تعاطف دولي مع الصومال بعد هجوم مقديشو

مقتل ما لا يقل عن 90 شخصا وإصابة العشرات في انفجار شاحنة ملغومة عند نقطة تفتيش مزدحمة بالعاصمة مقديشو، في أسوأ هجوم يشهده هذا البلد منذ ما يزيد على عامين.
الأحد 2019/12/29
وحشية ملغومة

 مقديشو - تعرضت العاصمة الصومالية مقديشو السبت إلى أحد أسوأ الهجمات التي يشهدها هذا البلد في الآونة الأخيرة، حيث ذهب ما لا يقل عن 90 شخصا ضحية انفجار شاحنة ملغومة عند نقطة تفتيش كما أصيب العشرات. وكان الهجوم موضوع تعاطف دولي كبير مع الصومال وإدانات عربية وغربية.

وقال وزير الخارجية الصومالي أحمد عوض إن القتلى بينهم العديد من الطلبة ومواطنان تركيان.

وذكر تقرير لمنظمة دولية، طلبت عدم ذكر اسمها، أن عدد القتلى تجاوز الـ90 شخصا. وقال عضو في البرلمان الصومالي إنه أُبلغ بأن عدد القتلى تجاوز الـ90 شخصا منهم 17 من أفراد الشرطة.

وقال عبدالقادر عبدالرحمن حاج أدن، مؤسس خدمة آمن للإسعاف، إن عشرات الأشخاص أصيبوا.

وقال شهود إن فريقا صغيرا من المهندسين الأتراك كان عند نقطة تفتيش إكس – كنترول وقت وقوع الانفجار حيث كان المهندسون يعملون في تشييد طريق من نقطة التفتيش إلى المدينة. وأضافوا أن الانفجار دمر سيارة مهندسين.

وقال وزير الخارجية الصومالي في وقت لاحق إن اثنين من المهندسين الأتراك قتلا في الانفجار، موضحا أن الكثير من القتلى كانوا “طلابا طموحين ورجالا ونساء يعملون بجد”.

وأكدت وزارة الخارجية التركية مقتل اثنين من مواطنيها.

وقال علي عبدي علي هوشو، وهو مسؤول في وزارة الشؤون الخارجية، على تويتر إن نقطة التفتيش كانت أيضا نقطة لتحصيل الضرائب.

أسوأ هجوم أسفر عن قتلى
أسوأ هجوم أسفر عن قتلى

وبعد الانفجار، قال سبدو علي (55 عاما) الذي يسكن بالقرب من موقع الانفجار إنه غادر منزله وأحصى 13 قتيلا على الأقل. وأضاف “عشرات المصابين كانوا يصرخون طلبا للمساعدة لكن الشرطة فتحت النار على الفور فهرعت عائدا إلى منزلي”.

ونُقل المصابون إلى مستشفى المدينة حيث رأى شاهد عشرات الجرحى يصلون إلى المكان في سيارات الإسعاف.

وقالت ممرضة إن المستشفى استقبل أكثر من 100 مصاب.

وتجمع أقارب المصابين أمام المستشفى ووقفوا عند مدخله يبكون ويبحثون عن معلومات عن ذويهم.

وقال رئيس بلدية مقديشو عمر محمود، للصحافيين من مكان الانفجار، إن الحكومة تؤكد إصابة أكثر من 90 مدنيا على الأقل في الانفجار ومعظمهم طلاب.

ولم يتسن الحصول على تعقيب من الشرطة بخصوص عدد القتلى.

ولم تعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن الانفجار. لكن حركة الشباب الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة تشن مثل هذه الهجمات بانتظام في محاولة لتقويض الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة وقوات من الاتحاد الأفريقي.

وكان أسوأ هجوم أسفر عن قتلى واتُّهمت حركة الشباب بالمسؤولية عنه في أكتوبر 2017 عندما انفجرت شاحنة ملغومة بجوار صهريج وقود في مقديشو مما أدى إلى حريق هائل أودى بحياة نحو 600 شخص.

وانبثقت الحركة عن اتحاد المحاكم الإسلامية الذي كان يسيطر في الماضي على وسط وجنوب الصومال وتشير تقديرات إلى أن عدد عناصره بلغ ما بين 5000 و9000. وبايعت الحركة سنة 2010 تنظيم القاعدة.

وفي 2011، أُجبر عناصر حركة الشباب الإسلامية على الفرار من العاصمة الصومالية لكنهم خسروا مذاك العديد من معاقلهم. إلا أنهم لا يزالون يسيطرون على مناطق ريفية في محيطها ويشنّون هجمات ضد السلطات.

وأدانت دول عربية وغربية هجوم مقديشو، من بينها الإمارات ومضر وتركيا والأردن وروسيا.

كما أدانته منظمات وهيئات إقليمية كالبرلمان العربي ومرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية.

2