تطور البنية التحتية للاتصالات يقفز بنمو تدفق الإنترنت في السعودية

10.67 مليار دولار حجم استثمارات الحكومة في القطاع خلال 3 سنوات.
الخميس 2021/05/20
حلول تدعم انتشار الإنترنت

استطاعت السعودية في غضون بضع سنوات بفضل تطوير البنية التحتية للاتصالات والاستثمار في التكنولوجيا إلى أن تكون من بين أعلى بلدان العالم في سرعة نمو حركة البيانات عبر الإنترنت. ويتوقع محللون أن يؤدي التطور في تقديم الخدمات إلى ظهور متطلبات جديدة تتعلق بعرض النطاق وقابلية التوسع.

الرياض - حققت السعودية قفزة مهمة في سرعة تدفق الإنترنت على مستوى العالم بعد أن فرضت التحولات المتسارعة في مجال الاتصالات على البلد الخليجي التركيز على التكنولوجيا لتعزيز كفاءة هذا المجال.

وأسهمت جهود الحكومة في تطوير الخدمات المتنقلة وتحفيز الاستثمار في البنية الأساسية اللاسلكية بنحو 40 مليار ريال (10.67 مليار دولار) خلال السنوات الثلاث الماضية من أن تجعل السعودية ضمن أسرع 10 دول في العالم في سرعة تدفق الإنترنت.

وتظهر أحدث التصنيفات الدولية كذلك أن السعودية تحتل المرتبة الثانية في مجموعة العشرين في توفير الطيف الترددي لتقديم خدمات الاتصالات المتنقلة.

وكان تصنيف السعودية في العام 2017 في المركز 105 عالميا بمعدل سرعة لا يتجاوز 7 ميغابايت في الثانية وهو أمر تقول الحكومة إنه لا يتناسب مع القيمة والأدوار الإقليمية والعالمية التي تضطلع بها البلاد.

ويرجّح خبراء أن تتقدم السعودية في سلم التصنيف نتيجة تواصل الطلب القوي من الشركات والأفراد ومستخدمي الأجهزة المتنقلة على خدمات الفيديو المتطورة مثل تقنية الوضوح العالي والوضوح الفائق لمقدمي الخدمات عبر أنحاء الشبكات، ولجميع أنواع الأجهزة، مع التركيز على جودة الخدمة وسهولة الاستخدام والسعر كعوامل رئيسية للنجاح.

وتأتي هذه القفزة في التنصيف ضمن برنامج التحول الرقمي، الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والمنبثق عن “رؤية 2030″، والتي تهدف إلى تهيئة بنية أساسية رقمية قوية تقوم بدعم وتحفيز القطاعات الحكومية والخاصة لمواءمة منظومتها التشغيلية.

السعودية ضمن أسرع 10 دول في العالم في تدفق الإنترنت والثانية في مجموعة الـ20 في خدمات الاتصالات المتنقلة

ولتحقيق تلك الغاية أطلقت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية مبادرة إعادة توزيع “الطيف الترددي”، الذي يعد أحد الموارد الطبيعية المحدودة بالبلاد ويستخدم في الصناعات والتقنيات اللاسلكية الحديثة، بالإضافة إلى أنظمة المراقبة والتحكم والاستشعار والبث اللاسلكي وغيرها.

وقامت الهيئة بالتنسيق مع جهات حكومية وخاصة بتحرير نحو 800 ميغاهرتز من الاستخدامات المتقادمة وأعادت توزيعها لتكون متاحة للاستخدام التجاري من قبل مقدمي خدمات الاتصالات المتنقلة لاستخدامها في زيادة سعة الشبكات اللاسلكية وتحسين جودة الخدمات.

وعقدت الهيئة بين عامي 2017 و2019 أربعة مزادات علنية زاد خلالها مجموع الترددات المخصصة لشبكات الاتصالات المتنقلة من 260 ميغاهرتز إلى 1110 ميغاهرتز، ما أدى إلى زيادة متوسط سرعة التحميل للإنترنت عبر الشبكات المتنقلة أكثر من 10 أضعاف.

وتحتاج البنية التحتية للاتصالات في السعودية أن تكون شبكات الإنترنت ذكية ومرنة بما فيه الكفاية لدعم التقديم المتواصل للتطبيقات الجديدة وتحديثاتها على الشبكات الثابتة والمتنقلة، فيما ينشط كثير من مقدمي الخدمة في عملية التنسيق مع مطوري التطبيقات لتقديم خدمات أفضل.

ولذلك تتجه الحكومة إلى نشر خارطة طريق للاستخدام التجاري والمبتكر للطيف الترددي تستمر حتى العام 2023 تتضمن توفير أكثر من 22 غيغاهرتز للاستخدامات اللاسلكية المبتكرة والذكية.

وتهدف هذه الخطوة إلى دعم وتمكين تبنّي تقنيات الجيل الخامس من الاتصالات المتنقلة، والجيل السادس من “الواي فاي”، والشبكات اللاسلكية متناهية السرعة، ومنظومات الأقمار الصناعية للخدمات عريضة النطاق.

وأيضا دعم أنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي بما تتيحه من خدمات وخيارات ذكية يمكن الاستفادة منها في تطبيقات تشمل المنازل والعدادات الذكية، والسيارات المتصلة، وإدارة الأساطيل (المركبات أو الروبوتات) وغيرها من التطبيقات.

وكذلك إتاحة نطاقات تردّدية متعددة لغرض تجربة وتطوير التقنيات والأنظمة الراديوية الناشئة والمتقدمة مثل المنصات العالية الارتفاع وأنظمة النقل اللاسلكية الذكية، بالإضافة إلى إتاحة نطاقات ترددية كافية لتعزيز البث الإذاعي الرقمي في المملكة.

القفزة في التنصيف تأتي ضمن برنامج التحول الرقمي، الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والمنبثق عن “رؤية 2030"

وتسهم السعودية بهذه المبادرة التي تهدف إلى إتاحة هذا الكم غير المسبوق من الترددات وتخصيصها للاستخدامات التجارية والمبتكرة في تأسيس توجّه رائد إقليميا ودوليًّا لتمكين تعدد التقنيات اللاسلكية المستخدمة لنطاق ترددي محدود.

ومن المتوقع أن تطرح هيئة الاتصالات السعودية عدة نطاقات ترددية من خلال المزادات العلنية خلال العام الحالي والقادم.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الهيئة “ستقوم في هذه المزادات بطرح عدة نطاقات ترددية ذات قيمة اقتصادية عالية ستمكن من تحسين الخدمات المقدمة للعموم، حيث تضع المملكة كأكثر دولة في العالم تخصيصا للطيف الترددي لخدمات الجيل الخامس”.

وقطعت السعودية خطوات متقدمة في السباق العالمي نحو دخول عصر شبكة الجيل الخامس للاتصالات (5 جي)، والذي يقول الخبراء إنه سيمهد الطريق لفتح أبواب الثورة الصناعية الرابعة، التي تعتمد بشكل أساسي على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وكانت زين للاتصالات أول شركة في السعودية أدخلت خدمة تقنية الجيل الخامس في أبريل 2018 وذلك بالتعاون مع شركة نوكيا، مما يعزز من خطوات تقديم الخدمات بكفاءة أعلى.

وأشارت العديد من الدراسات الدولية إلى أن استمرار تبني الشركات لحلول الفيديو مثل مؤتمرات الفيديو عبر الإنترنت بتقنيات الوضوح العالي والفيديو عند الطلب، قد يُحفّز نموا أكبر في نشاط الشركات المقدمة لخدمات الإنترنت.

11