توجّس تركي من انهيار اتفاق إدلب

روسيا تحاول تعزيز موقفها التفاوضي والأوراق الرابحة التي في يدها في مواجهة تركيا قبل القمة من خلال زيادة الهجمات الجوية بإدلب.
السبت 2021/09/25
تصعيد روسي يستنفر تركيا

أنقرة- قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة، إن بلاده تنتظر الكثير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ما يتعلق بالتصعيد في إدلب السورية، في وقت صعدّت فيه موسكو ودمشق هجماتهما على الفصائل المعارضة الموالية لأنقرة في شمال سوريا.

وأضاف أردوغان الذي سيلتقي بوتين في سوتشي في التاسع والعشرين من سبتمبر الجاري ضمن مسار أستانة للسلام “النظام السوري يشكل تهديدا على الحدود الجنوبية لبلادنا”.

ويرى مراقبون أن الضربات المكثفة التي تشنها مقاتلات حربية روسية وسورية على أهداف في إدلب خلال الأسابيع الأخيرة، تشير إلى أن الهدوء الذي رافق المنطقة منذ اتفاق مارس 2020 بدأ يتغير.

وأشار هؤلاء إلى أنه يمكن قراءة الزيادة المفاجئة في الهجمات الجوية الروسية بإدلب بأنها تهدف إلى الضغط على أنقرة.

رجب طيب أردوغان: ننتظر الكثير من بوتين في ما يتعلق بالتصعيد في إدلب

وأوضحوا أن الجانب الروسي يحاول تعزيز موقفه التفاوضي والأوراق الرابحة التي في يده في مواجهة تركيا قبل القمة من خلال زيادة الهجمات، لافتين إلى أن إحدى المعضلات التي تواجهها تركيا في إدلب هي حدوث موجة كبيرة من الهجرة باتجاه حدودها.

وفي ظل تزايد وتيرة الهجمات الجوية الروسية ومقتل ثلاثة جنود أتراك خلال عملية تمشيط مؤخرا، يتوجّس المسؤولون الأتراك من تفجّر الأوضاع على الحدود وتغيّر موازين القوى.

ويزور أردوغان روسيا في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، لإجراء محادثات مع نظيره الروسي بشأن العنف في شمال غرب سوريا، حيث تدعم موسكو وأنقرة طرفي الصراع هناك.

وتدعم تركيا المقاتلين الذين سعوا للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، بينما ساعدت روسيا في صمود الأسد بعد عقد من الصراع. وتسيطر مجموعات مسلحة غالبيتها جهادية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، على محافظة إدلب.

وتركز روسيا عادة على استهداف مجموعات تنتمي إلى هيئة تحرير الشام عند كل مطب تشهده العلاقات الروسية – التركية في سوريا منذ التوصل إلى اتفاق الهدنة.

ويشير مراقبون إلى أن عودة التصعيد الروسي تشكل مبعث ارتياح لدمشق التي تعتبر أن الخيار العسكري هو السبيل الوحيد لحل معضلة إدلب. واشتكى الجانبان من انتهاكات للهدنة التي اتفقا عليها قبل 18 شهرا في منطقة إدلب، آخر معقل للمعارضة في سوريا.

وتطالب موسكو أنقرة باستعادة الجيش السوري السيطرة على الطريق الدولي الرابط بين حلب واللاذقية المعروف بـ“أم 4”، في المقابل ترفض تركيا ذلك وتصرّ على ضرورة عودة القوات الحكومية إلى حدود اتفاق سوتشي.

وتحولت الأزمة السورية إلى مأساة إنسانية عصية على الحل، جراء المصالح والمواقف المتناقضة للفاعلين الكثر المؤثرين فيها. فبينما تقف الولايات المتحدة الحليف السابق لتركيا، في جبهة ضدها بسوريا وخصوصا في ما يتعلق بالأكراد (قوات سوريا الديمقراطية)، تحولت روسيا العدو السابق لتركيا، إلى شريك استراتيجي لها.

وفي مقابل ذلك هناك خلاف تركي روسي حول كلّ من إدلب ومنبج وشرق الفرات، وهناك تناقض آخر بين الطرفين، حيث تدعم موسكو نظام الأسد عسكريا، في حين تعارضه أنقرة بقوة.

وتعتبر إدلب من أهم قلاع قوات المعارضة السورية، عقب تحريرها من النظام في مارس 2015. وتزداد الأهمية الاستراتيجية لإدلب من موقعها المجاور لمحافظة اللاذقية، التي تعدّ من أهم معاقل النظام وخزانه البشري، والتي تتضمن أيضا القاعدة العسكرية الروسية في حميميم.

وقد تم الإعلان عن محافظة إدلب كواحدة من مناطق خفض التصعيد، بموجب جلسة اتفاق أستانة في الرابع والخامس مايو 2017، بضمانة كل من تركيا وروسيا وإيران، إلا أن الوضع بدأ يتغيّر وهو ما لا يصب في مصلحة أنقرة.

2