تليسكوب غاليليو غاليلي يعرض في مكتبة الإسكندرية

معرض "إيطاليا.. جمال المعرفة" يضم نسخة طبق الأصل من التليسكوب الأول الذي صنعه غاليليو في فلورنسا عام 1611 كما يقدم نسخة من المايكروسكوب المركب الذي طوّره.
السبت 2018/07/21
نماذج مصغرة لعدد من الإنجازات المتعلقة بالفضاء
 

“إيطاليا.. جمال المعرفة”، هو معرض يلقي الضوء على الإسهامات الإيطالية في المجال العلمي من عصر النهضة وحتى اليوم، والذي يختتم الأحد في مكتبة الإسكندرية، ويضم نماذج من الإسهامات العلمية التي قدّمتها إيطاليا للبشرية عبر قرون.

الإسكندرية (مصر)- يختتم الأحد بمكتبة الإسكندرية معرض حمل عنوان “إيطاليا.. جمال المعرفة”، المعرض الذي اشتركت فيه أربعة متاحف علمية إيطالية، وهي متحف غاليليو بفلورنسا، ومتحف ترينتو للعلوم، والمتحف الوطني للعلوم والتكنولوجيا بميلانو، بالإضافة إلى مؤسسة شيتا ديلا شينزا بمدينة نابولي.

ويبرز على رأس هذه الإسهامات العلمية الإيطالية التي يضمها المعرض ما قدّمه عالم الفلك الإيطالي غاليليو غاليلي، الذي عاش بين القرنين السادس عشر والسابع عشر، فقد كان له الفضل في تطوير آلة التليسكوب، التي ساهمت بدورها في اكتشاف أغوار الكون والكشف عن الكثير من الحقائق العلمية التي مهدت الطريق نحو المزيد من الاكتشاف والأبحاث.

نسخة طبق الأصل

يضم معرض “إيطاليا.. جمال المعرفة” نسخة طبق الأصل من هذا التليسكوب الأول الذي صنعه غاليليو في فلورنسا عام 1611، وهي النسخة نفسها التي اصطحبها روّاد مكوك الفضاء أطلانطس عام 2009 لتدور حول الأرض 197 دورة تكريما لذكرى صاحبها.

وقد صنعت هذه النسخة الفريدة من تليسكوب غاليليو من جزأين مشدودين معا، حتى يمكن إدخالهما بسهولة في أمتعة رواد الفضاء، على أن يعاد تجميعهما بعد ذلك.

ويعود الفضل إلى العالم الإيطالي في تطوير عمل التليسكوب بزيادة قدرته التكبيرية من اثنين أو ثلاث مرات تكبير حتى أكثر من ثلاثين مرة، الأمر الذي كان سببا في تغير نظرة البشرية إلى الكون والأجرام السماوية، إذ تكشفت بفضل هذا التليسكوب العديد من الحقائق عن هذا الكون الذي كان يظن الناس أنه قد تمت دراسته بعناية.

ومهّد غاليليو السبيل أمام طريقة جديدة تماما لمراقبة الأفلاك السماوية، بالمقارنة مع الأدوات الشائع استخدامها حتى ذلك الحين، فقد سمح تليسكوب غاليليو للباحثين والمهتمين بمراقبة الطبيعة الحقيقية للأجرام السماوية، فبواسطته تم الكشف لأول مرة عن الطبيعة الصخرية للقمر، ورؤية العدد الهائل من النجوم الذي يتكون منها درب التبانة، وكذلك الأقمار الأربعة التي تدور حول كوكب المشتري، وغيرها من الظواهر التي لم تكن معروفة من قبل.

إلى جانب النسخة طبق الأصل من تليسكوب غاليليو، يضم المعرض أيضا نسخة من المايكروسكوب المركب الذي طوّره غاليليو أيضا، ليكون أداة للبحث في مجال الطبيعة، وهو يتكون من عدستين على الأقل، مقارنة بالمايكروسكوب البسيط الذي يتكوّن من عدسة واحدة مكبرة، وكان شائع الاستخدام في تلك الفترة. وخلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، كان على كل من يرغب في أن يستكشف بنجاح الأشياء الفائقة الضخامة أو تلك المتناهية في الصغر أن يستخدم أدوات إيطالية.

بين ماض وحاضر ومستقبل

معرض "إيطاليا.. جمال المعرفة" يقدّم البحث العلمي الإيطالي من خلال شهادات مجمعة تمثل المساهمة العلمية التي قدّمتها إيطاليا للبشرية بداية من عصر النهضة وحتى غزو الفضاء
معرض "إيطاليا.. جمال المعرفة" يقدّم البحث العلمي الإيطالي من خلال شهادات مجمعة تمثل المساهمة العلمية التي قدّمتها إيطاليا للبشرية بداية من عصر النهضة وحتى غزو الفضاء

معرض “إيطاليا.. جمال المعرفة” يقدّم البحث العلمي الإيطالي والقائمين عليه من خلال شهادات مجمعة تمثل المساهمة العلمية التي قدّمتها إيطاليا للبشرية بداية من عصر النهضة وحتى غزو الفضاء، فإلى جانب النسختين الأصليتين لتليسكوب ومايكروسكوب غاليليو، تعرض أيضا نماذج مصغرة لعدد من الإنجازات المتعلقة بالفضاء، كالصواريخ والمركبات والآليات الفضائية.

ولا يقتصر الأمر على هذا الجانب وحده، بل يتم تسليط الضوء أيضا على عدد كبير من المنجزات العلمية في مجالات الصحة والغذاء وصناعة الإطارات وتطوير كفاءة الروبوتات.

وعن الهدف من وراء هذا المعرض يقول القنصل الفخري لدولة إيطاليا في مدينة الإسكندرية جيلدو سامبيري “إن البحث العلمي من أقوى الجوانب المعبرة عن الفكر الإنساني، فهو يعزّز الوعي بالطبيعة والتقدّم المجتمعي، ويدعم التعاون بين الناس والحوار الثقافي المتبادل، ولا شك أن الرغبة في المعرفة تقود مسار تطوّر الإنسان، والعبقرية الإيطالية منذ القدم تقتفي أثر جمال المعرفة في جميع المظاهر المختلفة، ولا سيما تلك المرتبطة بالفكر الإنساني”.

ويضيف القنصل الإيطالي “إن هذا المعرض يهدف إلى التعريف بالمنجز العلمي الإيطالي من أجل تبادل الثقافة والتعريف بالثقافة الإيطالية ومنجزها العلمي والحضاري، فإيطاليا تتسم بثروة ثقافية هائلة، وهي تعدّ واحدة من أفضل مستويات المعيشة في العالم، وهو إقليم رائع يحظى بسكان على درجة عالية من الحداثة والميل نحو الغد، وتتطلع إيطاليا اليوم للمستقبل على أكتاف عمالقة، ففي الماضي ظهر ليوناردو دافنشي وغاليليو غاليلي وأنريكو فيرمي وريتا ليفي، وغدا سيظهر الكثير من الشباب الباحثين، رجالا ونساء، الذين تغمرهم الموهبة والحماس”.

وتفتخر إيطاليا بالريادة العلمية والتكنولوجية في الكثير من المجالات، فهي تحتل المرتبة الثامنة على مستوى العالم من ناحية المنشورات العلمية؛ وفي مصانعها يتم تنفيذ خمسين بالمئة من الأحجام المضغوطة لصالح وكالة الفضاء الدولية، ويشارك علماؤها في جميع التجارب العلمية الضخمة، ويتميز الباحثون الإيطاليون على مستوى العالم بالتأهيل والقدرة على الإبداع، فهم يشتغلون على الجليد القطبي والسفن المخصّصة لبحوث علوم البحار، وفي الصناعات ذات التكنولوجيا العالية وفي المبادرات الناشئة، وفي مراكز البحوث والمعامل المتقدّمة.

ويقدّم معرض “إيطاليا.. جمال المعرفة” في استعراض بصري شيّق وجها مختلفا لإيطاليا، فهي ليست أرض التراث والتاريخ فحسب، وإنما هي أيضا معمل نشيط للدراسة والبحث والإبداع، حيث تتم مواجهة أصعب التحديات، وحيث يمكن تخيّل المستقبل وتصميم مستقبل أفضل.

“إيطاليا.. جمال المعرفة”، هو فرصة لفهم كيفية تجدّد البحث والثقافة التي ينتجها هذا البلد في كل يوم بروح عصر النهضة مع المحافظة دائما على صلة قوية بين التكنولوجيا والثقافة وبين العلوم والفنون.

13