تويتر تساهم في تمويل الصحافة عبر الاشتراكات الرقمية دون إعلانات

استحواذ تويتر على سكرول يجذب الصحافيين ومتابعي الأخبار.
الخميس 2021/05/06
تويتر تريد إعادة تصور ما هو موجود

دخلت شركة تويتر مجال الأخبار المدفوعة وتمويل الصحافة باستحواذها على منصة “سكرول” المخصصة لقراءة الأخبار باشتراكات رقمية دون إعلانات، مستفيدة من قاعدة مشتركيها وصفقاتها مع وسائل الإعلام المتعددة.

سان فرانسيسكو - أعلنت شركة تويتر استحواذها على منصة “سكرول” المخصصة لقراءة الأخبار من دون إعلانات، تمهيدا لإطلاق خاصية الاشتراك والمشاركة في تمويل الصحافة، ومنح المواقع الإخبارية نصيبا من الأرباح.

وتتعاون شركة “سكرول” الناشئة مع الناشرين للسماح للقراء بمشاهدة المحتوى دون إعلانات مقابل اشتراك شهري بقيمة خمسة دولارات.

وأفاد مايك بارك نائب رئيس شركة تويتر في بيان أن “سكرول أنشأت طريقة لقراءة المقالات من دون الإعلانات أو النوافذ المنبثقة (بوب أبّ) وكل التلوث” البصري.

وتستخدم خدمة “سكرول” ملفات تعريف الارتباط أو ملحقات المتصفح التابعة لجهات خارجية لإخبار مواقع الإنترنت بعدم عرض الإعلانات للمشترك، وتقول إن مستخدميها يرسلون المزيد من الأموال إلى المواقع الإخبارية عبر اشتراكاتها أكثر من مشاهدات الإعلانات.

ويتاح للمشتركين تصفح مواقع إلكترونية عدة، من “ذي أتلانتيك” إلى “يو.إس.إيه توداي”، في تجربة “خالية من الإعلانات أو أدوات تعقب أو روابط تظهر فجأة”، بحسب تأكيد “سكرول” عبر موقعها الإلكتروني. وتتقاضى المواقع الإخبارية المال وتستقطب الزوار.

وقال توني هيل الرئيس التنفيذي لشركة سكرول في تغريدة على تويتر للإعلان عن الصفقة، إن أحد أسباب بيع شركته هو أن طموحات تويتر أكبر مما يظن الناس. واعتبر أن تويتر تمثل النظام الأساسي الوحيد الكبير الذي يتشابك نجاحه مع نظام بيئي للصحافة المستدامة.

ويمكن للمنشورات العاملة مع سكرول تحقيق إيرادات أكبر من تلك التي تجنيها بفضل المساحات الإعلانية التقليدية. ووفق هيل فإن “هذا نموذج أفضل من الإنترنت للقراء والمؤلفين معا”.

وتمتلك سكرول خدمة تسمى Nuzzel تعمل على إرسال رسائل بريد إلكتروني يومية لأهم الأخبار التي يشاركها الأشخاص في موجز تويتر.

وأفادت تويتر أنها تجلب العناصر الأساسية الخاصة بخدمة Nuzzel مباشرة إلى منصتها بمرور الوقت، على أن يتم إغلاق الخدمة في السادس من مايو.

وبعد استحواذ تويتر عليها، فإن الخدمة لن تقبل عمليات الاشتراك الجديدة بعد الآن، وذلك بالرغم من عدم توقع تغيير أي شيء على المدى القصير للزبائن الحاليين.

وأبدى هيل تفاؤله بشأن ما ستقدمه هذه الصفقة للصحافيين ووسائل الإعلام في ظل الصعوبات الكبيرة التي تواجهها بسبب ضعف التمويل وتأثيرات جائحة كورونا على قطاع الصحافة، وقال إن “كل صحافي يفقد وظيفته، وكل غرفة أخبار تُباع لأصحاب لا يستحقون، يقلل من التواصل الرائع الذي نحن جزء منه، لهذا السبب عندما اتصل بنا تويتر بشأن تحسين مهمتنا، بدأنا نشعر بالحماس الشديد”.

توني هيل: نموذج جديد للإنترنت أفضل للقراء والمؤلفين

وتابع “المهمة التي كلفنا بها تويتر بسيطة: خذوا سكرول وقوموا بتوسيعها بحيث يمكن لأي شخص يستخدم تويتر تجربة الإنترنت دون إحباط. وجمع الأشخاص الذين يحبون الأخبار ويدفعون لدعمها”.

واعتذرت شركة “سكرول” من المستخدمين على اضطرارها للعمل بسرية على اختبارات قبل الدمج.  ومن الصعب تحديد ما تنوي تويتر فعله باستخدام سكرول، لكنها أشارت سابقا إلى أن منصة النشرات الإخبارية “ريفيو” التي استحوذت عليها تويتر في وقت سابق من هذا العام، ستظهر بشكل كبير أيضا. ويمكن أن تساعد سكرول، التي لديها بالفعل شراكات مع منشورات مثل “فوكس” و”رولينغ ستون” و”بازفيد” وعدد من الصحف المحلية، في إطلاق هذه الخطط.

وأعلنت تويتر أنها تنشئ خدمة اشتراك تضم مجموعة من الخدمات. وستصبح هذه الخدمة مركزية لخاصيتها الجديدة التي تطورها للاشتراكات.

وقالت “نريد إعادة تصور ما هو موجود من أجل تقديم تجربة قراءة سلسة لجماهيرنا والسماح للناشرين بتقديم محتوى أفضل يمكن أن يدر عليهم أموالا أكثر من نماذج الأعمال الحالية”.

وأوضح مايك بارك “تخيلوا كمشتركي تويتر أن يكون لديكم نفاذ إلى خصائص متقدمة أو أن تتاح لكم بسهولة قراءة صحيفتكم المفضلة أو رسالة إخبارية، مع العلم أن جزءا من اشتراككم سيصب لتمويل المنشورات والكتّاب”.

وتواجه تويتر صعوبة في إيجاد وسائل لتحقيق مداخيل من دون الإضرار بسلاسة استخدام منصتها للرسائل.

ونشرت المجموعة الأميركية نتائج أقل من المتوقع الأسبوع الماضي. وقد بلغ عدد المستخدمين اليوميين الذين من شأنهم درّ إيرادات للشبكة (ممن رأوا إعلانا واحدا على الأقل في يوم معين)، 199 مليونا في الربع الأول، أي أقل بمليون مشترك من توقعات المحللين.

وتتطلع المنصة الاجتماعية إلى الاستفادة من مكانتها المركزية في حياة العديد من الصحافيين ومتابعي الأخبار عبر الإنترنت.

 لكن تواجه الشبكة صعوبة في توسيع جمهورها الرئيسي، المؤلف من مشاهير وصحافيين وقادة سياسيين، مع ضرورة استمرارها في زيادة الاستثمارات لمكافحة التضليل الإعلامي والمضامين الإشكالية بهدف المحافظة قدر المستطاع على سلامة النقاشات والأحاديث السياسية.

ويشهد العالم الآن تحولا لافتا في طريقة تمويل وسائل الإعلام بعيدا عن الإعلانات، إذا استطاعت الحكومات الغربية الضغط على شركات الإنترنت الكبرى لدفع ثمن ما استثمرته مجانا طيلة سنوات على منصاتها الرقمية.

لكن هذا النموذج ما يزال بعيد المنال بالنسبة إلى العالم العربي، بعدم وجود ضغوط مماثلة على مواقع التواصل الاجتماعية، كما أن نموذج الاشتراكات الرقمية للصحف والمواقع الإخبارية العربية مازال ضعيفا ولا يبعث على التفاؤل في المستقبل القريب.

ويعود ذلك لأسباب عديدة منها ضعف المحتوى وتوفره على مواقع التواصل الاجتماعي مجانا وعدم وجود  قوانين فعالة لحفظ حقوق الملكية.

ويرى متابعون أن تويتر تريد أن تقوم بدور في تمويل الصحافة، بعد أن أجبر عملاقا التكنولوجيا غوغل وفيسبوك على إبرام صفقات مع وسائل الإعلام الكبرى في دول عديدة للدفع مقابل الأخبار.

18