تركيا تستعيض عن نصر الحريري بوجه عشائري لقيادة الائتلاف السوري

إسطنبول (تركيا) - انتخب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سالم المسلط، ذي الخلفية العشائرية، رئيسا عاشرا له خلفا لنصر الحريري، في خطوة كانت متوقعة بالنسبة إلى الكثيرين لتحسين صورة الائتلاف التي تضررت بشكل كبير خلال السنوات الماضية حيث بات ينظر له على أنه مظلة سياسية لجماعة الإخوان المسلمين.
وجاء اختيار المسلط الذي يترأس “مجلس القبائل والعشائر السورية” خلال انتخابات جرت على هامش اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف التي بدأت في إسطنبول الاثنين وتستمر حتى اليوم الأربعاء.
وحسب بيان صادر عن الائتلاف تم انتخاب المسلط بعد حصوله على 71 صوتا من إجمالي 81 صوتا حضروا الاجتماع، فيما جرى انتخاب هيثم رحمة أمينا عاما للائتلاف بحصوله على 68 صوتا. كما أسفرت الانتخابات عن اختيار كل من عبدالأحد اصطيفو وربا حبوش نائبين للرئيس، ويُنتظر أن يسمي “المجلس الوطني الكردي” (أحد مكونات الائتلاف) النائب الثالث.
وذكرت مواقع موالية للمعارضة السورية أن اختيار المسلط كان مقررا قبل فترة من قبل المخابرات التركية التي رأت أن استمرار نصر الحريري ذي الخلفية الإخوانية بات مثار جدل وانقسام، وأنه حان الوقت للتغيير بالرهان على شخصية عشائرية موالية لأنقرة.
ويلفت مراقبون إلى أن انتخاب المسلط الذي ينتمي إلى محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا لا يخلو أيضا من غايات سياسية، حيث تراهن عليه أنقرة لاستقطاب عشائر هذه المحافظة في معرض معركتها المعلنة مع الأكراد.
والمسلط من مواليد الحسكة عام 1959، وحاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية، وأتم دراسته في الولايات المتحدة. كما عمل باحثا في “مركز الخليج للأبحاث” (غير حكومي)، وكان عضوا في الهيئة العليا للمفاوضات وناطقا باسمها في محادثات جنيف التي جرت بين النظام والمعارضة بين عامي 2016 و2017.
وأشارت مصادر لموقع الجسر إلى أن تركيا رغم رغبتها في تغيير واجهة الائتلاف إلا أنها حافظت على الأغلبية الإخوانية له، لافتة إلى أنه من المحتمل أيضاً أن يتولى نصر الحريري منصب سفير الائتلاف في العاصمة القطرية الدوحة.
وتشكل الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة في عام 2012، وقد حظي بدعم دولي وإقليمي كبير في السنوات الأولى من تأسيسه، قبل أن يتراجع هذا الدعم بسبب الخلافات داخل مكوناته فضلا عن نجاح تركيا في ضمان سيطرة الموالين لها على مفاصله وبالتالي بات هذا الائتلاف يدور كليا في فلك أنقرة.
وأشعلت مؤخرا تصريحات للرئيس المنتهية ولايته نصر الحريري، يطالب فيها بتدخل تركي ضد قوات سوريا الديمقراطية، غضب عدد من مكونات الائتلاف وفي مقدمتها المجلس الوطني الكردي.
واعتبر المجلس أن مثل هذه الدعوات تتعارض مع أهداف الائتلاف الذي يعمل من أجل تحقيق الحرية للشعب السوري والحفاظ على استقراره وكرامته في دولة حرة ديمقراطية ذات سيادة.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على مناطق واسعة في شمال وشرق البلاد تضم كلا من محافظة الحسكة وأجزاء مهمة من محافظات حلب والرقة ودير الزور، وتحظى هذه القوات بمؤازرة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للدور الذي لعبته في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
وتنظر تركيا لقوات سوريا الديمقراطية على أنها تهديد لأمنها القومي بحكم أن غالبية قواتها من الأكراد الذين خاضت ضدهم ثلاث معارك منذ عام 2016.