توجه أميركي لإنشاء احتياطي إستراتيجي من العملات المشفرة

واشنطن - حدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسماء 5 أصول رقمية قيد الدراسة لتشكل “احتياطيا إستراتيجيا” جديدا من العملات للولايات المتحدة، وهو ما أدى إلى ارتفاع قيمة كل منها.
وقال في منشور على حسابه في منصة تروث سوشيال التي يملكها الأحد، إن “الأمر التنفيذي الذي أصدره في يناير بشأن الأصول الرقمية من شأنه أن يوفر مخزونا من العملات بما في ذلك البيتكوين والإيثريوم وإكس.آر.بي وسولانا وكاردانو.”
وعاد ونشر رسالة جديدة أشار فيها إلى أن عملات مشفرة أخرى قيّمة، بينها البيتكوين وإيثر، ستكون في “جوهر الاحتياطي”، ما أدى إلى ارتفاع سعر العملتين الرقميتين الرائدتين بأكثر من 10 في المئة للأولى و12 في المئة للثانية.
وحفّزت رسائل الرئيس الأميركي الطلب على العملات المشفرة على نطاق واسع بعدما عانت من خسائر كبيرة في الأيام الأخيرة، مع تخلي الكثير من المستثمرين عن هذه الأصول الرقمية المتقلبة جدا.
وارتفعت عملة البيتكوين، أكبر عملة مشفرة في العالم من حيث القيمة، بأكثر من 11 في المئة عند 94.1 ألف دولار بعد ظهر الأحد. وارتفعت الإيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة، بنحو 13 في المئة عند 2516 دولارا.
وارتفع إجمالي سوق العملات المشفرة بنحو 10 في المئة، أو أكثر من 300 مليار دولار، في الساعات التي تلت إعلان ترامب، وفقًا لشركة تحليل بيانات العملات الافتراضية كوين جيكوك.
وأفادت رويترز أن شركة ريبلي لابس ورمزها إكس.آر.بي دعمت ما يسمّى بـ”سوبر باك” للتأثير على الانتخابات الأميركية في نوفمبر الماضي لصالح صناعة العملات المشفرة.
وينقسم المحللون والخبراء القانونيون حول ما إذا كان قانون الكونغرس ضروريًا لإنشاء الاحتياطي. وجادل البعض بأن الاحتياطي يمكن إنشاؤه من خلال صندوق تثبيت سعر الصرف التابع لوزارة الخزانة، والذي يمكن استخدامه لشراء أو بيع العملات الأجنبية.
وقال فيديريكو بروكاتي، رئيس الأعمال الأميركية في شركة شيرز 21 لإدارة استثمار الأصول الرقمية لرويترز “تشير هذه الخطوة إلى تحول نحو المشاركة النشطة في اقتصاد العملات المشفرة من قبل حكومة الولايات المتحدة.”
وأضاف “لديها القدرة على تسريع التبني المؤسسي، وتوفير وضوح تنظيمي أكبر، وتعزيز زعامة الولايات المتحدة في ابتكار الأصول الرقمية.”
وفاز ترامب بدعم من صناعة التشفير في محاولته الانتخابية لعام 2024، وسرعان ما تحرك لدعم أولويات سياستهم.
ويستضيف أول قمة تشفير في البيت الأبيض يوم الجمعة، كما أطلقت عائلته عملاتها الخاصة.
وفي عهد سلفه الديمقراطي، جو بايدن، شن المنظمون حملة صارمة على الصناعة في محاولة لحماية الأميركيين من الاحتيال وغسيل الأموال.
إجمالي سوق العملات المشفرة ارتفع بنحو 10 في المئة، أو أكثر من 300 مليار دولار، في الساعات التي تلت إعلان ترامب
وفي عهد ترامب، سحبت لجنة الأوراق المالية والبورصة التحقيقات في العديد من شركات التشفير وأسقطت دعوى قضائية ضد كوين باز، أكبر بورصة تشفير في الولايات المتحدة.
لكن في الأسابيع الأخيرة، انخفضت أسعار العملات المشفرة بشكل حاد، حيث محت بعض أكبر العملات الرقمية كل المكاسب التي تحققت بعد فوز ترامب في الانتخابات مما أثار موجة من الإثارة في جميع أنحاء الصناعة.
ويعتقد المحللون أن السوق في حاجة إلى سبب للتحرك إلى الأعلى، مثل الإشارات التي تشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) يخطط لخفض أسعار الفائدة أو إطار تنظيمي واضح مؤيد للعملات المشفرة من إدارة ترامب.
وفوجئ جيمس باترفيل، رئيس الأبحاث في شركة إدارة الأصول كوين شيرز، برؤية أصول رقمية أخرى غير البيتكوين مدرجة في الاحتياطي.
وقال “على عكس البيتكوين… هذه الأصول أقرب إلى الاستثمارات التكنولوجية،” وأضاف “يشير إعلان ترامب إلى موقف أكثر وطنية تجاه مساحة تكنولوجيا التشفير الأوسع، مع القليل من الاهتمام بالصفات الأساسية لهذه الأصول.”
وذكرت رويترز أن جيف كندريك، المحلل في ستاندرد تشارترد، يستهدف وصول البيتكوين إلى 500 ألف دولار، مقابل أعلى مستوى قياسي بلغ 109 آلاف دولار، قبل أن يغادر ترامب منصبه.
وأظهرت الملفات التنظيمية في الولايات المتحدة أنه في حين تظل صناديق التحوط المشترين المهيمنين للعملات المشفرة، فإن البنوك وصناديق الثروة السيادية تشتري أيضا.
وتشير البيانات الفصلية أن مديري الأصول عززوا المخصصات لصناديق الاستثمار المتداولة الأميركية المرتبطة بسعر البيتكوين الفوري في الربع الرابع من عام 2024.
وكانت مجموعة العملات المشفرة التابعة لترامب تخطط لدراسة إمكانية إنشاء مخزون من العملات المشفرة التي تم ضبطها في إجراءات إنفاذ القانون.