تعثر الديمقراطيين في أول اختبار انتخابي يقوّي شوكة الجمهوريين

واشنطن - مثّل التخبط الذي عرفته انتخابات الديمقراطيين التمهيدية في ولاية آيوا جرعة دعم إضافية للجمهوريين وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب الذي سخر من عدم قدرة خصومه على إعلان النتائج النهائية للانتخابات بعد أكثر من 24 ساعة على غلق مكاتب الاقتراع.
وبدأت الحملة التمهيدية في آيوا بعطل تقني، ما منع الديمقراطيين من الإعلان عن النتائج، بينما يبدو المعسكر الجمهوري في زخم وتناغم كامل، فجميع التوقعات تشير إلى فائز واحد، هو دونالد ترامب.
وتُعد آيوا من الولايات المهمة في الانتخابات الرئاسية الأميركية بحكم أنها تحدد هوية الفائز في الانتخابات الرئاسية. ومن اللافت أن تشهد هذه الولاية تذبذبا في الأداء الديمقراطي حتى وإن تعلق الأمر بالجانب التقني في عملية فرز الأصوات.
وفي الوقت التي ترجح جل المحطات الإعلامية فوزا كاسحا للمرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب في المجالس الانتخابية للحزب، تعذر على الديمقراطيين الثلاثاء، الإعلان عن نتائج الاقتراع الداخلي في آيوا، حيث تنطلق حملتهم الانتخابية، بسبب تعطل برنامج التطبيقات الانتخابي وهو الذي كان مصمما خصيصا لفرز أصوات الانتخابات التمهيدية داخل الحزب.
ونظام الانتخابات التمهيدية المباشرة في الولايات المتحدة، هو عبارة عن عمليات حزبية داخلية تجرى لاختيار مرشح أو مرشحين من حزب سياسي للمشاركة في الانتخابات العامة المقبلة، وذلك عن طريق عقد انتخاب داخلي بالحزب نفسه، ومن خلال هذه العملية الانتخابية الأولية، فإنه يتم اختيار المرشحين للمناصب الانتخابية في الولايات المتحدة من قبل الناخبين، وليس من قبل قادة الأحزاب.
ورغم أن النتائج الرسمية لم تصدر بعد، إلا أن ذلك لم يمنع بعض الديمقراطيين من التوجه إلى وسائل الإعلام لإعلان الفوز على غرار السناتور بيرني ساندرز ممثل الجناح اليساري داخل الحزب الديمقراطي.
والثلاثاء، أكد السناتور بيرني ساندرز الذي يمثل الجناح اليساري للحزب الديمقراطي، أنه جاء في الطليعة متقدما على بيت بوتيدجيدج حسب أرقام جزئية جمعها ولم يتم التحقق منها بشكل مستقل.
وقال ساندرز “عندما تعلن النتائج، أشعر أننا سنرى نجاحا جميلا جدا هنا في آيوا”، مؤكدا أن “هذا اليوم يشكل بداية نهاية دونالد ترامب”.
وألقى بوتيدجيدج من جهته خطابا حماسيا ذهب فيه إلى حد اعتبار نفسه “منتصرا”، وقال “آيوا فاجأت البلاد”.
وتفيد هذه الأرقام أن ساندرز حصل على 28.62 في المئة مقابل 25.71 في المئة للمعتدل بوتيدجيدج و18.42 في المئة للسناتورة إليزابيث وارن.
وحل نائب الرئيس السابق جو بايدن في المرتبة الرابعة بـ15.08 بالمئة في ما يعد أداء سيئا للرجل الذي بقي لأشهر في طليعة استطلاعات الرأي. ومن المرجح أن يتقلّص مجال المنافسة أكثر عقب انتخابات الولاية المُهمّة التي تقدم أولى النتائج الموثوقة في سباق سيحدد التوجه المستقبلي للحزب وحامل لوائه في الانتخابات الرئاسية في 2020.
وقال كبير الخبراء الاستراتيجيين للمرشحة إليزابيث وارن الثلاثاء، إن التجمعات الديمقراطية في ولاية آيوا، “انهارت”.
وأضاف جو روسبارز في تغريدة “لقد انهارت العملية؛ بصورة منهجية وفردية في الكثير من الدوائر الانتخابية، حيث فشل الأفراد وفشلت التكنولوجيا”.
وتابع أن “أي حملة تقول إنها فازت أو تنشر أرقاما غير كاملة، تسهم في الفوضى والمعلومات المضللة”، وذلك في إشارة إلى الحملتين المتنافستين للسيناتور بيرني ساندرز، ورئيس البلدية السابق بيت بوتيدجيدج.
ومنذ أشهر، دعا المرشحون والناخبون الديمقراطيون على حد سواء، إلى إلحاق الهزيمة بترامب قبل كل شيء في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما لا يتردد ترامب في التعليق بسخرية في أغلب الأحيان على المتنافسين في هذه الانتخابات.
ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء، الانتخابات التمهيدية في آيوا بأنها “كارثة مطلقة” وذلك بعد عجز المسؤولين الديمقراطيين عن الإعلان عن فائز، فيما نسب مسؤولو الحزب الديموقراطي في آيوا لخلل فني التأخير في الإعلان عن فائز في التصويت.
وقال ترامب في تغريدة “لا شيء يعمل، تماما كما أداروا البلاد”. وملمحا إلى فوزه في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في هذه الولاية الزراعية، قال ترامب إن “الشخص الوحيد الذي يمكنه الإعلان عن نصر كبير جدا في آيوا الليلة الماضية هو ‘ترامب’”.
وفي سنة انتخابات نموذجية، تستحوذ آيوا على اهتمام البلاد السياسي، لكن قبل تسعة أشهر من انتخابات نوفمبر، لا يمكن وصف هذه الدورة الرئاسية بأنها كانت اعتيادية، إذ تهيمن على العملية الانتخابية مداولات عزل ترامب التي ستبلغ أوجها السبت مع توقع تبرئته شبه المؤكدة في مجلس الشيوخ الذي يهمين عليه الجمهوريون.
وعلى الرغم من أن ثلاثة رؤساء فقط من الذين فازوا بترشيح ولاية آيوا من الحزبين أصبحوا رؤساء للولايات المتحدة، وهم جيمي كارتر 1976، وجورج دبليو بوش عام 2000 وباراك أوباما عام 2008، إلاّ أنّ الولاية، ومعها ولاية نيو هامبشاير التي تحلُّ كمحطة ثانية في السباق الانتخابي، تُشكلان أهمية بالغة في أولويات المرشحين لانتخابات الرئاسة الأميركية، لدرجة أن الاعتقاد السائد حالياً يشير إلى أنّ من يفوز بترشيح الولايتين، تصبح حظوظه كبيرة للفوز بترشيح حزبه في نهاية السباق.