تركيا على خط الإعلام اللبناني.. يُمنع التعرّض لأردوغان

تحوّلت حلقة حوار الإعلامي اللبناني نيشان ديرهاروتيونيان في برنامجه “أنا هيك” ليل الأربعاء، على قناة “الجديد”، مع رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب إلى مثار جدل إعلامي واسع كان موضوعه الحقبة العثمانية في لبنان وهو ما فضح انتماءات كثيرين.
بيروت - أدانت جمعية “إعلاميون من أجل الحرية” اللبنانية الجمعة، “التعرض لتلفزيون ‘الجديد’، على خلفية برنامج إعلامي تطرق إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
وكان الإعلامي اللبناني نيشان ديرهاروتيونيان استضاف الوزير الأسبق وئام وهاب، في برنامج “أنا هيك” الذي يبث على فضائية “الجديد”.
وقال وهاب في معرض حديثه إن الرئيس التركي “خبيث”، قبل أن تخرج الحملة على نيشان نفسه.
وردّا على ما قاله وهاب توجه لبناني إلى نيشان بالقول إن “نيشان اللاجئ أظهر عنصريته”، في إشارة إلى أصوله الأرمنية، انفعل نيشان ودُفع إلى الرد بهجوم كاسح، تبنّى فيه ما قاله وهاب، وقال “ابن مليون خبيث.. أردوغان والنظام والعثمانيين والأتراك”، وأضاف “إذا بتعتبرني لاجئ أنا لبناني أكثر منك، وفخور بلبنانيتي أكثر منك”.
من جانبها، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن عشرات المحتجين نفذوا اعتصاما أمام مبنى قناة “الجديد” في وطى المصيطبة، احتجاجاً على ما أسموه “التعرض للدولة العثمانية وشخص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان” خلال برنامج تلفزيوني بثته المحطة ليل الأربعاء. ورفع المشاركون “الأعلام التركية، مرددين هتافات داعمة للدولة العثمانية وأردوغان”، مطالبين المحطة والقيمين على البرنامج بـ”الاعتذار مما حصل”.
وتحت عنوان “العثمانيون الجدد”، نشر مستخدمو فيسبوك مقاطع فيديو تظهر محتجين يحملون الأعلام التركية يتظاهرون أمام مبنى قناة “الجديد”.
واعتبرت جمعية “إعلاميون من أجل الحرية” أن “أي اعتداء على مؤسسة إعلامية هو اعتداء على كل وسائل الإعلام”، ودعت القوى الأمنية لحماية مبنى المحطة والعاملين فيها من إعلاميين وتقنيين وإداريين.
وأكدت على رفض أسلوب ترهيب الإعلام، وحق إبداء الرأي، وعلى اعتبار القضاء المرجع الوحيد، في حال حصل أي تجاوز أو خرق للقانون.
ودخلت السفارة التركية في لبنان على الخط وأعلنت تقدمها ببلاغ ضد المذيع نيشان بسبب مهاجمته أردوغان على الهواء.
وأصدرت السفارة التركية في لبنان بيانا قالت فيه “في 2020/6/10 استضاف الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان الوزير السابق وئام وهاب في برنامج ‘أنا هيك’ الذي بثه تلفزيون الجديد. خلال هذا البرنامج، أهان كلاهما علانية ومباشرة رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان وكذلك الشعب التركي. لا يمكن بأي حال الدفاع عن هذه الإهانات بحجة حرية التعبير”.
وأضاف البيان “تدين السفارة بشدة الإهانات اللفظية ضد الرئيس أردوغان وتطلب تدخل الوزارة مع السلطات اللبنانية المختصة لضمان الاحترام الواجب لرئيس تركيا في وسائل الإعلام كافة”. وصدر لاحقا عن الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني شميطلي بيان موجه إلى وزارة الإعلام اللبنانية عن الموضوع وختم “للتفضل بالاطلاع، وإجراء ما ترونه مناسبا وفق القوانين المرعية، علما أن من شأن هكذا خروج عن الأصول المهنية، تعكير علاقات لبنان بدولة أو دول تجمعها بها مصالح مشتركة”.
من جانب آخر، انقسم مراقبون بين من اعتبر أن ما ذهب إليه نيشان “سقطة إعلامية”، وبين من رأى الموضوع “رد فعل مبرراً” أو “رد فعل مبالغاً فيه”.
وتدحرجت الحملة ضده حتى بلغت مستويات كبيرة في مواقع التواصل أظهرت انقساماً طائفياً لبنانياً على محاكمة الحقبة العثمانية.
كان لافتا دخول صحافيين وناشطين أتراك يتحدثون العربية على خط الجدل.
وقال الناشط السياسي التركي محمد اردوغان “قالوا نيشان فبحثت لأعرفه وأعرف سبب شهرته فوجدته أرمينيا مسيحيا لا عالما ولا سياسيا محنكا ولا بطلا أولمبيا كل ما في الأمر مقدم برامج ‘الهشتك بشتك’ فعلمت أن الحقد يسكن النفوس الناقصة ولا يتطاول على الأسياد الا الأوغاد”.
جمعية "إعلاميون من أجل الحرية" رفضت ترهيب الإعلاميين، معتبرة أن القضاء المرجع الوحيد، في حال حصول تجاوزات
وقال الكاتب التركي حمزة تيكن “الإعلامي اللبناني الأرمني نيشان مضغوط من أردوغان ونجاحه بقيادة تركيا نحو مصافي الدول الكبرى بالعالم وكل ما وجده هذا الإعلامي ليرد على أردوغان أن يقول قبل قليل “أردوغان عثماني خبيث”.
وطالب تيكن برد “من مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان على نيشان“.
واضاف “مفتي لبنان مطالب بإصدار تعليق على هذا الهجوم الحقير“.
وقال مراقبون إن الهجمة على نيشان “تتبناها وجوه محسوبة على جماعة الإخوان من كل البلدان وهي رسالة لكل إعلامي تسول له نفسه انتقاد أردوغان مستقبلا”. وتزامن التحركان الإلكتروني والميداني مع آخر قانوني، إذ تقدم المحامي محمد زياد جعفيل بإخبار من جانب النيابة العامة التمييزية في بيروت، ضد نيشان وقناة الجديد “وكل من يظهره التحقيق شريكاً أو متدخلاً أو محرضاً، بجرم المواد 317 و288 عقوبات وإنزال أشد العقوبات بحق كل من تثبت إدانته”.
وقال المحامي عبر صفحته في فيسبوك، إنه تقدم “بدعوى قضائية بعد تصريحات من نيشان، خلال برنامجه ‘أنا هيك’ على قناة الجديد (لبنانية)، شكلت إساءات لدولة شقيقة (تركيا)، وتمس بالوحدة الوطنية، وتثير النعرات الطائفية والعنصرية”. ولم يوضح جعفيل مصير البلاغ الذي تقدم به، في حين أكد عدد من المحامين اللبنانيين لوكالة الأنباء التركية “الأناضول”، أنهم يستعدون لتقديم بلاغات مماثلة ضد الإعلامي المذكور والقناة.
وقالت الإعلامية اللبنانية ديما صادق في معرض دفاعها عن نيشان “الموارنة هربوا من البيزنطيين ولجأوا إلى لبنان.الشيعة نزحوا من كسروان ولجأوا إلى الجنوب والبقاع بعد بطش المماليك والعثمانيين. كلّنا في جزء من تاريخنا لاجئون ونازحون. الأرمن هم فصيل لبناني لجأ بدوره إلى لبنان. وعلى فكرة، نيشان يتحدث العربية أفضل من منتقديه”.
وقالت الإعلامية زينة يازجي “نيشان اللبناني مثّل لبنان كنجم اعلامي محترف ومحترم في المحافل وفي بيوت الناس”.