تكنولوجيا الإقناع تضاعف قدرة الصحف الإلكترونية على جذب المستخدم

أكد د. حسن فراج حسن أن وسائل الاتصال الحديثة وفي مقدمتها شبكة الإنترنت أوجدت نوعا جديدا من الاتصال له طبيعته وسماته الخاصة التي تميزه عن أنواع الاتصال الأخرى؛ حيث لم يعد الاتصال قاصرا على نقل الرسائل الاتصالية من المرسل إلى المستقبل، بل تعدى الأمر ليصل إلى التفاعل بين طرفي العملية الاتصالية.
وقال حسن في دراسته الصادرة أخيرا عن دار العربي للنشر “تكنولوجيا الإقناع.. في تصميم مواقع الصحف الإلكترونية” “نحن نعيش اليوم عصر تكنولوجيا المعلومات والتواصل الاجتماعي، ونعيش في مجتمع المعلومات الذي يعتمد على استثمار التكنولوجيات الحديثة في إنتاج المعلومات الوفيرة لاستخدامها في تقديم الخدمات على نحو سريع وفعال، والتحدي الذي يواجه مستخدمي الإنترنت هو تقييم تلك المعلومات للاستفادة منها ومن قدرتها”.
وسعت الدراسة إلى التعرف على العوامل المؤثرة في استخدام تكنولوجيا الإقناع في تصميم مواقع الصحف الإلكترونية وعلاقتها باتجاهات المراهقين نحو مضمونها لهذه المواقع، حيث أوضحت أن هناك عوامل تؤثر في مواقع الصحف الإلكترونية وقياس مدى تأثيرها باتجاهات المراهقين وكذلك التصميم المقنع لمواقع الصحف الإلكترونية واستخدام تكنولوجيا الإقناع في التصميم الخاص بمواقع الصحف.
كما أوضحت العلاقة بين استخدام تلك العوامل واتجاهات المراهقين. وقد رأى د.حسن فراج أن تكنولوجيا الويب الديناميكية التفاعلية عززت قدرة الصحف الإلكترونية على تقديم محتوى جذاب، ومتجدد ذي سمات تفاعلية متقدمة، جعلها تتميز بعدة سمات وخصائص اتصالية توفرها لها ما تبثه شبكة الإنترنت من إمكانيات مختلفة وتشمل هذه السمات والخصائص النص الفائق والتفاعلية المباشرة والإبحار والاختصار والتركيز والاعتماد على الوسائط المتعددة من صور ورسوم وأصوات وفيديوهات استفادت منها مواقع الصحف الإلكترونية.
كثافة الكم المعلوماتي والمعرفي ألزمت القائمين على المواقع بالعمل على توفير تصاميم تتلاءم مع ما تقدمه من موضوعات وأخبار
ولفت إلى أن مواقع الصحف الإلكترونية وفرت وسائل عديدة للمعرفة والحصول على المعلومات بكميات هائلة، ومن مصادر متنوعة ومتعددة، فضلا عن تخصص مضمونها بما يتوافق مع اختيارات واحتياجات المستخدمين، دون فرض أنواع معينة من المضمون عليهم إلا أَنَّ كثافة الكم المعلوماتي والمعرفي ألزمت القائمين على المواقع بالعمل على توفير تصاميم تتلاءم مع ما تقدمهُ من موضوعات وأخبار.
وأشار إلى أن تلك المواقع تسعى للتأثير على انطباع المستخدمين الأول؛ لتحقيق انطباع إيجابي، وعدم تحقيق انطباع سلبي نحو الموقع فتحقيق الانطباع الإيجابي يسهم في بقاء المستخدمين في الموقع، فانطباعهم الأول هو في معظمه يتأثر بالتصميم البصري الذي يضعون عيونهم عليه عند دخول الموقع والاتجاهات الحالية للقائمين على المواقع تتحرك نحو تصميم للإقناع، وتصميم لوظائف الموقع على شبكة الإنترنت لذلك دعت الحاجة إلى إنشاء مواقع إلكترونية أكثر إقناعا في التأثير على حافز مستخدمي الإنترنت والحفاظ على اهتمام المستخدمين بالبقاء في الموقع الإلكتروني وتحفيزهم على إعادة زيارة الموقع مرة أخرى.
ويمكننا الاستفادة من ذلك لإحداث تغييرات إيجابية في العلاقات، والسلوك، باستخدام التقنيات التفاعلية والتكنولوجيا المقنعة التي تساعد على تغييرات إيجابية في الاتجاهات والسلوكيات باستخدام استراتيجيات التأثير التي وضعتها العلوم الاجتماعية.
وأوضح فراج أن فوج (Fogg 2003) يؤكد أننا محاطون بتقنيات الإقناع في كل مكان وأن وسائل الإعلام الرقمية تمس حياتنا أكثر فأكثر فهذا عصر الإقناع. وهناك تصميمات تم إنشاؤها من قبل البشر وتنفيذها في التعليمات البرمجية للتأثير على ما نفكر به باستخدام التكنولوجيا المقنعة “التي تعرف على أنها تقنية يتم تصميمها بهدف التغيير الإيجابي في السلوك والاتجاهات من خلال الإقناع والتأثير الاجتماعي”، وهي موجودة في كل مكان على شبكة الإنترنت.
وقال إن المصممين المقنعين قادرون على توظيف التطورات التكنولوجية الحديثة التي مكنت من استخدام أجهزة الكمبيوتر كأدوات مقنعة، كوسيلة لاستخلاص سلوك معين مما يمهد الطريق لنظام ذكي باستخدام التصميم المقنع قادر على التأثير في مواقف الناس ومعتقداتهم واتجاهاتهم من خلال نظام محوسب. وأن التصميم المقنع جزء من وسائل التكنولوجيا المقنعة التي تشجع الزوار على اتخاذ إجراءات تفاعل بين الموقع والمستخدم فهو تصميم وفقا لرغبات المستخدمين ويساعد على عدد من الرسائل الإيجابية بين الموقع والمستخدم للتعرف على ردود الأفعال.
وقد خلص د.حسن فراج إلى عدد من التوصيات، منها: ضرورة الاهتمام بتطبيق دراسات حركة العين وسيكولوجية الألوان من قبل مصممي مواقع الصحف الإلكترونية، توظيف مبادئ تكنولوجيا الإقناع في تصميم شكل ومحتوى مواقع الصحف لكي تعمل على جذب انتباه المراهقين واستخدام الموقع وعدم الانصراف عنه.
والاهتمام بتوظيف العوامل المؤثرة على نجاح الموقع للعمل على نجاح الموقع في تحقيق هدفه، أهمية زيادة الخدمات التفاعلية المباشرة بين المستخدم وبين القائمين على مواقع الصحف، أهمية أن يكون مصمم مواقع الصحف الإلكترونية ملمّا بقواعد الأرجونومية لتحقيق الإقرائية ويسر الاستخدام للمستخدم، أن يكون مصمم المواقع ملما بمبادئ تكنولوجيا الإقناع وتوظيفها في مواقع الصحف الإلكترونية، أن يتم تحديث تصميم المواقع كل فترة وفقا لآراء المستخدمين، الاهتمام بتوظيف العوامل المؤثرة في نجاح الموقع من قبل القائم بالاتصال في تصميم مواقع الصحف الإلكترونية، الاعتماد على توفير عناصر الإقناع البصري في تصميم واجهة الموقع عن طريق استخدام تصميم مقنع للموقع يراعي تفضيلات المستخدمين.
وقد تمثلت أهم نتائج الدراسة الميدانية، أولا في ارتفاع نسبة استخدام المبحوثين للصحف الإلكترونية حيث أن نسبة 59.33 بالمئة منهم يستخدمونها أحيانا، و32 بالمئة يستخدمونها دائما.
ثانيا تنوعت دوافع استخدام هؤلاء المبحوثين للصحف الإلكترونية فجاءت في الترتيب الأول سرعة تغطية الأحداث بدرجة تقدير مرتفعة بمتوسط حسابي بلغ 2.65، وفي الترتيب الثاني لأنها تقدم الأحداث في صورة نصوص وصور وملفات فيديو وملفات صوتية بدرجة تقدير مرتفعة بمتوسط حسابي بلغ 2.49، وفي الترتيب الثالث سهولة التجوال بين أجزاء المواقع بدرجة تقدير مرتفعة بمتوسط حسابي بلغ 2.48، وبنفس الترتيب لتوافر صفحة للصحيفة على مواقع التواصل بمتوسط حسابي بلغ 2.48.
وفي الترتيب الرابع جاذبية تصميم المواقع بدرجة تقدير مرتفعة بمتوسط حسابي بلغت قيمته 2.46.