تساؤلات في الكويت عن عودة مُدانيْن في قضية اقتحام البرلمان للتدريس في الجامعة

الكويت – أعلن نائب في مجلس الأمّة (البرلمان) الكويتي عن تقديمه سؤالا برلمانيا إلى وزير التربية والتعليم حول السماح بعودة نائبين سابقين للتدريس بالجامعة، مع أنّ كليهما سبق أن أدينا في قضية اقتحام مقرّ المجلس صحبة عدد من المتظاهرين في نوفمبر 2011، بينما سبق أن حوكم أحدهما في قضيّة ذات بعد أخلاقي إضافة إلى سفره إلى بؤرة التوتّر في سوريا حيث شارك في القتال هناك.
وأعلن النائب خليل الصالح عن تقديمه سؤالا برلمانيا إلى وزير التربية والتعليم العالي، علي المضف، عن مدى قانونية إعادة تعيين النائبين السابقين وليد الطبطبائي وفهد الخنّة في الجامعة بعد فصلهما، وأُسُس هذا الإجراء الذي وصفه بـ”المثير للاستغراب”، وفق ما أوردته، الأحد، صحف محلية كويتية.
ويتركّز الجدل بشكل خاص في هذه القضيّة حول شخص الطبطبائي كونه يتميّز على الخنّة الذي حُكم عليه بالسجن مثله في قضية اقتحام مجلس الأمة وتمتّع معه بعفو أميري، بأنّه سبق أن أدين أيضا سنة 2018 في قضية تتعلّق بمعاشرته طليقته معاشرة الأزواج باستخدام الحيلة، ذلك أنّه واصل معاملتها كزوجة شرعية له طيله عام كامل بعد أن طلّقها دون إعلامها بالأمر، بحسب ما صرّح به في وقت سابق محامي الطليقة محمد ناصر العتيبي لوكالة فرانس برس.
كما سبق للطبطائي أن أثار جدلا واسعا سنة 2013 عندما ظهر في مقاطع فيديو توثّق وجوده على الأراضي السورية وهو بصدد المشاركة في تنفيذ قصف مدفعي على مواقع قال خلال الشريط إنّها تابعة لقوات النظام السوري.
وسبق للطبطبائي أن أقام في تركيا حيث برزت له مواقف مساندة لسياساتها ومدافعة عن جماعة الإخوان المسلمين ورافضة لملاحقتهم بتهم الإرهاب في دول الخليج. ونُقل آخر الأسبوع الماضي عن مصادر كويتية قولها إنّ إدارة الفتوى والتشريع أجازت عودة الطبطبائي والخنّة إلى التدريس في كليّة الشريعة بالجامعة الكويتية، وذلك بعد سنوات من فصلهما بسبب الملاحقات القضائية ضدّهما.
وإثر هذا القرار، شكر الطبطبائي الذي ينتمي إلى التيار السلفي كلَّ من وقف معه وسانده لأجل أن يعود إلى ممارسة التدريس الجامعي، خاصّا بالذكر وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح، إضافة إلى وزير التربية والتعليم العالي.
سبق للطبطائي أن أثار جدلا واسعا سنة 2013 عندما ظهر في مقاطع فيديو توثّق وجوده على الأراضي السورية وهو بصدد المشاركة في تنفيذ قصف مدفعي على مواقع تابعة لقوات النظام السوري
وأثار ذِكر الطبطبائي للوزير الصالح شبهة وجود مآرب سياسية وراء مساعدة الوزير للنائب السابق والأستاذ الجامعي المفصول للعودة إلى التدريس، كون الصالح الذي شغل في الحكومة السابقة منصب وزير الداخلية، موصوف من قبل عدد من نواب البرلمان بأنّه من “وزراء التأزيم” ومرفوض مشاركته في الحكومة الحالية التي يقودها الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح.
ورأى البعض أنّ الوزير قد يكون حاول بمساعدته الطبطبائي التقرّب من النواب الإسلاميين الذين يشكّلون مع آخرين معارضة وازنة في البرلمان الكويتي الذي تمّ انتخابه في ديسمبر الماضي، لاسيما وأنّ نوّابا سلفيين يتزعّمون الحملة لإزاحته من منصبه الوزاري.
وقبل الإعلان عن تشكيلة الحكومة، وجّه النائب السلفي بدر الداهوم إنذارا إلى رئيس مجلس الوزراء بأن استجوابا ينتظر أنس الصالح في حال حصوله على أي منصب في الحكومة التي كانت آنذاك في طور التشكيل. وقال الداهوم وقتها “إن الحكومة التي تقبل بإعادة توزير من عليه غضب شعبي ومخالفات جسيمة وكان يعمل مفتاحا انتخابيا لمرشحين مثل الفضل (النائب السابق المنتمي للتيار الليبرالي أحمد نبيل الفضل) هي التي تبحث عن التأزيم”.
ويؤشّر سؤال النائب خليل الصالح لوزير التربية على بداية جدل يُتوّقّع أن يحتدم خلال الأيام القادمة حول عودة الطبطبائي والخنّة للتدريس بالجامعة الكويتية، خصوصا وأن في البلد تيارا مدنيا كثيرا ما أعلن عن مواقف رافضة لهيمنة تيارات الإسلام السياسي على العملية التعليمية في البلاد ومحاولتها فرض رؤاها على مناهج التدريس ومحتوياتها وبرامجها.
وكبداية لذلك الجدل، ردّ الطبطبائي على سؤال النائب المنتمي للكتلة الشيعية في البرلمان الكويتي إلى وزير التربية، بالقول عبر حسابه في تويتر “شكرا خليل الصالح على السؤال، مع أنّ عودتي أنا والدكتور فهد الخنّة (للتدريس الجامعي) ليست مهمّة لتكون موضوعنا”، مضيفا “سؤالك هو الوحيد الذي قمت به تاركا كل قضايا البلد وهموم المواطنين دون أي سؤال عنها. المهم أن الجواب مؤكد بإذن ﷲ سيكون لصالحنا وأتمنى أن لا يزعجك هذا الأمر”.