تفجير انتحاري يكشف هشاشة الوضع الأمني في طرابلس

انتحاري على دراجة نارية يفجر نفسه قرب دورية أمنية بجزيرة الغيران دون خسائر بشرية.
الأربعاء 2020/09/02
سطوة الميليشيات تعمّق الأزمة

طرابلس - فجر انتحاري نفسه الثلاثاء، قرب دورية أمنية بالعاصمة الليبية دون وقوع خسائر بشرية، وفق مصادر إعلامية محلية وشهود عيان، وذلك في عملية تكشف الهشاشة الأمنية التي تشهدها طرابلس والتي تعمقت في ظل الخلافات التي هزت حكومة الوفاق واجهة الإسلاميين، بإقالة وزير الداخلية فتحي باشاغا.

وأفاد المصدر، وهو مسؤول في بلدية جنزور الواقعة غربي طرابلس، بأن الانتحاري كان يقود دراجة نارية عندما فجر نفسه قرب دورية أمنية بجزيرة الغيران في المدخل الشرقي للمدينة.

وأكد المصدر مفضّلا عدم الكشف عن اسمه، أن التفجير لم يسفر عن أيّ خسائر بشرية، مشيرا إلى أن الانتحاري “فجر نفسه قبل الوصول إلى الدورية”، كما أن “الطريق لم يكن مزدحما بالمارة لأن الوقت مبكر”.

وطوّقت الأجهزة الأمنية المكان وأغلقت الطريق لتسهيل عمل أجهزة البحث الجنائية، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير حتى الآن.

‎ومنطقة جنزور‎ تحتوي على مقر البعثة الأممية‎ في ليبيا، وعدد من المنظمات الدولية‎، إضافة إلى أنها محل إقامة وزير الداخلية‎، ورئيس المجلس الأعلى للدولة.

وقال سكان في العاصمة الليبية طرابلس إن دويّ انفجار قويا تردد في معظم أنحاء المدينة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، وتصاعد دخان أسود في السماء.

كما أكدت الخبر محطات تلفزيون وقالت إن انتحاريا على متن دراجة نارية فجّر عبوة ناسفة عند مدخل الطريق السريع القادم من الغرب، لكن لم يرد أيّ تأكيد رسمي.

ويعدّ هذا التفجير أحدث محاولة تكشف عن تردّي الوضع الأمني في ظل سطوة الميليشيات الإسلامية الموالية لحكومة الوفاق على العاصمة طرابلس حيث لم تسجل مثلا هذه الحوادث منذ أكثر من عام، ما جعل مراقبين يرجحون كذلك أن تكون الحادثة ناجمة عن ارتباك حكومة فايز السراج، وخاصة بعد توقيف وزير داخليته فتحي باشاغا عن العمل وسط خلافات حادة بين الطرفين.

وقال أحد شهود العيان، طلب عدم الكشف عن اسمه، “كنت أقود سيارتي على الطريق السريع في ساعة مبكرة من الصباح، في حوالي السابعة والنصف، سمعت دويّ انفجار ضخما… ثمّ استدارت معظم السيارات الأخرى بعدما رأينا دخانا أسود في السماء”.

وتغرق ليبيا في الفوضى السياسية والاقتتال منذ ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس الراحل معمر القذافي.

وتشهد العاصمة طرابلس منذ أكثر من 10 أيام احتجاجات واسعة مناهضة لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج محمّلة إياه مسؤولية تردّي الأوضاع المعيشية.

وعلى الرغم من محاولات ميليشيات الوفاق وأد الاحتجاجات عبر الاعتقالات والاختطاف والتهديد بالرصاص، إلّا أن الحراك لا يزال متمسكا بإسقاط حكومة طرابلس.

وظهرت مؤخرا ملامح أزمة حادة بين السراج ووزير الداخلية المقال فتحي علي باشاغا، ما قد يؤدي إلى صدام عنيف بين الميليشيات الموالية لكلا الطرفين وهو ما قد يخدم الجماعات المتطرفة التي هي أصلا موجودة ضمن فصائل أرسلتها تركيا للقتال في صفوف ميليشيات حكومة الوفاق.

4