تساؤلات عن الطرف المستفيد من إعادة التفجيرات إلى بغداد

للأحزاب الشيعية الحاكمة في العراق، مصلحة في ضرب حالة الاستقرار النسبي السائد منذ حسم الحرب ضدّ تنظيم داعش.
السبت 2021/04/17
حالة عدم الاستقرار تخدم أطرافا بعينها

بغداد - أثار حادث انفجار سيارة محمّلة بالمتفجّرات، الخميس، في منطقة الحبيبية شرقي العاصمة العراقية بغداد مخاوف سكان المدينة من عودة ظاهرة التفجيرات إليها، بينما أثار تساؤلات البعض وارتيابهم بشأن الجهة المستفيدة من محاولة إعادة العاصمة والعراق ككلّ إلى مربّع الاضطراب الأمني، بعد أن قطع خطوات ملموسة باتّجاه استعادة استقراره.

ويقول عراقيون إنّ نسبة التفجيرات الثلاثة التي شهدتها بغداد منذ يناير الماضي إلى تنظيم داعش لا يلغي الشكوك في وجود جهات أخرى ذات مصلحة في زعزعة استقرار البلاد.

ويلفت هؤلاء إلى أنّ تفجير الحبيبية بمدينة الصدر في بغداد والذي أوقع أربعة قتلى وعشرين مصابا في صفوف المدنيين، جاء في غمرة موجة أوسع نطاقا من التصعيد أطلقتها ميليشيات شيعية معروفة بقربها من إيران، وذلك بقصفها مطار أربيل في كردستان العراق وقاعدة عسكرية تركية شرقي الموصل بالإضافة إلى الاستهدافات المتكرّرة لقوافل إمداد التحالف الدولي ضدّ داعش.

وقارن البعض بين الانفجار الأخير الذي يعتقد أنّه ناجم عن عملية نقل للمتفجّرات وليس عن عملية تفخيخ سيارة، وانفجار آخر لدراجة نارية وقع في الثالث والعشرين من مارس الماضي بحي المشتل ببغداد، وتبينّ لاحقا أن راكبيْ الدراجة اللذين قتل أحدهما وجرح الآخر ينتميان إلى ميليشيا حزب الله وكانا ينقلان عبوة ناسفة عندما انتبهت إليها الشرطة وأطلقت عليهما النار ما أدى إلى انفجار العبوة.

وتأكّد انتماء الشخصين للميليشيا عندما قام مسلحوها بمحاصرة المشفى الذي نُقل إليه المصاب وقاموا بانتزاعه من يد القوات الأمنية ونقله إلى وجهة مجهولة قبل استجوابه من قبل المحقّقين.

ويقول متابعون للشأن العراقي إنّ للأحزاب الشيعية الحاكمة في العراق والميليشيات ذات الصلة بها، مصلحة في ضرب حالة الاستقرار النسبي السائد منذ حسم الحرب ضدّ تنظيم داعش، وذلك لتخوّفها من نشوء وضع في البلاد يهدّد مكانتها وقد يفضي إلى انتزاع السلطة من يدها.

من له مصلحة في ذلك
من له مصلحة في ذلك

فمن جهة تلحظ تلك القوى التراجع الكبير في شعبيتها وتحوّل حالة التأييد لها في صفوف شيعة البلاد إلى حالة من النقمة تمّ التعبير عنها بوضوح خلال الانتفاضة الأخيرة التي انطلقت في خريف سنة 2019. ويعني ذلك تراجع حظوظها في الفوز بالانتخابات القادمة المقرّرة لشهر أكتوبر من العام الجاري.

ومن جهة ثانية تراقب الأحزاب والميليشيات الشيعية صعود نجم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وتحقيقه قدرا من النجاح في عدد من الملفات، لاسيما الملف الأمني، رغم صعوبة الظرف الذي تسلّم خلاله رئاسة الحكومة.

ويمكن للكاظمي في حال تقّدم للانتخابات القادمة من خلال دعمه لأحد الأحزاب أو التيارات السياسية أن يشكل منافسا شرسا للقوى الشيعية. وعلى هذا الأساس لا يستبعد أن تلجأ تلك القوى إلى إرباك الوضع الأمني وإحداث حالة من الفوضى تحرم الكاظمي من جني ثمار أهم إنجازاته وقد تتحوّل إلى مبرّر لإلغاء الانتخابات.

3