تهديدات بالقتل تلاحق اليوتيوبر العراقي علي عادل

اليوتيوبر علي عادل يتعرض إلى هجوم على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به حيث اعتقد البعض أنه استلم مالا من الحكومة مقابل عدم انتقادها.
الأربعاء 2021/07/28
الصورة الكاملة

بغداد- لم يتوقع اليوتيوبر العراقي علي عادل أن رد مسؤول شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية جو هود واجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي سيجلبان إليه تهديدات بالقتل.

وفي مقطع فيديو ساخر هدد عادل بالانتحار إذا لم يستجب الرئيس الأميركي جو بايدن لطلبه ويدعوه للعيش في الولايات المتحدة.

وبلغة عربية ناشد هود، في فيديو بثه على حساب الوزارة على تويتر، الشاب العراقي عادل ألا يقفز من سطح منزله لأنه كما قال “نحن في الولايات المتحدة نحبك”. وأضاف أن “الحياة ثمينة، يمكن أن نجعلها معا أفضل، نحن نساعدكم على قتال تنظيم الدولة (داعش) وإعادة بناء العراق.. العراق يحتاجك”، معبرا عن أمله في لقائه عندما يزور العراق وأن يتناولا الطعام سويا، وهنأه بعيد الأضحى.

واعتذر مسؤول الخارجية الأميركية لعادل عن عدم استطاعته دعوته إلى الولايات المتحدة في ظل تفشي جائحة كورونا، ودعاه إلى الإدلاء بصوته في الانتخابات العراقية المقبلة قائلا “انتخِب. صوتك مهم”. وفي وقت لاحق استقبله الكاظمي.

وبات المراهق يخشى مغادرة منزله. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن علاوي قوله وهو جالس مع والده في غرفة المعيشة بمنزلهما في الحلة، على بعد 70 ميلا جنوب بغداد “كنت أخرج إلى الشارع، وكان من الطبيعي أن يلتقط الناس الصور معي دون أي مشكلة.. الآن أنا خائف”. ويضيف “أنا لا أخرج مع عائلتي. عندما أخرج مع أصدقائي، أرتدي قبعة وقناعا حتى لا يتعرف علي أحد. بعض الناس يكرهونني الآن”.

ويشتهر عادل (18 عاما) بمناشدته الرؤساء الأميركيين بطريقة طريفة يضع فيها كلمات باللغة الانجليزية لدعوته إلى زيارة أميركا بغرض تخليصه من سوء الخدمات في بلده.
ومنذ نشر الفيديو في 15 يوليو، زاد عدد متابعي صفحته على إنستغرام إلى أكثر من 4.2 مليون شخص. كما أصبح لديه أكثر من نصف مليون متابع على تيك توك.

وبدأت مشاكل علي بعد رد هود واجتماع لمدة 10 دقائق مع رئيس الوزراء العراقي. وبعد الاجتماع، حصل على 20000 تعليق، أكثر من نصفها سلبي، على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به.

مشاكل علي عادل بدأت بعد رد مسؤول أميركي واجتماع لمدة 10 دقائق مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي

وقال علي إنه عندما التقى الكاظمي، شجعه رئيس الوزراء على الاستمرار في تصوير مقاطع الفيديو ومواصلة انتقاد الحكومة، لكن بعد ذلك نشر مكتب رئيس الوزراء صورة لقائهما. وجاء ذلك في أعقاب هجوم شنه تنظيم داعش على حي فقير ببغداد أسفر عن مقتل العشرات. وتلت ذلك موجة من الغضب العام ضد الحكومة وقواتها الأمنية، ودون أي دليل، اعتقد البعض أن علي قد تم استدعاؤه من قبل الحكومة لإعطائه مالا مقابل عدم انتقاد الحكومة.

وخارج منزل عائلة علي، تتكدس القمامة على طول الشوارع غير المعبدة المليئة بالحفر. وتضيء الكهرباء في منزل العائلة لمدة ساعتين وتنقطع لمدة ساعتين.

ويؤكد علي أنه “عندما لا تكون هناك طاقة للمدينة، ينطفئ مكيف الهواء، وترتفع درجة الحرارة على الفور وتكون مهمته علي، حتى في منتصف الليل، الخروج وتشغيل المولد الصغير الذي يحافظ على تشغيل المروحة”. ويقول “في بلدان أخرى، الناس في سني يدرسون، ثم يذهبون للسباحة، أما أنا فأخرج لشراء وقود للمولد”.

ويعتبر العراق، الذي يمتلك بعضا من أكبر احتياطيات النفط في العالم، من أكثر دول العالم فسادا. وأدى الفساد المستشري وسنوات الصراع وحكم الميليشيات إلى افتقار العراقيين إلى الخدمات العامة، وخسر الشباب إيمانه بالمستقبل.

وقال علي، وهو طالب في الصف الحادي عشر، إن حلمه كان دراسة الطب، ويفضل أن يكون ذلك في كاليفورنيا، ولهذا السبب تأثر بشدة بردود هود. وكان علي يأمل في تلقي دعوة إلى الولايات المتحدة.

وتابع “كنت سعيدا جدا. قلت، يا إلهي، لقد سمع صوتي. اعتقدت أنني سأسافر أو شيئا من هذا القبيل. لكنه قال بعد ذلك، بسبب فايروس كورونا لا يمكننا دعوتك، لقد سحقني الرد”.

وبالنسبة إلى عادل هويدي عزيز والد علي، فهو منفتح على تاريخه كمترجم لدى الجيش الأميركي في العراق. وسافر إلى تكساس في عام 2014 بموجب برنامج تأشيرة خاص لإعادة توطين العراقيين الذين عملوا مع الجيش الأميركي، لكن زوجته، وهي مبرمجة كمبيوتر، لم ترغب في مغادرة العراق في ذلك الوقت.

وأمضى عزيز أربعة أشهر فقط في فورت وورث دون عائلته ثم عاد. واليوم، يصف عودته إلى العراق قبل حصوله على البطاقة الخضراء بالخطأ. تنتظر زوجته وأطفاله الثلاثة الآن معرفة ما إذا كان بإمكانهم الانتقال إلى الولايات المتحدة بموجب برنامج التأشيرة الخاص.

19