تقدم طالبان في أفغانستان يستنفر دول الجوار عسكريا ودبلوماسيا

مناورات عسكرية بين أوزباكستان وطاجيكستان وروسيا.
السبت 2021/08/07
الوضع يزداد سوءا

المعارك الطاحنة التي تشهدها أفغانستان بين القوات الحكومية وحركة طالبان الساعية لتعزيز مواقعها عجّلت باستنفار دول الجوار لجهودها العسكرية والدبلوماسية تأهبا لأي طارئ، خاصة أن المتمردين مصرون على الاستيلاء على السلطة بالقوة.

أفازا (تركمانستان) - دفعت النجاحات السريعة التي تحققها حركة طالبان في أفغانستان دول الجوار إلى استنفار جهودها الدبلوماسية والعسكرية لدراسة الموقف والتأهب لما قد ينجم عن ذلك من تداعيات على أمن تلك الدول.

وفي سياق هذه الجهود عُقدت الجمعة قمة بين رؤساء تركمانستان وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان، طغت على محادثاتها المخاوف من استمرار تقدم المتمردين في أفغانستان المجاورة.

وعُقدت القمة في بلدة أفازا الساحلية على شواطئ بحر قزوين في تركمانستان، فيما يحاول متمردو طالبان السيطرة على عدد من المدن الرئيسية المحاصرة.

وجاء ذلك أيضا في وقت تصاعدت فيه المخاوف من استيلاء طالبان على الحكم بالقوة بعد أن اغتالت الجمعة متحدثا باسم الحكومة الأفغانية، وواصلت تقدمها نحو عاصمتين إقليميتين.

واستولت الحركة في الأشهر الثلاثة الماضية بسرعة قياسية على مناطق ريفية شاسعة ومراكز حدودية رئيسية، في إطار هجوم أطلقته مستغلة بدء انسحاب القوات الأميركية المتوقع انتهاؤه بحلول نهاية الشهر الحالي.

وقال الرئيس التركماني قربان أوغلي بردي محمّدوف إن الوضع في أفغانستان هو “القضية التي تشغلنا جميعا”، وفق تصريحات بثّها التلفزيون أثناء استقباله نظيره الطاجيكي إمام علي رحمن.

فاليري غيراسيموف: التهديد الرئيسي لآسيا الوسطى اليوم يأتي من الجانب الأفغاني
فاليري غيراسيموف: التهديد الرئيسي لآسيا الوسطى اليوم يأتي من الجانب الأفغاني

وأوضح أنّ متمردي طالبان باتوا يسيطرون حالياً على غالبية الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان، أي ما يعادل 1300 كلم، مبدياً أسفه لكون “عدد من المنظمات الإرهابية تعمل بنشاط من أجل تعزيز مواقعها في تلك المناطق”.

ودعا الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف إلى وقف كامل لإطلاق النار والتوصل إلى “تسوية تفاوضية مقبولة من الطرفين (الحكومة الأفغانية وطالبان)”.

وجاءت هذه القمة فيما تُجري روسيا، المتخوفة هي الأخرى على أمن حلفائها في المنطقة، مناورات عسكرية مشتركة مع كل من طاجيكستان وأوزباكستان على الحدود الأفغانية.

وقال رئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف، الذي وصل الخميس إلى أوزبكستان، خلال لقاء مع نظيره الأوزبكي شوكرت خالموخاميدوف إن “التهديد الرئيسي لمنطقة آسيا الوسطى اليوم يأتي من الجانب الأفغاني”.

وشدد على أن “الانسحاب السريع للقوات الأجنبية من أفغانستان تسبب في تدهور سريع للوضع… وتصعيد للأنشطة الإرهابية”.

ورغم تأكيدات طالبان أنها لن تهدّد أمن الدول المجاورة في آسيا الوسطى وأجرت اتصالات رسمية في هذا الصدد مع أوزبكستان وتركمانستان، إلا أن خبراء يعتبرون أن الوضع الأمني المتدهور في أفغانستان يشكّل تهديدا للمنطقة برمّتها، خاصة في ظل محاولة حركة طالبان السيطرة على الحكم بالقوة.

واغتالت الحركة الجمعة أكبر مسؤول إعلامي في الحكومة الأفغانية في العاصمة كابول، مما وجه ضربة كبيرة لإدارة الرئيس أشرف غني المدعومة من الغرب.

واغتيال داوا خان مينابال رئيس مكتب الدعاية والإعلام هو الأحدث في سلسلة أحداث تهدف إلى إضعاف حكومة الرئيس غني المنتخبة ديمقراطيا.

Thumbnail

وفي تغريدة قال القائم بالأعمال الأميركي روس ويلسون إنه يشعر بالحزن والاستياء لوفاة مينابال الذي وصفه بأنه صديق كان يقدم معلومات صحيحة لجميع الأفغان.

وقال “هذه الجرائم وصمة عار على جبين حقوق الإنسان وحرية التعبير في أفغانستان”.

واغتال مقاتلو طالبان العشرات من نشطاء المجتمع المدني والصحافيين والمسؤولين الحكوميين والقضاة والشخصيات العامة الذين يكافحون للحفاظ على إدارة إسلامية ليبرالية، وذلك في محاولة لإسكات الأصوات المعارضة في الدولة التي مزقتها الحرب.

وصعّدت حركة طالبان، التي تقاتل لإعادة فرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية بعد أن أطاحت بها في عام 2001 القوات التي تقودها الولايات المتحدة، حملتها لهزْم الحكومة المدعومة من واشنطن في الوقت الذي تواصل فيه القوات الأجنبية انسحابها بعد حرب استمرت 20 عاما.

وقال مسؤول في وزارة الداخلية الاتحادية إن “الإرهابيين المتوحشين قتلوا” مينابال خلال صلاة الجمعة.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية مير واعظ ستانيكزاي “كان (مينابال) شابا وقف مثل الجبل في مواجهة دعاية العدو، وكان دائما داعما رئيسيا للنظام (الأفغاني)”.

وفي مناطق أخرى كثف مقاتلو طالبان اشتباكاتهم مع القوات الأفغانية وهاجموا ميليشيات متحالفة مع الحكومة، حسب قول مسؤولين، ليوسعوا رقعة هيمنتهم على البلدات الحدودية ويقتربوا من عاصمتين إقليميتين.

وقُتل ما لا يقل عن عشرة جنود أفغان وقائد مسلحين ينتمي إلى ميليشيا عبدالرشيد دستم في إقليم جوزجان شمال البلاد.

5