تركي الفيصل: لو تعرّضت عُمان لما تعرّضنا له لكانت تعلّمت المقاطعة

نبرة الفيصل تعكس عدم رضا سعودي على سياسات قطر على الرغم من السير في طريق حل الأزمة معها
الاثنين 2020/12/07
جربوا قبل أن تحكموا

المنامة- استدعى حديث وزير الخارجية العماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي عن تجنّب السياسة الخارجية لبلاده لما سمّاه أسلوب “الاستبعاد والرفض والمقاطعة”، ردّا “صارما” من رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق الأمير تركي الفيصل، كون كلام الوزير العماني إشارة واضحة إلى لجوء كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قبل أكثر من ثلاث سنوات، إلى مقاطعة قطر ردّا على سياساتها التي وصفت آنذاك بالمهدّدة لأمن المنطقة واستقرارها، واحتجاجا على إقامة الدوحة علاقات مع منظمات مصنّفة متشدّدة وإرهابية.

وقال الوزير العُماني في مؤتمر “حوار المنامة” المنعقد في العاصمة البحرينية على مدى الأيام الثلاثة الماضية إنّ الاستبعاد والرفض والمقاطعة كلمات ليست جزءا من مخزون بلاده الدبلوماسي.

وبنى الفيصل ردّه على البوسعيدي على أنّ سلطنة عمان لم تتعرّض لما تعرضت له السعودية والبلدان المقاطعة لقطر من تهديد لأمنها، ولذلك لم يكن ثمة ما يدعو لانتهاجها سياسة المقاطعة التي اضطرت إليها البلدان الأربعة.

وجاء هذا السجال في وقت اتّجهت فيه الأزمة القائمة منذ إعلان تلك الدول عن مقاطعة قطر في يونيو 2017 نحو الانفراج بعد مساع بذلتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأسست على وساطة سابقة قام بها أمير الكويت السابق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وقالت الخارجية الكويتية إنّه تم استئنافها في عهد الأمير الجديد الشيخ نواف الأحمد.

وقرأ متابعون للشأن الخليجي في نبرة الفيصل ترسّبات من عدم رضا سعودي على سياسات قطر على الرغم من السير في طريق حل الأزمة القائمة معها تكيّفا مع الظروف وتغيرات المشهد الدولي وفي مقدّمتها وجود رئيس ديمقراطي جديد على رأس الإدارة الأميركية قد لا يكون على نفس مستوى الوفاق مع الرياض الذي كان عليه سلفه الجمهوري دونالد ترامب.

ويقول هؤلاء إنّ مؤدّى كلام الفيصل أن بلاده لم تنس أن قطر شكّلت تهديدا على استقرارها واستقرار المنطقة بانتهاجها سياسات ونسجها شبكة تحالفات مع جهات معادية، دولا كانت أم تنظيمات.

ويدعم هذا الطرح التحليل الذي ذهب إلى وصف الخطوات المتخذة لإنهاء الأزمة الخليجية بأنّها مجرّد “تهدئة بين السعودية وقطر أقرب إلى التعايش من المصالحة”.

وقال البوسعيدي أيضا إنّ بلاده تأمل في تجدد السياسة الأميركية على الساحة الدولية بالعودة إلى ما وصفه بـ”النجاح الأميركي الأكبر في المنطقة”، وهو الاتفاق النووي مع إيران.

وهذا الجزء من كلام الوزير العماني يهم السعودية أيضا كونها من المعترضين على الاتفاق النووي الذي لا يتضمّن قيودا على البرنامج الصاروخي الإيراني، ولا يحدّ من سياسات التدخل في شؤون الجيران التي تتّبعها طهران. ولذلك خصّص الفيصل جزءا من ردّه لهذه الجزئية.

Thumbnail

وفي كلمته التي تلت كلمة وزير الخارجية العُماني قال الفيصل “سيد بدر أشكرك على ما استعرضته خلال كلمتك، ومعجم عُمان الدبلوماسي الذي لا يتضمن كلمة مقاطعة يعكس طبيعة عُمان الفريدة وكونها لم تكن هدفا للجيران عبر تقويض أمن السلطنة وشعبها”.

وتابع الفيصل الذي سبق له أيضا أن شغل خطّة سفير لبلاده في كل من المملكة المتّحدة والولايات المتّحدة قوله “جهود هؤلاء الجيران المقوضة للاستقرار استهدفت هذا البلد (البحرين) والإمارات العربية المتحدة ومصر وبلادي.. أرجو أن تعاملنا قطر مثلما عاملت عُمان”.

وأضاف “حينذاك لن نجد كلمة مقاطعة في معاجمنا كافة”، مستدركا “هل بإمكان فخامتكم إضافة جملة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، التي يجب إضافتها عند الرجوع للاتفاق النووي مع إيران”.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد أعلن في وقت سابق أن حلا للأزمة الدبلوماسية الخليجية بات في الأفق مع مشاركة جميع الدول المعنية، مشيرا إلى أن الاتفاق النهائي متوقع قريبا.

ونقل عن الوزير السعودي قوله “نحن في تنسيق كامل مع شركائنا في هذه العملية والآفاق التي نراها إيجابية للغاية تجاه اتفاق نهائي”. وأكد أن “القرار النهائي سيشمل جميع الأطراف المعنية”.

وكان أمير الكويت قد أعلن عن إجراء “مفاوضات مثمرة” ضمن جهود تحقيق المصالحة الخليجية، معربا عن “سعادته باتفاق حل الخلاف بين الأشقاء، والحرص على التضامن الخليجي والعربي”.

3