تهديدات نصرالله للإعلام اللبناني ضوء أخضر للاعتداءات

بيروت - أدان صحافيون وإعلاميون أسلوب الترهيب الذي اتبعه أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، في دعوته للتعامل مع وسائل الإعلام المعارضة له في خطابه الأخير والذي يفتح الباب للمزيد من الاعتداءات على الصحافيين.
ودعا نصرالله إلى معالجة موضوع الإعلام في لبنان، و”إذا كان المطلوب أن تتم معالجته من قبل الناس عبر تظاهرات واعتصامات فمن الممكن أن يأتي يوم للمعالجة، وإذا كان القضاء يعالجه فليعالجه”.
وقال نصرالله، إن “الإعلام فبرك العديد من الأخبار مثل اتهام حزب الله بالوقوف وراء تهريب شحنة من حبوب الكبتاغون المخدرة من إيطاليا، إذ أشار إلى أنه لا وجود لمصدر رسمي إيطالي تحدّث عن الموضوع وأدان حزب الله، بينما أصل الخبر منشور في صحيفة أميركية، وتلقفته صحيفة إسرائيلية، لتروّج له بعدها بعض وسائل الإعلام في لبنان والمواقع الإخبارية المحلية”.
وقالت مبادرة “إعلاميون من أجل الحرية” في بيان تعليقاً على ما أدلى به نصرالله، “إن وسائل الإعلام في لبنان، لم تخرج في معظم الأحيان عن مناقبيتها وحيويتها وكانت صوتاً دائماً لنقل الوقائع للرأي العام”، وأضافت “إن كان هذا يزعج بعض المعنيين، فإنه في المقابل يشكّل جوهر رسالة الإعلام الحر، الذي لا يمكن أن يخضع للتوجيه وإلا أصبح نسخة عن وسائل دعاية نظم الاستبداد”. وأشارت إلى أنها “تحمّل الدولة اللبنانية المسؤولية، في حال تم الاعتداء على أي إعلامي أو مؤسسة إعلامية، مهما كان نوع هذا الاعتداء، وأياً كان المنفذ”.
ونوهت أن خبر اتهام حزب الله بشحنة الكبتاغون، نقلته وسائل الإعلام اللبنانية عن قناة بي.بي.سي وليس عن صحيفة إسرائيلية، وهو ما قامت به وسائل الإعلام العربية، قائلة “كان الأحرى بالسيد نصرالله أن يقاضي هذه الوسيلة، لا أن يتجاوزها إلى تهديد الإعلام اللبناني”.
ويتعرّض صحافيون وإعلاميون لتهديدات خطيرة من قبل مناصرين لحزب الله، ووصلت حدّ التهديد بالقتل والإيذاء، لهم ولعائلاتهم، بسبب انتقادهم الحزب، وجاء حديث نصرالله ليعطي دافعا لهؤلاء لتصعيد التهديدات والاستقواء على كل منتقد للحزب.
واعتبر رئيس حزب “حركة التغيير” إيلي محفوض أن تهديد الإعلام اللبناني أو التهويل عليه سيواجه حتمًا بشراسة لأن الموضوع يتعلق بالحريات العامة.
وقال محفوض في تغريدة له عبر تويتر “دعوة السيد حسن نصرالله لمعالجة موضوع الإعلام في لبنان كلام خطير والأجدى بالشاكي من دور الإعلام اللبناني أن يسأل نفسه: لماذا حزب الله بالتحديد؟”.