توعية مستخدمي الإنترنت تحصنهم من الأخبار الكاذبة

الرباط - أكد حسن السعودي الخبير الاستراتيجي المغربي والأمني والباحث المشارك بالمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، أن التكنولوجيا مجرد حامل، وهي ليست مسؤولة عما ننقله عبرها. ومن أجل مكافحة الأخبار الزائفة، يبرز أمران هما التربية وتوعية مستخدمي شبكة الإنترنت من أجل تطوير حس نقدي لدى مستهلك المعلومة وتعزيز واجب قول الحقيقة والصراحة.
وتحدث السعودي عن معضلة الأخبار الكاذبة وانتشارها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، خلال إطلالته عبر نافذة وكالة المغرب العربي للأنباء، وأكد أن المسؤولية تقع على وسائل الإعلام في توعية الجمهور بضرورة عدم الاعتماد على التواصل البديل عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي يتم فيها تجاهل قواعد الأخلاقيات الصحافية والضرب بها عرض الحائط.
ونوه السعودي إلى الانعكاسات السلبية للأخبار الكاذبة وأبرزها الشعور بغياب الأمن، قائلا إنه يمكن أن يتولد عن طريق الإشاعة، والتواصل المباشر، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تمتلك قدرة استثنائية على إشاعة الأخبار. لذلك يتعين على مستخدم المنصات الرقمية أخذ هذا المعطى في الاعتبار حتى لا ينقل بدوره سوى الأمر الواقع لأن مسؤوليته قائمة.
وتعد وسائل الإعلام، وفقا للسعودي، واعية بمسؤوليتها بإخبار الجمهور. وينظم عملها ميثاق أخلاقيات قائم على احترام الحقيقة والتحقق من المعلومات واحترام قرينة البراءة والحياة الخاصة للأشخاص وسرية التحقيق. وهي حدود تفرضها على نفسها بشكل ذاتي عبر اختيار حر.
وأضاف أنه عندما تقوم الصحافة بالتنديد بالاختلالات والتجاوزات والاختلاسات فذلك من صميم دورها. وهي بذلك تضطلع بالمهمة الأصيلة للمهنة، لكن المشكل يطرح مع بعض مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي الذين غالبا ما يجهلون أن الإنترنت هو في الوقت نفسه فضاء للحرية والمسؤولية.
كما يتعين التأكيد على أن “ما هو مبالغ فيه يصبح في نهاية المطاف أمرا لا معنى له، ومن هنا تبرز ضرورة التحلي بحس تقدير الأمور في هذا المجال حتى لا نقع في التهويل والبحث عن الإثارة اللذين يقوضان شعور المواطن بالأمن”.
وتابع، “لتحصين المواطنين ضد ‘الأخبار الزائفة’، من المفيد اعتماد استراتيجية تقوم على الوقاية الدينامية، التي تركز بشكل أساسي على الرؤية اليومية للسلطات والمصالح الأمنية وتعزيز الرابط الاجتماعي بين السكان ومؤسسات الدولة”. ومن الضروري أيضا وجود “أمن قضائي”، يضمن الفعالية، والإنصاف والمصداقية.