تونس مستاءة من تغييبها عن مؤتمر برلين

تونس – أبدت أحزاب تونسية امتعاضها من غياب تونس عن مؤتمر برلين حول ليبيا الأحد المقبل، بالرغم من كونها إحدى الدول المعنية أساسا بما يحدث في هذا البلد الذي يشترك معها في حدود تمتد 500 كيلومتر.
وقال رئيس حزب حركة الشعب والنائب في البرلمان زهير المغزاوي لوكالة الأنباء الألمانية إن غياب تونس عن المؤتمر يعد أمرا غير طبيعي، لكنه ألقى في نفس الوقت باللائمة على أداء الدبلوماسية التونسية في ما يرتبط بالملف الليبي.
وقال المغزاوي “يعود هذا إلى النظرة القديمة للحكومات المتعاقبة في تونس إلى الملف الليبي. لم نلعب دورنا كما يجب كما أننا دخلنا في سياسة المحاور”، في إشارة إلى زيارة رئيس البرلمان وحركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي إلى تركيا، ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتابع رئيس الحزب “لا حل في ليبيا من غير العبور عبر تونس. نحن دفعنا ثمنا مع ليبيا في الأزمة واليوم نحن غائبون عن المؤتمر”.
وعلى عكس تونس ستحضر المؤتمر الدولتان العربيتان الجارتان لليبيا، مصر والجزائر.
وتجدر الإشارة إلى أنه تمت دعوة الكونغو لحضور المؤتمر، بسبب تكليف رئيسها دنيس ساسو إنجيسو من جانب الاتحاد الأفريقي، قبل ثلاث سنوات برئاسة لجنة رفيعة المستوى تعنى بالأزمة الليبية.
وقال القيادي عن حزب التيار الديمقراطي محمد الحامدي “تحضر في المؤتمر دول ذات صلات ضعيفة بليبيا من حيث العلاقات التاريخية والجغرافية وفي المقابل تغيب تونس”.
ورجح القيادي في التيار هذا الغياب إلى ضغوط “أطراف” لم يسمها على الدولة الألمانية لتغييب تونس عن المؤتمر. ولم تعلق الرئاسة التونسية على قرار ألمانيا كما لم ترد الخارجية التونسية عن أسباب ملابسات الغياب عن المؤتمر.
وصرح السفير التونسي بألمانيا، الأربعاء بأنه “لم تكن هناك توضيحات وتبريرات بشأن إقصاء تونس، وأن ما قدم للجانب التونسي غير مقنع”.
وأضاف السفير أحمد شفرة لموقع دويتشه فيله الألماني في نسخته العربية “دور تونس وما تحظى به من ثقة لدى الليبيين، أمر معروف، كما أن أطرافا ودولا عديدة دعت إلى إشراك تونس في مسار برلين، باعتبارها دولة جوار”.
وتابع شفرة “من المهم التنويه هنا إلى أن جانبا كبيرا من التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها تونس، مصدرها ليبيا. ولذلك فإن تونس تدفع أكبر قدر من الثمن جراء الوضع المتردي والمتدهور في ليبيا”.
وقبل أسبوع حذرت تونس الدول الغربية من أنها معنية في حال تطورت الأوضاع في ليبيا من تدفق محتمل للمهاجرين أو اللاجئين ومن خطر الإرهاب.