تصعيد تركي في المتوسط يدفع اليونان إلى تعزيز قوة الردع

أثينا – قال وزير المالية اليوناني خريستوس ستايكوراس إن بلاده تجري محادثات مع فرنسا وبلدان أخرى بشأن مشتريات أسلحة لتدعيم قواتها المسلحة مع تصاعد التوتر حول موارد الطاقة في البحر المتوسط، فيما أثنى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء على قوة الجيش التركي بعد تمديد مهمة للتنقيب عن الغاز وضعت بلاده في مواجهة مع الاتحاد الأوروبي.
وأضاف ستايكوراس أن بلده مستعد لإنفاق جزء من احتياطاته النقدية لشراء أسلحة وغيرها من الوسائل التي ستساعده في زيادة “قوة الردع” بعد أعوام من تقليص الإنفاق الدفاعي، مضيفا “نجري محادثات مع فرنسا، وليس هي فحسب، من أجل زيادة إمكانيات بلدنا الدفاعية”.
وتابع المسؤول اليوناني “لم يتم اتخاذ قرارات نهائية حتى الآن”، بينما ذكرت وسائل إعلام يونانية أن أثينا اتفقت على شراء 18 مقاتلة من طراز رافال من فرنسا.
وهناك نزاع بين اليونان وجارتها تركيا بشأن عدة قضايا منها تداخل المطالب بحقوق السيادة على موارد الهيدروكربونات في المنطقة استنادا إلى وجهات نظر متضاربة حول امتداد الجرف القاري للبلدين.
ومددت تركيا الاثنين عمليات التنقيب عن الغاز في منطقة غنية بالمحروقات في شرق البحر المتوسط والتي نددت بها اليونان، متجاهلة الدعوات الدولية لتخفيف التوتر مع أثينا.
وتتهم اليونان تركيا بانتهاك سيادتها، فيما تقول أنقرة إن حليفتها في حلف الاطلسي تتبع نهجا “متشددا” لا يترك فرصة للمباحثات.
ويأتي تمديد المهمة وسط تصاعد التوتر، الذي اتسم باستعراض القوة، حيث أجرت تركيا واليونان الأسبوع الماضي مناورات بحرية متنافسة.
ويراقب الاتحاد الأوروبي النزاع بقلق متزايد، مع قيادة ألمانيا جهودا لحمل الأطراف على تخفيف حدة لهجتهم وتسوية خلافاتهم من خلال المحادثات.
وكانت أنقرة أرسلت سفينة عروج ريس ترافقها سفن حربية إلى جنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية في 10 أغسطس، ما أثار غضب أثينا وصعّد التوتر القائم بالفعل بين البلدين.
وردت اليونان بإطلاق مناورات بحرية بمشاركة عدة أعضاء في الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات ليس ببعيد عن مناورات أجرتها تركيا بين جزيرتي قبرص وكريت الأسبوع الفائت.
والثلاثاء، هاجم الرئيس التركي الدول التي يتهمها بأنها تريد حرمان تركيا من حقها بالحصول على حصتها من موارد الغاز، دون أن يسميها.
وقال أردوغان إنّ “تركيا لن يروعها تحالف اليونان مع قوة عسكرية أوروبية مثل فرنسا”. وفي إشارة إلى تهديد باستمرار الأزمة، أعلن أردوغان أن عروج ريس “تواصل بتصميم أنشطتها”.
والجمعة، حذّر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تركيا من احتمال فرض عقوبات جديدة عليها، تشمل تدابير اقتصادية واسعة النطاق، ما لم يتم تحقيق تقدم باتّجاه خفض منسوب التوتر في شرق المتوسط، فيما قوبلت التهديدات الأوروبية بتجاهل تركي.
وقال بوريل إن وزراء خارجية التكتل “اتفقوا على أنه في غياب التقدم من جانب تركيا، قد نضع قائمة بمزيد من الإجراءات” يتوقع مناقشتها خلال قمة في بروكسل من المقرر عقدها في 24 سبتمبر.
وأضاف أن التكتل يرغب بمنح “الحوار فرصة جدية” لكنه ثابت في دعم اليونان في الأزمة، ما عزز المخاوف من إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية.
وكادت اليونان وتركيا تخوضان حربا في عام 1974 بشأن قبرص التي باتت منقسمة منذ ذلك الحين حيث تدير إدارة من القبارصة الأتراك تعترف بها تركيا فقط الثلث الشمالي بينما تدير حكومة من القبارصة اليونانيين تحظى بالاعتراف الدولي الثلثين الواقعين في الجنوب.