توتر حدودي ينذر بتفجر نزاع جديد بين أرمينيا وأذربيجان

واشنطن – دعا البيت الأبيض الثلاثاء أذربيجان وأرمينيا إلى التهدئة وذلك عقب التوترات التي نشبت بينهما مؤخرا بسبب ترسيم الحدود في المناطق المحررة من إقليم ناغورني قرة باغ، ما ينذر بتفجر نزاع جديد بين يريفان وباكو.
وأجرى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان اتصالين منفصلين مع كل من رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان.
وأعرب سوليفان عن قلقه إزاء تصاعد التوتر مؤخرا بين البلدين الجارين بسبب ترسيم الحدود، مبيّنا أن الخطوات العسكرية في ما يخص الحدود غير المرسومة بعد، تعدّ “استفزازية”.
وأكد على ضرورة استمرار التواصل بين أذربيجان وأرمينيا، وحل الأزمة القائمة بينهما بطرق سلمية. وشدد المسؤول الأميركي على ضرورة إجراء أذربيجان وأرمينيا مباحثات رسمية من أجل ترسيم الحدود.
وفي وقت سابق، تمركز الجيش الأذري في بعض النقاط على الحدود مع أرمينيا بمنطقة لاتشين وكلبجار في خطوة أزعجت يريفان.وكان رئيس الوزراء الأرمني قد أكد أن بعض النقاط التي تمركزت فيها القوات الأذرية، هي أراض أرمنية ليتقدم بعدها بشكوى إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي. وتأسست منظمة معاهدة الأمن الجماعي عام 1992، وتضم 6 من دول الاتحاد السوفييتي السابق، هي روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأرمينيا.
وينص الاتفاق في مادته الثانية في مثل هذه الحالات على إجراء مشاورات لاتخاذ تدابير “لتجنب التهديدات” التي تضر بسلامة أراضي دولة عضو.
وخلال المعارك التي استمرت من 27 سبتمبر إلى 9 نوفمبر من العام الماضي للسيطرة على منطقة قرة باغ التي يسكنها في الغالب الأرمن المسيحيون، تمكنت أذربيجان ذات الأغلبية المسلمة من استعادة أجزاء كبيرة من الأراضي التي خسرتها واستولت عليها أرمينيا في أوائل تسعينات القرن الماضي. وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل أكثر من 6000 شخص.
وعلى الرغم من وقف إطلاق النار الموقع تحت رعاية موسكو ونشر قوات حفظ سلام روسية في الإقليم، استمر التوتر في المنطقة.
وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدّد على ضرورة احترام أرمينيا وأذربيجان اتفاق وقف الأعمال القتالية الموقع بإشرافه في نوفمبر الماضي، بعد حرب دامية للسيطرة على قرة باغ استمرت ستة أسابيع. وأجرت أرمينيا وأذربيجان محادثات الجمعة في محاولة لخفض التوتر الأخير الذي يثير قلق المجتمع الدولي، بعد أن اتهمت يريفان باكو بنشر قوات على أراضيها عقب أشهر من حرب دامية.
وبعد ظهر الجمعة أعلن نائب رئيس الوزراء الأرمني تيغران أفينيان أن “مباحثات تجري مع الجانب الأذري لكن لا نتائج في المرحلة الحالية”، مضيفا “علينا أن نكون مستعدين للأسوأ وللدفاع عن سيادة أراضينا”.
وتباحث وزير خارجية أذربيجان جيهون بيراموف مع مسؤول كبير في الخارجية الأميركية، مؤكدا أنه يريد “عودة الوضع إلى طبيعته” موضحا أن المباحثات جارية. وأدى نزاع
قرة باغ بين أذربيجان وأرمينيا إلى زعزعة استقرار القوقاز لأكثر من ثلاثين عاما. وتحت ضغط المعارضة منذ الهزيمة العسكرية في خريف 2020، يخوض باشينيان الحملة الانتخابية بعد أن اضطر إلى الدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة في يونيو.