ثلاثي عربي كسر الهيمنة الأوروبية في مونديال اليد

المنتخب المصري أول من كسر الهيمنة الأوروبية على المربع الذهبي للبطولة حيث احتل المركز الرابع، وذلك خلال نسخة 2001 في فرنسا.
الجمعة 2021/01/08
الألوان تختلف والهدف واحد

استضافت مصر فعاليات بطولة العالم لكرة اليد قبل أكثر من عقدين، لتكون هذه البطولة بمثابة محطة مهمة في تاريخ كرة اليد المصرية والأفريقية على حد السواء. والآن، يترقب العالم كله، والقارة الأفريقية بشكل خاص، محطة أخرى مهمة في عالم اللعبة من خلال النسخة السابعة والعشرين للبطولة العالمية لكرة اليد (مصر 2021) والتي تستضيفها القاهرة من الـ13 إلى الـ31 من يناير الجاري.

القاهرة – أحكمت المنتخبات الأوروبية قبضتها على ألقاب البطولة بل واحتكرت المراكز الأربعة الأولى في العديد من هذه النسخ، على مدار 26 نسخة سابقة من بطولات العالم لكرة اليد. ولم يكسر هذا الاحتكار الأوروبي للمراكز الأولى في البطولة سوى ثلاثة منتخبات عربية هي مصر وتونس وقطر. وكان المنتخب المصري أول من كسر الهيمنة الأوروبية على المربع الذهبي للبطولة وذلك من خلال نسخة 2001 بفرنسا حيث احتل المركز الرابع في البطولة وتبعه المنتخب التونسي في ذلك حيث حل رابعا أيضا في نسخة 2005 التي استضافتها بلاده. وكان المنتخب القطري (العنابي) ثالث المنتخبات العربية التي كسرت هذه الهيمنة الأوروبية، لكنه كان صاحب البصمة الأكبر حيث كان الوحيد من خارج القارة الأوروبية الذي بلغ المباراة النهائية في تاريخ البطولة وذلك من خلال نسخة 2015 التي استضافتها بلاده لكنه خسر النهائي أمام نظيره الفرنسي.

في 1999، أصبحت مصر أول دولة أفريقية تستضيف مونديال اليد وثاني بلد غير أوروبي يستضيف فعاليات البطولة بعدما استضافت اليابان نسخة 1997. ونجح منتخب البلد المضيف في الفوز بالمركز السابع خلال نسخة 1999 وسط اهتمام وحضور جماهيري كبير في البطولة التي ساهمت في زيادة شعبية اللعبة في مصر وفي عدد من البلدان الأفريقية.

وكان فوز الفريق بالمركز السابع في هذه البطولة وتزايد الاهتمام باللعبة في مصر وأفريقيا بمثابة نقطة انطلاق حقيقية لكرة اليد المصرية والأفريقية والعربية نحو العالمية، حيث واصل أحفاد الفراعنة نجاحهم في بطولات العالم من خلال النسخة التالية التي استضافتها فرنسا عام 2001 وحصلوا على المركز الرابع في البطولة. وأصبح المنتخب المصري بهذا أول فريق من خارج القارة الأوروبية يبلغ المربع الذهبي في مونديال اليد والذي احتكرته المنتخبات الأوروبية على مدار تاريخ البطولة منذ بداية إقامة البطولة في 1938 وحتى ذلك الحين.

إنجاز عربي

حلم اللقب الأول يراود المنتخبات العربية
حلم اللقب الأول يراود المنتخبات العربية

لم يقتصر الأمر على هذا الإنجاز المصري بل امتد النجاح للمنتخب التونسي الذي استغل نسخة 2005 التي استضافتها بلاده وأصبح ثاني منتخب فقط من خارج أوروبا يبلغ المربع الذهبي لمونديال اليد. وبعدها بعشر سنوات، حقق المنتخب القطري إنجازا عربيا آخر في تاريخ مونديال اليد حيث أصبح ثالث منتخب يكسر الهيمنة الأوروبية على المربع الذهبي للبطولة وبلغ المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام فرنسا ليحرز المركز الثاني في البطولة.

وينتظر أن تسهم هذه النسخة في المزيد من الاهتمام باللعبة في مناطق مختلفة من العالم، لاسيما وأنها تشهد أعدادا متزايدة من المنتخبات من مختلف القارات حيث تشهد القارة الأفريقية مشاركة سبعة منتخبات من بينها المنتخب المصري المضيف وكذلك خمسة منتخبات آسيوية. ومن المتوقع أن تسهم هذه الزيادة في مقاعد المونديال للقارات المختلفة في مضاعفة الاهتمام باللعبة في ظل وجود فرص أفضل لبلوغ المونديال في النسخ التالية أيضا. وقد تستطيع فرق أخرى من خارج القارة الأوروبية المنافسة على بلوغ المربع الذهبي في مونديال 2021 لاسيما وأن عددا من المنتخبات غير الأوروبية أظهرت تطورا في مستواها خلال الآونة الأخيرة.

وخلال حفل قرعة البطولة، الذي أقيم في سبتمبر الماضي، حصل المنتخب المصري على فرصة لاختيار مجموعته في الدور الأول ولكن هذا لم يكن يعني بالضرورة أفضلية كبيرة للفريق أو أن مشوار أصحاب الأرض سيكون مفروشا بالورود إلى الدور الثاني الذي يقام بنظام المجموعات أيضا لاسيما وأن معظم المنتخبات المتأهلة للبطولة من الفرق الكبيرة صاحبة التاريخ الهائل في بطولات العالم أو البطولات القارية. واختار المنتخب المصري اللعب في المجموعة السابعة التي ضمت معه منتخبي السويد والتشيك قبل أن ينضم إليها منتخب تشيلي مؤخرا حيث نال مقعده في المونديال بعد أكثر من شهرين من إجراء القرعة.

وتضم قائمة المنتخبات المتأهلة سبعة منتخبات سبق لها التتويج باللقب إضافة إلى تقارب المستويات بين العديد من المنتخبات. وقسمت المنتخبات الـ32 المشاركة بالبطولة على أربعة مستويات تم الإعلان عنها في 23 يوليو الماضي قبل نحو ستة أسابيع على إجراء القرعة بحيث ضم كل مستوى ثمانية منتخبات. وخلال سحب القرعة في سبتمبر الماضي، قسمت المنتخبات الـ32 على ثماني مجموعات في الدور الأول للبطولة بحيث ضمت كل مجموعة أربعة منتخبات بواقع منتخب واحد فقط من كل مستوى من المستويات الأربعة.

وتتنافس منتخبات كل مجموعة في ما بينها بنظام دوري من دور واحد على أن تتأهل المنتخبات صاحبة المراكز الثلاثة الأولى من كل مجموعة في ختام فعاليات الدور الأول إلى الدور الثاني (الدور الرئيسي)، الذي يضم 24 منتخبا. وفي الدور الرئيسي، ستقسم المنتخبات الـ24 على أربع مجموعات فحسب حيث تضم كل منها ستة منتخبات تتنافس في ما بينها بنظام دوري من دور واحد ليتأهل المنتخبان صاحبا المركزين الأول والثاني في كل مجموعة بنهاية فعاليات هذا الدور إلى دور الثمانية بداية الأدوار الإقصائية في البطولة.

حلم اللقب الأول

حلم إحراز اللقب العالمي
حلم إحراز اللقب العالمي

ستكون البطولة على موعد مع سبعة أبطال سابقين يتنافسون مع 25 فريقا لم يسبق لها الفوز باللقب. ومن بين المنتخبات الـ32 المشاركة في البطولة، سبق لسبعة منتخبات التتويج باللقب العالمي بينما يراود الأمل عددا من المنتخبات الـ25 الأخرى بهذه النسخة في الانضمام للسجل الذهبي من خلال هذه النسخة. وعلى مدار 26 نسخة سابقة بداية من 1936، احتكرت المنتخبات الأوروبية لقب البطولة من خلال 12 منتخبا من بينها منتخبات لم تعد موجودة بالفعل مثل منتخبات تشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا.

ومن بين المنتخبات المشاركة في مونديال 2021، سبق لسبعة منتخبات أن أحرزت اللقب العالمي وهي فرنسا والسويد وألمانيا وروسيا وإسبانيا وكرواتيا والدنمارك. ويستحوذ المنتخب الفرنسي على الرقم القياسي لعدد الألقاب التي أحرزها كل فريق في البطولة حتى الآن برصيد ستة ألقاب.

وجمعت هذه المنتخبات السبعة في ما بينها 18 لقبا في النسخ الـ26 السابقة بخلاف الألقاب التي جمعتها تحت مسميات أخرى مثل ألمانيا الغربية أو ضمن كتل سابقة مثل الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا.

22