تنسيق موريتاني - مغربي لتطوير العلاقات

الرباط – يؤدي وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ زيارة رسمية إلى الرباط وفي حقيبته الدبلوماسية عدد من الملفات المهمة سيناقشها مع نظيره المغربي ناصر بوريطة الذي استقبله الثلاثاء بمقر الوزارة، كما سيلتقي عددا من المسؤولين المغاربة المهتمين بقطاعات عديدة وعلى رأسها الأمن والاقتصاد والتجارة.
وأكد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في مؤتمر صحافي مع نظيره الموريتاني أن “اللقاء شكل فرصة لمناقشة العلاقات الثنائية والاستحقاقات المقبلة، وأهمها منتدى رجال الأعمال الذي سيعقد قريباً بالموازاة مع اللجنة العليا المشتركة”.
وأضاف بوريطة أن “هناك رغبة مشتركة وقوية لتفعيل آليات التعاون بين البلدين خاصة في المجال الاقتصادي عن طريق تعزيز التبادل التجاري وتشجيع الاستثمار”.
وكانت زيارة إسماعيل ولد الشيخ مناسبة لتدشين أشغال سفارة جديدة بالرباط رفقة وزير الخارجية المغربي، بدل المقر القديم الذي لم يعد يوفر احتياجات المرحلة الجديدة من التعاون الثنائي بما في ذلك التعاون التجاري والاقتصادي وتسهيل الظروف أمام المستثمرين من كلا البلدين.
وأكد إسماعيل ولد الشيخ أن “وضع الحجر الأساس اليوم لتدشين المركب الدبلوماسي الموريتاني الجديد سيوفر بيئة مناسبة للعمل على مواكبة المواطنين وتقديم الخدمات اللازمة لهم، كما يرمز إلى عمق العلاقات بين البلدين”.
وأفادت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” أن الزيارة تأتي لتمهيد الطريق أمام عقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين بعد تشكيل الحكومة الجديدة، مضيفة أنه “من المرتقب أن تكون زيارة رئيس الوزراء الموريتاني في الشتاء المقبل للاجتماع مع رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش لإعطاء زخم جديد للعلاقات الثنائية على كافة المستويات الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية والأمنية”.
ويرى خبراء في الاقتصاد أن الموريتانيين حريصون على تأمين الخط التجاري المغربي – الموريتاني الذي تحرص نواكشوط على استمراره باعتباره شريانا تجاريا رئيسيا، مضيفين أن تحرير معبر الكركرات الحدودي الفاصل بين المغرب وموريتانيا من طرف القوات المسلحة الملكية في نوفمبر الماضي ساهم في زيادة حاجة موريتانيا إلى تقوية علاقاتها التجارية والاقتصادية مع المغرب.
ويقول مراقبون إن الزيارة تأتي لإتمام موضوع الاتصال الهاتفي بين وزيري خارجية البلدين قبل عشرة أيام لتطوير الحوار الثنائي في ما يخص الوضع الإقليمي المقلق، سواء ما يحدث في الساحل والصحراء ومنطقة تندوف وقرارات الجزائر الأخيرة بقطع العلاقات مع الرباط ومنع الطيران المغربي من المرور عبر الأجواء الجزائرية.
وأكد ناصر بوريطة “استمرار التواصل مع المسؤولين الموريتانيين حول القضايا الثنائية والإقليمية”.
كما أكد الطرفان المغربي والموريتاني على أن عاملي الاستقرار والأمن في المنطقة هما على رأس الأولويات.
وعبّر هشام معتضد الخبير في الشؤون الاستراتيجية في تصريح لـ”العرب” عن توقّعه أن “يتجه المغرب إلى إنشاء منطقة دفاع حساسة تشمل جدارا أمنيا على الحدود مع موريتانيا”.