تهديدات بالقتل تجبر إعلاميا عراقيا على اعتزال المهنة

بغداد - أكد المذيع العراقي نزار الفارس، مقدم برنامج “مع الفارس” عبر قناة “الرشيد” الفضائية العراقية، الذي أعلن اعتزاله تقديم البرامج قبل يومين، أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي استجاب لمناشدته وأكد الاهتمام بحماية حياته.

وقال الفارس إنه يشكر رئيس الوزراء ووزارة الداخلية “على التواصل والاهتمام وحرصهما الشديد على حياتي وحياة كل مواطن عراقي”، مضيفا أن “القانون سيأخذ مجراه”.

وكان الفارس أعلن قبل يومين انسحابه من تقديم البرامج نهائيا دون ذكر الأسباب، مؤكدا أن “حجم الضغوط كبير”. وشارك الفارس صورة منشور يحرّض على قتله، وعلق عليه “أليس هذا تحريضا على القتل؟ ألا يفترض أن تعاقب الحكومة على هكذا تصرفات؟ ألا يكفي كل هذا الخراب والدمار؟”.

والفارس الذي يعمل في مجال تقديم البرامج الفنية على وجه الخصوص شخصية مثيرة للجدل، وبرز اسمه خارج العراق، بعدما رفعت الممثلة المصرية رانيا يوسف دعوى قضائية ضده في القاهرة، بسبب توجيهه أسئلة لها اعتبرتها “تحرشا”.

وقال الفارس في تصريح صحافي إنه تعرض لتهديدات عديدة بالقتل وتلقى أكثر من 11 رسالة تهديد، عقب بثّ الحلقات التي استضاف فيها الفنان قاسم السلطان، والفنانة غزلان، والكابتن عماد محمد، وآخرين، مبينا أنه طلب لقاء الكاظمي عبر مقطع فيديو ليشرح له طبيعة التهديدات “وعلى إثر هذه المناشدة تلقيت اتصالا من مكتب رئيس الوزراء وتم الاتفاق على أن نلتقي، ولم يحصل ذلك، ونتيجة لذلك لم أعرف ماذا أفعل، لذلك اضطررت إلى الانسحاب من تقديم البرامج لعدم امتلاكي حلاّ آخر”.

ويعد العراق من بين أكثر البلدان خطرا على الصحافيين في العالم. وفي ديسمبر الماضي، أعلنت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة بالعراق في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إنها “وثقت 305 انتهاكات ضد الصحافيين والمؤسسات الإعلامية خلال عام 2020، كان أخطرها خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام بالتزامن مع الاحتجاجات وسط وجنوبي البلاد”.

وأضافت مفصلة الانتهاكات “تم اغتيال 4 صحافيين، وإصابة 10 آخرين، وحالتي تهديد بالقتل والتصفية الجسدية، واعتقال 74 صحافيا والاعتداء على 167 آخرين”.

كما رصدت الجمعية أيضا “14 هجوما مسلحا ضد صحافيين ومؤسسات إعلامية، إضافة إلى إغلاق 31 فضائية ومؤسسة إعلامية، وكذلك 3 حالات لرفع دعاوى قضائية وإصدار أحكام وأوامر مذكرات قبض بحق صحافيين”.

وجاء العراق في المرتبة 162 من أصل 180 دولة بالعالم، في تصنيف مؤشر حرية الصحافة لمنظمة “مراسلون بلا حدود” لعام 2020.