تسلا تخفق في تثبيت تقنية الكاميرات في طرزها

بعد الادعاء بأن الكاميرات يمكن أن تحل محل تكنولوجيا الرادار في الطرز الحديثة للسيارات، تعمل تسلا على الرادار مرة أخرى، إذ يعتقد المختصون أن رهان الشركة الأميركية قد يكون على ميزات مساعدة السائق للكاميرا فقط قصير الأجل، وبالتالي فإن المصنعين قد يعيدون حساباتهم قبل السير في هذا الاتجاه.
لندن - تشكّل عودة شركة تسلا الأميركية المتخصصة في تصنيع المركبات الكهربائية إلى اعتماد أنظمة الرادار في مركباتها دليلا على أن الرهان على زرع الكاميرات يبدو قصير الأجل أو أنه غير ناجح على الأمد البعيد.
وتعتبر أنظمة الرادار أفضل من كاميرات الستريو عندما يتعلق الأمر بالرؤية لمسافات بعيدة، إلا أن هذه الأنظمة، بحسب خبراء، لا تتعرف على الألوان الخاصة بإشارات المرور أو اللافتات الإرشادية على الطريق أو العلامات الخاصة بحارات السير.
ويتم الاعتماد على أنظمة الرادار في المركبات منذ العام 2000، إذ يتم استخدامها على سبيل المثال في منظم السرعات المحافظ على مسافة الأمان.
وقبل عام واحد فقط، كانت تسلا تروج بأنها بدأت في نقل ما يسمى بـ”مصفوفات مستشعرات القيادة الذاتية الكاملة” والطيار الآلي من أجهزة الاستشعار بالموجات فوق الصوتية (يو.أس.أس) والرادار إلى نظام الكاميرا فقط المدعوم بواسطة نظام أي.آي يسمى "تسلا فيجن".
وشرعت الشركة في البداية في سحب وحدات الرادار وأجهزة الاستشعار بالموجات فوق الصوتية التي تتعامل مع الكشف المكاني بعيد المدى وقصير المدى على التوالي من طراز 3 سيدان والطراز واي متعدد الأغراض، ثم انتزعتها لاحقًا من طراز أس سيدان الأكبر وطراز واي في الإصدارات التي تم طرحها في 2022.
والآن، كشفت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية (أف.سي.سي) أن تسلا قد قدمت طلبات سرية وبدأت في البحث عن تمديد للاختبار والاستخدام - كما خمنت - أنظمة الرادار على متن الطائرة.
وفي قصة نشرها موقع "موتور تريند" المتخصص في عالم السيارات ذكر الخبير جاستن بانر الذي يكتب لهذه المنصة أنه يبدو أن تسلا كانت تختبر أنظمة الرادار منذ وقت سابق من هذا العام وقدمت طلبات سرية إلى أف.سي.سي مرة أخرى في يونيو.
والآن، بعد ما يقرب من ستة أشهر انتهى هذا الاتفاق وطلبت شركة السيارات الأميركية تمديدا إلى بداية فبراير المقبل على الأقل مع تاريخ إطلاق محتمل منتصف يناير 2023 لنظام الرادار الجديد الخاص بها.
وتُظهر معلومات أخرى على موقع أف.سي.سي أن رادار تسلا يعمل في طيف من 76 إلى 77 غيغا هرتز ولا ينبض للعمل، وهي تفاصيل تشير إلى رادار الموجة المستمرة بتشكيل التردد أف.أم.سي.دبليو.
وفي حالة عدم معرفة السائق لكيفية عمل الرادار، يرسل النظام نبضة إشارة واحدة على مدى فترة زمنية محددة وينتظر عودة تلك الإشارة إلى حساب المسافة والاتجاه.
ومع التردد أف.أم.سي.دبيلو.آر، وبدلا من نبض إشارة وانتظار عودتها، يرسل نظام الرادار هذا دائما إشارة وينظر إلى الفرق بين تردد ما تم إرساله وما ينعكس مرة أخرى لتحديد الموقع والمسافة.
وهذا في الواقع نظام أرخص بكثير للاستخدام وينتهي به الأمر أكثر دقة من الأنظمة النبضية لأنه نظام مستمر يبث ويستمع دائما.
ومع ذلك، فإن ما هو غير واضح هو ما يخبئه المستقبل لتسلا فيجن، البرنامج الذي يركز على الكاميرا والذي يعتمد على التعلم الآلي المستمد من تدفقات بيانات سيارات الشركة الأميركية لتحسين قدرات اكتشاف ما يدور حول السيارة أثناء السير والوعي المكاني لهذه الكاميرات بشكل مستمر.
وتُظهر الوثائق فقط بيانات الاختبار وطلبات السرية، ولكنها لا تنص صراحةً على أن رادار أف.أم.سي.دبليو سيكون بديلا كاملا لتلك الكاميرات أو ما إذا كان الرادار، كما كان قبل أن تسحب تسلا الرادار من مركباتها، سيزيد من تلك الكاميرات.
ولا تزال تسلا لا تستخدم نظام ليدار وهو نظام رادار قائم على الليزر اتخذه الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك عكازا لصناعة السيارات واعتمادها للمركبات ذاتية القيادة.
ونظرا إلى الثقة المماثلة التي أظهرها العام الماضي في كون الرادار غير ضروري وكيف تقدمت هذه العملية لا تحسب هذه التقنية الأكثر تكلفة من تسلا حتى الآن.
ويقول بانر إنه "كان من المفترض أن تصنع تسلا فيجن مركبات مستقلة أو على الأقل شبه ذاتية ترى العالم مثلما نرى، ولكن يبدو أن هذا الأمر صعب التحقيق".
ولا تنظر الشركة إلى أبعد من الحوادث العديدة مع سيارات تسلا التي تشغل ميزات أوتوبيلوت وأف.أس.دي بيتا التي فشلت في اكتشاف الأشياء أو المركبات التي أمام السائق، أو حتى دمى الأطفال خلال اختبارات أجريت قبل أسابيع.
◙ تسلا لا تستخدم نظام ليدار القائم على الليزر والذي اتخذه ماسك عكازا لتصنيع سياراته واعتماده للمركبات ذاتية القيادة
وفي حين أنه من المفيد بالتأكيد أن تحاول تسلا سحب الكلفة والتعقيد من مركباتها عن طريق التخلي عن الرادار، إلا أن هناك سببا في أن معظم شركات صناعة السيارات الأخرى لديها ميزات مساعدة متقدمة للسائق.
والمساعدة في الحفاظ على مسار التوجيه الذاتي والتحكم التكيفي في التطواف، وهو في الأساس الثنائي الذي يشكل أداة الطيار الآلي في تسلا يستمر في تشغيل كل من الرادار والكاميرات.
وكل نظام له نقاط قوة مختلفة ويمكن استخدامه للتحقق من الآخر، وعلى سبيل المثال، يمكن للكاميرا تأكيد ما إذا كان هناك شيء "يراه" الرادار أمام السائق موجودا بالفعل في الممر الذي يسير فيه بناء على مسار علامات المسار، أو ما قد يكون العائق سواء أشخاصا أو حيوانا أو مركبة أخرى.
ولذا يؤكد المختصون أن الرادار أفضل بكثير وأكثر دقة في الكشف الأطول مدى من الكاميرات حتى تلك فائقة الدقة.
والشركة المصنعة الرئيسية الأخرى الوحيدة التي تعتمد فقط على الكاميرات هي سوبارو اليابانية، ومع تطوير يعتمد سائقها على الرؤية المجسمة، يتم استخدام كاميرتين بزاوية متباعدة قليلا لحساب عمق المجال بالإضافة إلى “رؤية” الأشياء أمامه.
وحتى ذلك الحين، أضافت سوبارو مؤخرا كاميرا ثالثة أمامية ولا تدعي أي مكان بالقرب من الإمكانات التي توفرها تسلا لميزات الطيار الآلي والقيادة الذاتية الكاملة.
ووفق بانر يبدو أن تسلا تعلم أنه قد لا تكون قادرة على تقديم هذه الادعاءات وأي ادعاءات مستقبلية دون رادار، بعد كل شيء.