تعاون مغربي - إسباني فعّال في مكافحة الإرهاب والجرائم السيبرانية

أغادير (المغرب) - بحث المدير العام للأمن الوطني المغربي عبداللطيف حموشي، الجمعة بمدينة أغادير (جنوب)، مع المدير العام للشرطة الوطنية الإسبانية فرانسيسكو باردو بيكيراس، سبل تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والسيبرانية.
وأكد بيكيراس في تصريح صحفي عقب المباحثات، التي عقدت على هامش الدورة الخامسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني المغربي، على “التعاون الفعال جدا، القائم بين المديرية العامة للأمن والشرطة الإسبانية، لاسيما وأن إسبانيا والمغرب، بلدان جاران وصديقان يتعاونان في المجالات كافة، بما في ذلك الميدان الأمني".
وأوضح أن “المؤسستين بالمغرب وإسبانيا تتعاونان في مجال التأهيل، الذي يعد أساسيا حتى يتسنى ضمان أمن مواطني البلدين”، مشددا على أن “قوات وأجهزة الأمن في جميع أنحاء العالم تواجه حاليا تحديات شاملة لا يمكن مواجهتها بفعالية إلا من خلال التعاون الدولي".
وانطلقت أمس الدورة الخامسة لـ”أيام الأبواب المفتوحة”، للمديرية العامة للأمن الوطني، تحت شعار “الأمن الوطني: مواطنة، مسؤولية وتضامن".
والأسبوع الماضي شارك عبداللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، في فعاليات الاحتفالات الرسمية للذكرى السنوية المائتين لتأسيس جهاز الشرطة الوطنية بالمملكة الإسبانية، مع عدد من المسؤولين الأمنيين الإسبان فرانسيسكو باردو بيكيراس، المدير العام للشرطة الوطنية، وأوخينيو بيرييرو بلانكو، المفوض العام للاستعلامات.
واستعرض حموشي في المباحثات مع رؤساء الأجهزة الأمنية الإسبانية النتائج المهمة التي تم تحقيقها في مجال التعاون الأمني الثنائي، خصوصا في مجال التنسيق الاستخباراتي والمساعدة التقنية لمواجهة تهديدات الخطر الإرهابي، ومختلف صور الجريمة المنظمة، لاسيما شبكات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وتهريب المخدرات وغيرها.
من جهة أخرى، أبرز بيكيراس بأغادير، أن وفد الشرطة الوطنية الإسبانية المشارك في الدورة الخامسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني يتشرف بحضور هذا الحدث، والوقوف عن قرب على الجهود التي تبذلها المديرية العامة للأمن الوطني من أجل تحديث جهاز الشرطة المغربية.
وترأس المغرب في يونيو الماضي في نيويورك، بشكل مشترك مع بعض الدول من ضمنها إسبانيا في شخص مدير مكافحة الإرهاب في وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية، كارلوس رويز، حدثا رفيع المستوى حول أنشطة مكاتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، حيث ركز ممثل المملكة، على مساهمة أجهزة الأمن الوطني التي تنفتح على التعاون مع شركاء موثوقين، من أجل بذل جهود ملموسة تمكن من تحقيق نتائج إيجابية.
وأكد خالد الشرقاوي السموني، مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن "إسبانيا تدرك أهمية التعاون مع المغرب الذي يعتمد إستراتيجية أمنية متعددة الأبعاد في مجال مكافحة التطرف العنيف والجريمة الإرهابية نظرا لما يشهده العالم من تقدم في مجال التكنولوجيا الحديثة والإعلام الرقمي، وأيضا من مخاطر وتهديدات الجريمة الإلكترونية أو السيبرانية، والتي ساعدت على رصد العديد من الخلايا الإرهابية في إسبانيا كما نتج عن التعاون الأمني الثنائي تفكيك مجموعة من عصابات التهريب الدولي للمخدرات والبشر”.
وأضاف في تصريح لـ”العرب”، أن “المغرب أصبح فاعلا محوريا في مجال مكافحة الإرهاب في أوروبا وأفريقيا منذ أن طورت المملكة طرق محاربة الإرهاب، وتعزّز ذلك بإحداث المكتب المركزي للتحقيقات القضائية في مارس 2015 الذي يؤدي دورا مهما ورئيسا في مكافحة الجريمة الإرهابية والجريمة المنظمة" .
ولفت السموني إلى أن "المغرب كان دائما حريصا على إقامة علاقات قوية مع إسبانيا، وبرهن على حسن النوايا مع هذه الجارة وعلى التعاون المثمر على عدة أصعدة، خاصة على الصعيد الأمني ومكافحة الهجرة السرية، موضحا أن “الرباط يلعب دورا رائدا، يحظى بإشادة واعتراف من طرف المجتمع الدولي".
وبلغ التعاون الأمني بين البلدين مستويات مهمة تتصدر فيه الهجرة غير النظامية ومحاربة الإجرام الدولي والإرهاب عناصر قوية وأساسية، حيث قدمت الأجهزة الأمنية في إسبانيا والمغرب دليلا على ذلك من خلال العمليات المشتركة التي نفذتها مؤخرا ضد شبكات الاتجار بالمخدرات والهجرة غير النظامية على وجه الخصوص.
ولتوسيع مجال التعاون في مجال الإجرام الدولي والإرهاب، قام وزير الداخلية الإسباني في حكومة بيدرو سانشيز الثانية فرناندو غراندي مارلاسكا في يناير الماضي بزيارة إلى الرباط لتعزيز هذا التعاون الأمني وتطويره. واعتبر مارلاسكا التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية والتعاون الأمني، أفضل نموذج للتعاون معروف بين أوروبا وأفريقيا.
ويثبت المغرب دائما قدرات القوية في مجال محاربة الإجرام الدولي والإرهاب والجريمة المنظمة، ما شجع الإسبان على الاستفادة من الخبرة المغربية وتعزيز اتفاقية تعاون في مجال مكافحة الجريمة بين البلدين في العام 2019، هدفها تطوير التعاون بين الجانبين في مجال مكافحة 18 نوعا من الأفعال الإجرامية، وعلى رأسها الإرهاب، والاتجار غير المشروع بالمخدرات والجرائم التي تمس حياة الناس وسلامتهم الجسدية، والاعتقال والاختطاف غير القانونيين.