تيم بيرنرز-لي يطلق خارطة طريق لبناء إنترنت أفضل

مايكروسوفت وغوغل تدعمان مبادرة مخترع الشبكة العنكبوتية بهدف لجم التجاوزات المتزايدة على الإنترنت.
الثلاثاء 2019/11/26
ضد تحقيق الأرباح على حساب حقوق الإنسان

برلين - كشف مخترع الشبكة العنكبوتية العالمية تيم بيرنرز-لي الاثنين عن مبادرة عالمية لمواجهة انحرافات الإنترنت بدعم من مجموعات مثل مايكروسوفت وغوغل وحكومات مثل فرنسا وألمانيا.

وانضمت أكثر من 150 منظمة من بينها أيضا فيسبوك ومحرك البحث داك داك غو والآلاف من الأفراد إلى خطة التحرك هذه التي تهدف إلى “لجم التجاوزات المتزايدة على الإنترنت” على ما قالت مؤسسة بيرنرز-لي في بيان نشر في برلين بمناسبة منتدى حوكمة الإنترنت.

وقال بيرنرز-لي في البيان “إنها خارطة طريق لبناء إنترنت أفضل”. وأضاف “على الحكومات تعزيز القوانين ووضع قواعد للعالم الرقمي. وعلى المجموعات بذل المزيد لضمان ألا يكون السعي إلى تحقيق الأرباح على حساب حقوق الإنسان والديمقراطية”. وأوضح أنه على المواطنين أن يحموا بياناتهم.

وفي العام 1989، وضع بيرنرز-لي تصورا “لنظام إدارة لا مركزية للمعلومات” شكّل شهادة ولادة للإنترنت عندما كان يعمل في مركز الحسابات في معهد “سيرن” في جنيف.

وكان يسعى على هامش عمله في المعهد، إلى السماح للآلاف من العلماء في العالم بالتشارك عن بعد في أبحاثهم حول عمل المعهد.

وبعد 30 عاما على اختراعه، وضع بيرنرز-لي “عقدا من أجل الإنترنت” بهدف ضمان صحة المعلومات عبر الإنترنت. وقد أسس أيضا منصة تطوير سماها “سوليد” للسماح للمستخدمين بالتحكم في بياناتهم.

تيم بيرنرز-لي اختار خوض معركة طويلة الأمد خاصة أنه يمتاز بسلطة أخلاقية كبيرة

ويتم الترويج للعقد من خلال حملة “من أجل الويب” الخاصة بمؤسسة الويب، ويأمل بيرنرز-لي ومؤسسة الويب أن تكون المبادئ شيئا يمكن للأمم المتحدة أو مجموعة السبع اعتماده. وقال بيرنرز-لي “الفكرة هي أن الجميع يتحملون المسؤولية عن محاولة جعل الويب شبكة أفضل بطرق مختلفة”.

ويحث بيرنرز-لي المواطنين والشركات والحكومات على توقيع العقد لكنه لا يقترح خطة عمل محددة لمطالباته. ويقول “سننجح عندما تضع مجموعة كبيرة من الحكومات والشركات القوانين واللوائح والسياسات المناسبة لإنشاء شبكة مفتوحة وفي متناول الجميع (…)”.

ويقول مراقبون إن بيرنرز-لي اختار خوض معركة طويلة الأمد خاصة أنه يمتاز بسلطة أخلاقية كبيرة، لكن الأخيرة غير قادرة وحدها على ضمان النجاح.

وتنتقد شخصيات كثيرة علانية تركيز الإنترنت في أيدي بعض الجهات؛ غوغل وآبل وفيسبوك وأمازون في الولايات المتحدة، وبايدو وعلي بابا وتنسنت وشاومي في الصين.

وباتت هذه الشركات تمارس سيطرة شبه كاملة كل في مجالها، كما تتمتع بقوة اقتصادية تترجم بسلطة سياسية قوية بعيدة عن المُثل التي كانت تحرك شبكة الإنترنت في بداياتها. وأقر بادي كوسغرايف مؤسس قمة الإنترنت  بأن القطاع يجتاز “مطبّات”، قائلا “هذه مرحلة للتفكير. كل التقنيات الجديدة تمر بمراحل متشابهة (…) مع اختراع الطباعة حل محلّ حماس البدايات مع الوقت الخوف من التبعات السلبية المحتملة. وفي نهاية المطاف سار كل شيء على ما يرام”.

18