهرات ناشطين مناهضين لهذه الرياضة بشكل متكرر للاحتجاج على قتل الآلاف من الثيران كل عام.

ووصلت مصارعة الثيران الدموية إلى أميركا اللاتينية مع الغزاة الإسبان في القرن السادس عشر وهي تحظى بشعبية كبيرة في بيرو التي تضم ساحات مخصصة لهذه الرياضة (199) أكثر من ملاعب كرة القدم (80) وفقا للبيانات الرسمية.

ومن ناحية أخرى، استؤنفت بطولة كرة القدم في أغسطس الماضي لكن من دون جمهور بعد أسبوع من رفع تدابير حجر تامة أغلقت لأكثر من مئة يوم البلاد التي سجلت أكثر من 34 ألف وفاة و889 ألف إصابة.

وأوضح رافاييل بوغا مربي الثيران ومصارعها السابق، أنه في كل أنحاء البلاد “تقام حوالي 700 جولة مصارعة ثيران في السنة ويقتل حوالي 2500 ثور”.

وأضاف “حقيقة عدم وجود مصارعة ثيران هذا العام يشكل ضربة قاسية للمربّين. لن يتمكن البعض من الصمود لأن الماشية تحتاج إلى تناول الطعام كل يوم”. وفي مزرعته “كامبونويفو” في سايان على مسافة 140 كيلومترا شمال شرق ليما، يربي بوغا 140 “بقرة أم” وحوالي 400 ثور مقاتل.

وقال هذا المربي البالغ من العمر 72 عاما “مربو الماشية، مضطرون الآن إلى الحصول على لقمة العيش من أعمال أخرى وحتى أنه يتعيّن علينا إرسال الماشية إلى المسلخ لخفض التكاليف”.

توقّف موسم مصارعة الثيران ضربة قاسية للمربين
توقّف موسم مصارعة الثيران ضربة قاسية للمربين

وتوقّف موسم مصارعة الثيران “لا يؤثر علينا كفنانين فقط، بل أيضا على جميع الأشخاص الذين يكسبون رزقهم من مصارعة الثيران” وفق لما قاله مصارع الثيران فرناندو فيافيسينسيو (34 عاما) من عمال رعاية الحيوانات وصانعي ملابس المصارعين.

ومن ناحية أخرى، هناك أشخاص مسرورون جدا بإلغاء موسم مصارعة الثيران وهم أساسا المدافعون عن الحيوانات.

وقال لويس بيروسبي، قائد حركة “أتشو بلا ثيران” التي لديها الآلاف من المؤيدين في بيرو والتي تنظم أيضا حملات من أجل حظر مصارعة الديوك، “هذه أخبار جيّدة. لا يوجد سبب لتنظيم مصارعة الثيران”.

ويعد هذا الأمر انتقاما للمدافعين عن حقوق الحيوانات في بيرو بعد خسارتهم لمعركة قضائية في فبراير في هذا الشأن.

ففي دعوى جماعية أقامها 5286 مواطنا احتجاجا على سوء معاملة الحيوانات، رفضت المحكمة الدستورية حظر مصارعة الثيران والديوك بحجة عدم وجود “إعلان عالمي لحقوق الحيوان” وفق ما جاء في الحكم.

رياضة تتجاوز كرة القدم في استقطابها للمشجعين
رياضة تتجاوز كرة القدم في استقطابها للمشجعين

 

24