تشدد جونسون يدفع باتجاه بريكست دون اتفاق

بروكسل- ذكرت مينا أندريفا المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي أن التكتل الأوروبي وبريطانيا تمسكا بموقفيهما من بريكست خلال محادثات جرت في بروكسل الخميس، فيما تتواصل الأزمة بعد تولي بوريس جونسون رئاسة الوزراء في بريطانيا.
وبحسب المتحدثة فقد التقى ديفيد فروست، مستشار جونسون للشؤون الأوروبية، بإيلزي جوهانسون وستيفاني ريسو من المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد. ويتولى فروست منصبه خلفا لمستشار ماي السابق للشؤون الأوروبية أولي روبنز الذي واجه انتقادات من مؤيدي بريكست لجهة أنه متعاطف مع الاتحاد الأوروبي.
وصرحت المتحدثة، مينا أندريفا، للصحافيين في بروكسل “لقد كان اجتماعا تمهيديا وأكد كل جانب موقفه”، مضيفة أن “الفرصة ستتاح لرئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر وجونسون للالتقاء في اجتماع مجموعة السبع في بياريتز”.
والتقى فروست، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الذي عين مسؤولا عن الشؤون الأوروبية، الأربعاء كذلك بمسؤولة أخرى من المفوضية الأوروبية هي كلارا مارتينز ألبيرولا.
ويطالب جونسون الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن رفضه إعادة التفاوض على بنود رئيسية في اتفاق بريكست الذي تم إبرامه العام الماضي مع سلفه تيريزا ماي، وإلا فإن بريطانيا يمكن أن تخرج من دون اتفاق في 31 أكتوبر القادم.
وأكد القادة الأوروبيون أن اتفاق الانسحاب، الذي يجدد شروط خروج بريطانيا بعد 46 عاما من العضوية، نهائي، إلا أنهم مستعدون لإعادة فتح المناقشات حول العلاقة المستقبلية الموجودة في “الإعلان السياسي” المرفق بالاتفاق.
ويطالب جونسون بإعادة النظر في بند شبكة الأمان الذي يحدد العلاقات بين أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وأيرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة. وينصّ الترتيب المثير للجدل بشأن “شبكة الأمان” أو “باكستوب” على إبقاء كامل المملكة المتحدة في اتحاد جمركي لتجنّب إعادة الحدود الفعلية بين أيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا وجمهورية أيرلندا العضو في الاتحاد.
ويرى جونسون أن تهديد الخروج الفوضوي من الاتحاد الأوروبي سيجبر بروكسل على الإذعان ومنح لندن شروطا أفضل ستتيح لها إبرام اتفاقيات تجارية مع قوى عالمية مثل الصين والولايات المتحدة. ويتمحور حلّ جونسون بشأن هذه الحدود حول اقتراحات رفضها الاتحاد الأوروبي والقادة الأيرلنديون لأنها إما غير قابلة للتطبيق وإما غير كافية.
وفي مجلس العموم البريطاني، تبدو حظوظ جونسون في حسم ملف بريكست ضئيلة داخل برلمان منقسم بشأن استراتيجية الانفصال، بعد أن تناقلت تقارير إعلامية وجود محادثات سرية بين عدد من وزراء تيريزا ماي الذين أقالهم جونسون وحزب العمال المعارض من أجل التصدي داخل مجلس العموم لانفصال المملكة المتحدة من دون اتفاق.
ويؤكد مراقبون أن هؤلاء المشرعين يستطيعون الإطاحة بالحكومة بتصويت على حجب الثقة، ما يضع جونسون أمام حتمية إجراء انتخابات مبكرة على أمل الحصول على أغلبية برلمانية تساند خططه.
ويبدو أن وضوح نهج رئيس الوزراء الجديد في التعامل مع ملف بريكست ساهم في ارتفاع شعبية المحافظين، إلا أن تنفيذ استراتيجيته وتعهداته قد تصطدم برفض برلماني إذا ما مضى قُدما في العمل على الانفصال من دون اتفاق.
وذكرت صحيفة الأوبزرفر أن وزير المالية البريطاني السابق فيليب هاموند، الذي ترك الحكومة قبل تولّي بوريس جونسون منصب رئيس الوزراء، أجرى محادثات سرية مع حزب العمال المعارض بشأن كيفية وقف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك قد سارع إلى تهنئة جونسون وقال “أتطلع إلى لقائك لمناقشة تعاوننا بالتفصيل”. وبدوره، حذّر رئيس وزراء أيرلندا ليو فارادكار بوريس جونسون، قائلا إنّ “الإيحاء بأنّه يمكن الحصول على اتفاق جديد في أسابيع أو أشهر ليس واقعيا على الإطلاق”.