تكالة في تركيا بعد أسبوع على زيارة الدبيبة: أنقرة تحيي علاقاتها بطرابلس

حرص ثنائي على زيادة مستوى التنسيق الدبلوماسي وتجاوز مرحلة الفتور.
الخميس 2023/11/02
اهتمام تركي كبير بالملف الليبي

تسعى تركيا في الفترة الأخيرة إلى المزيد من توطيد علاقاتها مع حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في ليبيا، عبر تبادل الزيارات والمشاورات بشأن عدد من الملفات، في خطوة تعكس حسب المراقبين اهتماما تركيا بحماية مصالحها في طرابلس.

أنقرة - يحرص رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة في زيارته الأولى لتركيا منذ توليه المنصب على إحياء العلاقات بين مجلس الدولة وأنقرة، التي شابتها بعض التوترات خلال فترة رئاسة خالد المشري، الذي كان معارضا لحليف أنقرة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة.

وتواترت زيارات المسؤولين الليبيين لتركيا بعد فترة من الفتور عكسها تراجع مستوى الاتصالات السياسية والدبلوماسية بين الطرفين وغموض الموقف التركي من تحركات البرلمان ومجلس الدولة في الفترة الأخيرة.

ويرى مراقبون أن هذه الزيارة التي تأتي بعد مرور أسبوع على زيارة عبدالحميد الدبيبة لتركيا، من شأنها أن تعيد التواصل السياسي والدبلوماسي بين أنقرة وطرابلس.

واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا محمد تكالة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وفق ما أعلنته الرئاسة التركية عبر حسابها على منصة إكس.

وحضر اللقاء رئيس مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان) نعمان قورتولموش.

ويأتي لقاء أردوغان وتكالة بعد يوم من جلسة مباحثات مشتركة بين المجلس الأعلى للدولة والبرلمان التركي التي ناقش خلالها الجانبان العلاقات الثنائية والتطورات السياسية في ليبيا، إلى جانب عدوان قوات الاحتلال على قطاع غزة وسبل دعم الأشقاء الفلسطينيين.

وبدأ تكالة زيارة رسمية لتركيا الاثنين رفقة وفد من المجلس الأعلى للدولة ضم النائب الثاني لرئيس المجلس عمر العبيدي وعددا من أعضاء المجلس.

وترتبط ليبيا وتركيا بعلاقات قوية ترجمها البلدان إلى اتفاقيات أمنية وعسكرية واقتصادية، أحدثها التوقيع في الثالث من أكتوبر الماضي على مذكرة تفاهم تهدف إلى تطوير المشاريع المتعلقة باستكشاف وإنتاج ونقل وتجارة النفط والغاز الطبيعي.

وشهدت العلاقة بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ومجلس الدولة حالة من الاحتقان في الفترة الأخيرة، وصلت إلى درجة منع عدد من أعضاء المجلس من السفر وسحب جوازاتهم من قبل جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة.

تكالة بدأ زيارة رسمية لتركيا الاثنين رفقة وفد ضم النائب الثاني لرئيس المجلس عمر العبيدي وعددا من أعضاء المجلس

والأسبوع الماضي، زار الدبيبة أنقرة وناقش مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ستة ملفات، من بينها عودة الخطوط التركية ومعالجة مشاكل إقامة الليبيين في تركيا وإلغاء التأشيرات بين البلدين.

وبحسب بيان نشرته صفحة الحكومة على فيسبوك، أكد الدبيبة وفيدان دعمهما لجهود المبعوث الأممي عبدالله باتيلي لإجراء الانتخابات وفق قوانين عادلة ونزيهة، وتوحيد الجهود المحلية والدولية لتحقيق الانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية في ليبيا.

كما تمت مناقشة ملف إعادة إعمار درنة والبلديات المجاورة. ونقل البيان عن فيدان قوله إن تركيا على استعداد للمساهمة والمشاركة في هذا الملف.

يحظى الملف الليبي باهتمام كبير من قبل الحكومة التركية خاصة وأن مراقبين يقولون إن تركيا متورطة بشكل كبير في الملف خدمة لمصالحها، وقامت بإرسال مرتزقة خلال السنوات الماضية لدعم قوات حكومة الوفاق السابقة والميليشيات الموالية لها في مواجهة الجيش الوطني الليبي للدفاع عن معاهدة لاستغلال الثروات النفطية الليبية.

وكانت تركيا قد استفادت من انسحاب مختلف الدول المؤثرة في الملف الليبي، وخاصة انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا وعدم تحمّس الولايات المتحدة لرعاية حل ليبي – ليبي، لتتحوّل إلى قبلة لزيارات المسؤولين الليبيين الباحثين عن جهة دولية قادرة على جمعهم والاستماع إليهم وفرض تسوية عليهم، وكان من أبرزهم الدبيبة.

وفي وقت سابق التقى محمد تكالة بالسفير التركي لدى ليبيا كنعان يلمز، في العاصمة الليبية طرابلس، وبحث الطرفان ملف المصالحة الوطنية، وسبل تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد، بالإضافة إلى تطورات العملية السياسية، ونتائج أعمال اللجنة المشتركة لإعداد القوانين الانتخابية (6+6)، ومسار تنفيذ الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والبرلماني. وناقش تكالة مع السفير التركي سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.

وتشهد ليبيا منذ العام 2011 انقسامات حكومية وسياسية واجتماعية، فضلا عن اتساع دائرة الخلافات القائمة بين الفرقاء حول جملة الملفات العالقة ومنها ملف الانتخابات، وتبادل التهم حول عدد من القضايا المهمة ذات الصلة بالأمن والسيادة الوطنية وتوزيع الثروة.

4