تسمم المئات في العراق.. السلطات حائرة ومواقع التواصل تتقصى الحقيقة

يشكك ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق في حادثة تسمم المئات من المواطنين بسبب الفلافل في ميسان العراقية، فالأعداد تتزايد رغم إغلاق المطعم والحقيقة غائبة وسط معلومات عن انتشار حالات تسمم في محافظات أخرى ونشاط لنظرية المؤامرة وتسمم المياه.
بغداد- حالة من الغضب يعيشها العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تسمم المئات من المواطنين بعد تناولهم الفلافل من مطعم في محافظة ميسان العراقية، وسط غياب للمعلومة الصحيحة من الجهات الرسمية عن حقيقة التسمم وأعداد الحالات الآخذة في الازدياد.
وذكرت تقارير إعلامية وناشطون على مواقع التواصل أن مطعما شعبيا مختصا في بيع الفلافل وسط مدينة العمارة مركز محافظة ميسان، تسبب بالمئات من حالات التسمم السبت الماضي.
وتبيّن أن هذا المطعم غير مجاز صحيا، وأقدمت السلطات الأمنية والصحية على إغلاقه وفتح تحقيق بحق صاحبه، وأعلنت محكمة تحقيق العمارة في ميسان الاثنين اتخاذها إجراءات لتوقيف صاحب مطعم وستة متهمين آخرين على خلفية تسمم غذائي للعشرات من المواطنين في المحافظة ووفاة أحدهم.
وقال مسؤول إعلام دائرة صحة ميسان محمد الكناني إن حالات التسمم بسبب مطعم الفلافل ارتفعت إلى 242 حالة، موضحاً أن جميعهم يخضعون للرعاية الصحية في هذا الوقت ويتم مراقبة وضعهم على مدار الساعة تحسبا لأي تطور.
وأشار الكناني إلى تسجيل حالة وفاة واحدة نتيجة حالة التسمم، مبيّنا أن الجثة أرسلت إلى الطب العدلي لإكمال الإجراءات القانونية لها وبيان سبب الوفاة الحقيقي.
لكن القصة لم تنته بإغلاق المطعم واستمرت الحالات بازدياد في الأيام التالية، ووفق تعليقات المستخدمين، فإن التسمم في أقصى الأحوال يكون خلال مدة أقصاها 48 ساعة والمطاعم المشكوك بها أغلقت وحالات التسمم في محافظة ميسان في تزايد مستمر والوضع مربك وقلق جدا في المحافظة ولم يبيّن المسؤولون نتائج التحاليل وأسباب التسمم.
ويتناقل المستخدمون أعدادا متفاوتة حول بشأن الأشخاص الذين تعرضوا للتسمم كما رصدت حالات تسمم في محافظات أخرى مثل ذي قار وكربلاء وبابل، ما أدى إلى انتشار الشائعات والمعلومات المتضاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما ألقى الناشطون بالمسؤولية على الجهات الرسمية التي تبدو غائبة عن هذه الكارثة. وقال أحدهم:
وكتب مغرد:
mustafa10_8@
لماذا لم نجد موقفا من قبل وزارة الصحة والحكومة المحلية والمركزية حول الأعداد المصابة لماذا هذا الاستخفاف بأرواح الأبرياء.
وسجلت دائرة صحة ميسان الاثنين ارتفاع أعداد حالات التسمم بحادثة مطعم الفلافل بالمحافظة فيما رجحت وجود “فايروس مائي” وراء الحادثة، بينما أفاد مصدر طبي الأربعاء برصد عدد من حالات الإصابة بالتسمم أغلبها لدى الأطفال من جنوبي محافظة ذي قار.
وأضاف المصدر لوسائل إعلام محلية أنه “تم رصد حالات تسمم في حدود الـ50 حالة أغلبهم من الأطفال في إحدى العيادات الخاصة بالناصرية”.
وشملت الأعراض المسجلة للمصابين، التقيء الحاد والإسهال والارتفاع في درجات حرارة المصابين، ولفت المصدر الطبي أنه “لم تعرف أسباب التسمم (حتى الأربعاء) ولكن من المحتمل أن يكون إما من الجو أو مياه الشرب، ولا نستطيع الاعتماد على تلك الأسباب لحين ظهور النتائج”.
وأوضح المصدر أنه “لا توجد رقابة من صحة ذي قار على المطاعم والباعة المتجولين، وهذه الحالات التي تم رصدها أعراضها مشابهة لحالات التسمم التي ظهرت في محافظة ميسان المجاورة لذي قار”. وعلق ناشط على غياب المعلومة الصحيحة بشأن القضية، قائلا:
وتفاعل ناشطون على هاشتاغ #ميسان_تستغيث بسبب الأوضاع السيئة للمستشفيات في محافظة ميسان وعدم توفر الأدوية وعجزها عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين. وكتب ناشط:
HM__SN@
أكثر من 600 حالة تسمم في ميسان دون أي جهد صحي لمعرفة السبب ونقص كبير في الأدوية في مستشفى الصدر وعدم الاهتمام بالمرضى. #ميسان_تستغيث
وشكك الكثير من المستخدمين برواية مطعم الفلافل المسؤول عن كل هذه الإصابات واعتبروها خالية من المنطق، وقالوا إن الأمر يحتاج إلى القليل من الإنصاف لصاحب المطعم، فحصيلة حالات التسمم في #ميسان ارتفعت إلى 500 شخص خلال 48 ساعة فهل من المعقول أن صاحب هذا المطعم الذي خسر سمعته ومصدر رزقه هو السبب؟
وأكد الكثيرون أن حالات تسمم تستمر بالازدياد في كربلاء وبابل معتبرين الموضوع أكبر من مطعم لبيع الفلافل، وأنه مثال لاستهتار الحكومة ومسؤولي ميسان والإعلام المأجور الذي يستغفل الشعب بقضية الفلافل للتغطية على الفساد وقتل الشعب بشتى الأنواع. وكتب ناشط:
ولم تصدر بيانات رسمية من جهات محددة حول القضية، فيما انتشرت تصريحات لمختلف المسؤولين في وسائل الإعلام المحلية، وقال مدير عام دائرة صحة ميسان، علي محمود العلاق في أحدها، الثلاثاء أن “مستشفيات الدائرة استقبلت منذ ظهيرة الأحد عددا كبيرا من الحالات التي تعاني من الإسهال الشديد والتقيؤ وارتفاع درجة الحرارة والمغص المعوي، وتم تشخيصها حسب أعراضها بأنها حالات تسمم غذائي”.
وأضاف العلاق أن “الحالات ازدادت بشكل تدريجي وصولا إلى ظهيرة الاثنين، حيث وصلت إلى 242 حالة”، لافتا إلى أن “معظم الحالات تمت معالجتها وأغلبها غادرت مستشفى الصدر العام في مدينة العمارة، ولا زالت بعض الحالات الحرجة موجودة في المستشفى ونتابعها ميدانيا بالعلاج”.
وأشار إلى أن “المعلومات توافرت من قبل المصابين بأن جميعهم تناولوا الطعام من أحد مطاعم مدينة العمارة، حيث جرى التنسيق مع قيادة شرطة ميسان ومديرية الأمن الوطني في المحافظة، وتم غلق المطعم مع أخذ نماذج من الأواني الموجودة، وهناك فريق متكامل من مختبر الصحة العامة يعمل لتحديد سبب التلوث سواء كان جرثوميا أو فايروسيا أو كيمياويا أو غيرها من الملوثات”.