ثيم يسحب البساط من تحت عمالقة التنس

باريس- رحب عالم التنس بأول بطل لإحدى البطولات الأربع الكبرى من خارج الثلاثة الكبار منذ 2016 وهو دومينيك ثيم خلال موسم 2020 الذي شهد قصصا رائعة رغم تسبب جائحة كورونا في إلغاء ما يقرب من نصف الموسم، ويشمل ذلك بطولة ويمبلدون.
كما وجد تنس السيدات بطلات شابات جديدات، هما الأميركية صوفيا كينين والبولندية إيغا شيانتيك، بينما أنهت المصنفة الأولى عالميا آشلي بارتي موسمها فجأة في فبراير، بعدما قررت عدم مغادرة أستراليا لبقية العام بسبب الجائحة.
مشكلة معقدة
بعد تجاوز مخاوف المنظمين بشأن تأثر بطولة أستراليا المفتوحة بحرائق الغابات قبل انطلاق أولى البطولات الأربع الكبرى (2020) واجهوا بعد أقل من شهرين مشكلة أكثر تعقيدا. واضطرت بطولات المحترفين، في ظل قيود السفر والعزل الشامل الذي فرضته غالبية الدول، إلى التوقف بداية مارس، لاحتواء انتشار فايروس كورونا.
وكانت بطولة ويمبلدون أكبر ضحية للجائحة إذ أُلغيت لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، وكذلك الحال لكأس الاتحاد لفرق السيدات ونهائيات كأس ديفيز. وحرم التوقف 5 أشهر، اللاعبين الأقل تصنيفا من كسب لقمة العيش، مما وفر فرصة لعالم التنس الممزق للتعاون، وجمع اللاعبون المحترفون الأموال، لمساعدتهم ماليا.
وفي أغسطس، استؤنف الموسم في إيطاليا بإجراءات صحية صارمة وبيئات معزولة، فمهد ذلك لإقامة بطولة أميركا المفتوحة وبطولة فرنسا المفتوحة المؤجلة. وفي ملاعب فلاشينغ ميدوز الخالية من الجماهير أنهى ثيم سيطرة الثلاثي رفائيل نادال ونوفاك ديوكوفيتش وروجر فيدرر على ألقاب البطولات الأربع الكبرى.
وبات ثيم أول لاعب خارج الثلاثي الكبير يتوج ببطولة كبرى، منذ انتصار ستان فافرينكا في نيويورك عام 2016. لكن ما ساعد ثيم على التتويج، غياب نادال الذي لم يدافع عن لقبه بسبب مخاوفه من كورونا، في حين ودع ديوكوفيتش بخسارة اعتبارية في الدور الرابع بعدما ضرب الكرة دون قصد في مراقبة الخط.
وأوقفت هذه الواقعة مسيرة انتصارات ديوكوفيتش في 26 مباراة متتالية خلال 2020، من بينها تتويجه بلقبه الثامن في أستراليا المفتوحة، محرزا اللقب الـ17 في مسيرته بالبطولات الأربع الكبرى.
كما وضع اللاعب الصربي نفسه في مرمى انتقادات قاسية، بعدما نظم بطولة استعراضية في يونيو، تسببت في إصابة لاعبين عدة بالوباء، ثم تواصلت الانتقادات بشأنه حين كون اتحادا منفصلا للاعبين، واجه معارضة قوية من بعض الرياضيين والمسؤولين، لكن ديوكوفيتش تعافى بقوة، ليفوز لاحقا ببطولة روما للأساتذة، كما بلغ نهائي فرنسا المفتوحة لكنه خسر أمام غريمه اللدود نادال.
وأنهى اللاعب الصربي العام متصدرا التصنيف العالمي للمرة السادسة. وتوج نادال للمرة الـ13 في رولان غاروس باللقب 20 في البطولات الأربع الكبرى، وعادل به الرقم القياسي لفيدرر. وشارك اللاعب السويسري في أستراليا المفتوحة قبل أن يخضع لجراحتين في الركبة لينتهي موسمه.
وفي حين أظهر ديوكوفيتش ونادال أنهما مستمران في مقدمة الترشيحات في 2021، فإن ثيم ودانييل ميدفيديف وألكسندر زفيريف المتأهل لنهائي أميركا المفتوحة أكدوا قدراتهم الكبيرة. وبعد فوز ثيم بأول لقب كبير في مسيرته في رابع نهائي يخوضه، توج الروسي ميدفيديف بطلا للبطولة الختامية للموسم في لندن لآخر مرة قبل انتقالها إلى تورينو في إيطاليا في السنوات الـ5 المقبلة.
بطلات السيدات
في تنس السيدات، بلغت بارتي الدور قبل النهائي على الأقل في 3 من البطولات الأربع في أول شهرين من الموسم، لكن بسبب الجائحة قررت اللاعبة الأسترالية عدم المشاركة في بقية الموسم، ويشمل ذلك أميركا المفتوحة وفرنسا المفتوحة.
كما غابت الرومانية سيمونا هاليب المصنفة الثانية عالميا عن بطولة أميركا المفتوحة، لكنها حققت لاحقا 17 مباراة متتالية انتهت في باريس، حيث اضطرت سيرينا وليامز الحاصلة على 23 لقبا في البطولات الأربع الكبرى للانسحاب بسبب إصابة في وتر العرقوب قبل مباراتها في الدور الثاني.
وفازت كينين (22 عاما) بجائزة أفضل لاعبة في العام بعد انتصارها في أستراليا المفتوحة ووصولها إلى النهائي في رولان غاروس حيث خسرت أمام شيانتيك (19 عاما) التي أصبحت أصغر بطلة لفرنسا المفتوحة منذ 28 عاما.
كما شهد العام 2020 عودة فيكتوريا أزارينكا الحاصلة على لقبين في البطولات الأربع الكبرى. ونالت أزارينكا لقبها الأول منذ 2016 في سينسناتي المفتوحة عندما انسحبت نعومي أوساكا بسبب الإصابة. وبعد أسبوعين التقت اللاعبتان مجددا في نهائي أميركا المفتوحة، لكن هذه المرة خرجت اللاعبة اليابانية منتصرة لتحرز لقبها الثالث في البطولات الأربع الكبرى.
كما نالت أوساكا، التي ولدت لأم يابانية وأب من هايتي وهي الرياضية الأعلى أجرا في العالم، إشادة بعد أن ألقت الضوء على الظلم العنصري أثناء البطولة. وقبل كل مباراة في فلاشينغ ميدوز، وضعت أوساكا كمامة تحمل اسم أميركيين من أصل أفريقي عانوا من ظلم عنصري في الولايات المتحدة.