تصاعد التكهنات بشأن إقالة محافظ البنك المركزي التركي في ظل أزمة الليرة

الرئيس التركي يستمر في التضحية بمحافظي البنك المركزي في ظل رفضهم لتطبيق أفكاره الشعبوية والتي من بينها تخفيض سعر الفائدة.
السبت 2021/10/09
أردوغان يضحي بالكثير من محافظي البنك المركزي الرافضين لتطبيق أفكاره

تصاعدت التكهنات بأن يُقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إقالة محافظ البنك المركزي شهاب قاوجي أوغلو الذي فقد التواصل بأردوغان منذ أسابيع في ظل تأخر خفض سعر الفائدة، وسط تدهور حاد لليرة التركية ترجمه التراجع القياسي لها مقابل الدولار الجمعة.

أنقرة- تزايدت التوقعات الجمعة بأن يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإقالة محافظ البنك المركزي شهاب قاوجي أوغلو مع تراجع قياسي لليرة مقابل الدولار، وسط تصاعد المخاوف بشأن مصداقية السياسة النقدية وقوة الدولار.

ودأب أردوغان على التضحية بمحافظي البنك المركزي، خاصة في ظل رفضهم لتطبيق أفكاره الشعبوية التي لا تقنع الخبراء الاقتصاديين والتي من بينها تخفيض سعر الفائدة.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة إن الرئيس التركي  أردوغان بدأ يفقد الثقة في محافظ البنك المركزي  قاوجي أوغلو، بعد أقل من سبعة أشهر من إقالته لسلفه. وأضافت المصادر أن الاثنين لم يتواصلا كثيرا في الأسابيع الماضية.

ميرال أكشينار: أردوغان قد يقيل محافظ البنك المركزي للتنصل من المسؤولية

وذكرت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الأمر، أن أردوغان يشعر بخيبة أمل من تأخير خفض سعر الفائدة حتى الشهر الماضي فقط. وقالوا إنه لم يتضح ما قد يفعله أردوغان إذا أقدم أصلا على أي تصرف. ولم يرد مكتب الرئاسة على طلبات للتعليق على ثقة أردوغان في قاوجي أوغلو.

وكان أردوغان قد أقال فجأة ثلاثة محافظين للبنك المركزي خلال العامين ونصف العام الماضية بسبب خلافات سياسية، مما أدى إلى تقويض الليرة وإلحاق ضرر شديد بمصداقية السياسة النقدية والقدرة على التنبؤ بها.

وقال محللون إن الخفض المفاجئ لسعر الفائدة الشهر الماضي كان دليلا آخر على التدخل السياسي نظرا لأن أردوغان، الذي يصف نفسه بأنه عدو لأسعار الفائدة، سعى منذ فترة طويلة  لتطبيق إجراءات التحفيز رغم ارتفاع التضخم. ونتيجة لذلك سجلت الليرة مستويات منخفضة قياسية.

ولم يتطرق أردوغان علنا إلى خفض أسعار الفائدة ورفض البنك المركزي التعليق على مزاعم التدخل في سياساته النقدية. وترى أوساط سياسية تركية أن أردوغان يسعى للتفصي من مسؤولية حالة التدهور الاقتصادي التي تشهدها تركيا.

وقالت ميرال أكشينار زعيمة حزب الخير التركي المعارض في وقت سابق إن أردوغان قد يقيل محافظ البنك المركزي قريبا إذ يتناسب مع النمط المعتاد للرئيس المتمثل في “التنصل من المسؤولية” بعد القرارات السيئة.

وذكرت المصادر، المقربة من الرئاسة، أن أردوغان يشعر بخيبة أمل لأن قاوجي أوغلو لم يتمكن من خفض التضخم في الأشهر القليلة الماضية.

وتراجعت الليرة التركية واحدا في المئة إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الدولار الجمعة تحت وطأة مخاوف بشأن مصداقية السياسة النقدية وكذلك قوة الدولار.

واستقرت الليرة عند 8.9650 للدولار الساعة 08:21 بتوقيت غرينتش، مبتعدة عن أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 8.9750 لكن أقل من إغلاق الخميس عند 8.8800. وتراجعت العملة التركية 17 في المئة مقابل الدولار هذا العام.

ويسعى أردوغان لفرض سياسة نقدية تقوم دوما على التناقضات، بحسب ما يراه الخبراء، ما تسبب في أزمة قاسية لليرة، كما أنه يحاول تحميل سياسات البنك المركزي مسؤولية التدهور الاقتصادي، دون أن يعترف بأخطائه في الخيارات التي فرضها.

الرئيس التركي بدأ يفقد الثقة في محافظ البنك المركزي  قاوجي أوغلو، بعد أقل من سبعة أشهر من إقالته لسلفه

وانتهج الرئيس التركي طيلة السنوات الماضية سياسة المغامرة بخفض أسعار الفائدة، وفرض إرادته على البنك المركزي بإجراء خفض كبير في أسعار الفائدة، ما تعارض مع الوضع الهش للتوازنات المالية والاقتصادية، وانعكس بسرعة ووضوح في اتجاه انهيار متسارع لليرة التركية.

ويرفض أردوغان استقلالية المركزي التركي في اتخاذ القرارات، وكان قد استغل سلطاته التنفيذية في يوليو 2019 لفصل مراد تشتين قايا محافظ البنك آنذاك، ما قوض استقلال البنك المركزي وسياسته النقدية.

5