توقعات بمشاركة شيعية واسعة في الانتخابات النيابية البحرينية

المنامة - يتصاعد الجدل في البحرين بشأن مشاركة البحرينيين في الانتخابات النيابية الجديدة، التي ستُجرى في 24 نوفمبر المقبل، أو مقاطعتها. وتوقع مرشحون للانتخابات أن يكون المزاج الشعبي العام إزاء المشاركة في الانتخابات متقلباً إلى حد كبير على خلفية الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تعيشها المملكة.
وقالوا في تصريحات لـ”العرب” إن الشيعة في البحرين يشعرون بأهمية البرلمان لكنهم يتطلعون إلى أن يكون النواب أكثر جدية واهتماماً بشؤون الناس، خاصة مع ارتفاع الأسعار والتكلفة الاقتصادية والضرائب، متوقعين تراجع نسب العزوف عن المشاركة في الانتخابات هذه المرة.
وكشفت اللجنة التنفيذية لانتخابات 2018 أن إجمالي الكتلة الناخبة بلغ 365 ألفاً و467 ناخباً، بعد أن أصبحت جداول الناخبين نهائية على إثر انتهاء محكمة الاستئناف العليا المدنية من الفصل في الطعون.
ووصف عبدالنبي سلمان النائب البرلماني السابق والأمين العام السابق لجمعية المنبر التقدمي إقبال الناخب البحريني على المشاركة في الانتخابات بأنه يختلف من منطقة إلى أخرى، مشيراً إلى أن الناخب الذي يعيش في مناطق بعيدة عن أجواء المعارضة السياسية، عادة ما يشارك دون جهود استثنائية لدفعه نحو ذلك، أما الناخب في مناطق المعارضة فعادة ما يكون مزاجه تابعا لمزاج القوى السياسية في الانتخابات.
وقال إن المواطن في جميع مناطق البحرين أصبح يسخر باستمرار من أداء نواب المجلس المنتهية فترته، مبدياً اعتقاده بأن هذا الشعور لدى الناخب طبيعي جداً بسبب فرض الضرائب ورفع الدعم وتطبيق رسوم إضافية وتعديل قانون التقاعد لغير صالح المتقاعدين وقوانين أخرى معيقة قد فرضت على المواطن، بغض النظر عن مدى قربه من المعارضة أو الحكومة.
وأضاف أن “البعض بات متيقنا من أن سيطرة من يسمون بالمستقلين على غالبية مقاعد المجلس وعدم حضور كتل برلمانية ذات وزن وخلفيات حزبية، قد سهّلا مهمة المستقلين وحرما المجلس من الكفاءات، ومن المحاسبة والمساءلة الحزبية.
واعتبر سلمان أن جمهور الشارع الشيعي، يصطف في خانة جماهير البحرين نفسها، مشيراً إلى أنه يحمل الهواجس والمخاوف نفسها من المجلس المقبل، خاصة مع وصول عناصر تدعي الاستقلالية وهي ليست كذلك.
وأكد وجود فئات ستقاطع الانتخابات كنوع من الاحتجاج على عدم تحسن أوضاعها المعيشية والحياتية وزيادة البطالة وسط الشباب البحريني، لكنه استدرك قائلا “في المقابل هناك شرائح واسعة ترى أن تحسين الأوضاع لن يتم إلا عبر وصول مجلس قوي ونواب يكونون قادرين على إحداث الفارق وتغيير الأوضاع نحو الأحسن”.
في المقابل، قال المرشح الشيعي عن الدائرة الثالثة في محافظة المحرق محمد حسن العرادي إن المشاركة في انتخابات هذا العام ستكون واسعة، لأن المواطن رغم حالة الإحباط التي يعيشها، لا يجد مخرجاً آخر سوى مجلس النواب لتمثيله وتحسين ظروف حياته المعيشية وتنظيمها، مشيراً إلى أن ذلك بدا واضحا في عدد المترشحين، الذي وصل الى 400 مرشح بمتوسط 10 مرشحين لكل دائرة.
وأكد أن الأزمة الاقتصادية، التي تعيشها البلاد ستدفع الناس باتجاه تعزيز المشاركة بحثاً عن حلول للكثير من الملفات العالقة.
وأضاف أن حال الشيعة في البحرين لا يختلف عن حال بقية المواطنين فهم يشعرون بأهمية البرلمان لكنهم يتطلعون إلى أن يكون النواب أكثر جدية واهتماماً بشؤون الناس.
ووصفت هدى إبراهيم المحمود مرشحة الدائرة الثانية في المحرق الناخب البحريني بأنه “ذكي”، وأنه ملّ من كثرة الوعود التي أطلقت من أجل دغدغة العواطف خلال السنوات الماضية، بما في ذلك دعوات العزوف التي أطلقتها جهات سياسية، لذلك فإنه سيمارس دوراً مختلفا وأكثر وعياً لإيصال من يستطيعون التعاطي مع المرحلة بإيجابية.
وقالت إن البحرينيين جميعاً، لا فرق بين شيعتهم وسنتهم يحبون وطنهم ويتطلعون إلى رؤيته يتغلب على الإخفاقات ويمضي قدماً إلى الأمام، متوقعة أن المشاركة في الانتخابات ستكون واسعة هذه المرة.
وقالت مرشحة الدائرة الخامسة في منطقة سار مريم الرويعي إن الإقبال على الانتخابات ستحددهما صناديق الاقتراع وإعلان النتائج، مشيرة إلى أن البعض من شيعة البحرين لا يختلف عن بقية المواطنين فسيصوت كنوع من الواجب لإنجاح التجربة فيما سيمتنع البعض الآخر لشعوره بالإحباط من أداء البرلمان الحالي.
من جانبها اعتبرت كلثم الحايكي المرشحة عن الدائرة الشمالية الأولى توزيع الدوائر الانتخابية الحالي غير منصف ولا يمثل الواقع فهناك دوائر صغيرة بعدد السكان وأخرى ممتلئة وكلتاهما يمثلهما نائب واحد، مشيرة إلى أن ذلك يخالف التمثيل النسبي للأصوات وتعهدت بالسعي لتعديل الدوائر والتمثيل الحقيقي للأصوات داخل المجلس.
وبخصوص جلسة تقاعد النواب والقيمة المضافة أعلنت الحايكي أنها مع إلغاء تقاعد النواب وتطبيق القيمة المضافة بحيث لا يؤثر على حياة المواطن وذلك من خلال تشريع لزيادة الدخل والالتفات إلى محدودي الدخل والمتقاعدين والأرامل والمطلقات، مستهجنة طلب النواب جلسة سرية من أجل تشريع القيمة المضافة وتضليل الناخبين.
من جهته، توقع إبراهيم خالد النفيعي مرشح الدائرة الثانية لمحافظة المحرق مشاركة كبيرة من الناخبين، مستدلاً على ذلك بكثرة المرشحين لهذه الدورة وهو ما يعد مؤشرا قويا على زيادة نسبة المشاركة.
وأشار إلى وجود عدد كبير من شيعة البحرين تقدموا للترشح من أول يوم فتح فيه باب الترشح للمقعد النيابي وللمجلس البلدي، متوقِّعا أن تكون نسبة عزوف شيعة البحرين عن المشاركة في الانتخابات الجديدة قليلة جداً.
أما المستشار السياسي أحمد الخُزاعي فقد اعتبر أن الناخب البحريني يعبر عن سخطه على البرلمان الحالي عن طريق تهديد المرشحين بالعزوف عن الانتخابات المقبلة، مؤكدا أن الناخب يدرك أن تردي الوضع البرلماني سببه نوعية النواب وهم في أغلبهم مستقلون. وتوقع أن نسبة المشاركة هذا العام لن تختلف كثيرا عن الانتخابات السابقة.