تركيا تتوغل داخل القرى الحدودية شمال العراق دون رادع

الجيش التركي نفذ عملية برية في قرية أورا التابعة لقضاء العمادية بمحافظة دهوك، بواسطة قوات المشاة التابعة للجيش التركي، مما أثار حالة من الهلع في صفوف سكان المنطقة.
السبت 2021/06/05
الجيش التركي يستبيح دهوك برا وجوا

دهوك (شمال العراق) – صعّد الجيش التركي من عملياته العسكرية في محافظة دهوك شمال العراق، عبر مداهمات لقرى كردية وأخرى ذات غالبية عربية ومختلطة، بالتوازي مع تشديد القصف الجوي على مواقع يعتقد أنها تضم عناصر لحزب العمال، في مقابل موقف متخاذل لسلطات إقليم كردستان والحكومة العراقية.

ونفذ الجيش التركي الجمعة عملية برية في قرية أورا التابعة لقضاء العمادية بمحافظة دهوك، بواسطة قوات المشاة التابعة للجيش التركي، مما أثار حالة من الهلع في صفوف سكان المنطقة.

وتقول تركيا إنها تستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني، لكن الكثيرين يشككون في نوايا أنقرة حيث يرون في وجود قوات لها على الأرض تكرارا لسيناريو استحواذها على أراض عراقية وسورية، خلال السنوات الماضية.

ونقلت وكالة “روداوو” عن مختار قرية أورا أحمد أوريي، قوله إنه “ومنذ بدء العملية العسكرية التركية الأخيرة (مخلب البرق- الصاعقة) على قرية كيستا والمناطق الواقعة في حدود بروار العليا، يعيش سكان قرية أورا في وضع صعب، ويتعرضون لقصف عنيف بشكل يومي”.

وأضاف أنه “قبل عشرة أيام أنشأ الجيش التركي نقطة عسكرية جديدة تبعد 2 كلم عن قريتنا، ومنذ صباح الجمعة بدأ الجيش التركي انطلاقا من هذه النقطة عملية بريّة في نواحي القرية”.

التلفزيون العراقي الرسمي:

أكثر من 60 قرية كردية بمحافظة دهوك أصبحت تحت مرمى سلاح القوات التركية والقصف اليومي لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني

وجرى إخلاء عدة قرى في محافظة دهوك على مدار الأيام الماضية جراء التصعيد التركي، ويقول نشطاء إن تركيا تتعمد الدفع باتجاه إخلاء هذه القرى الحدودية لوضع يدها عليها، بعد أن كانت تقتصر في السابق على ضربات جوية لمرتفعات يتحصن بها عناصر حزب العمال.

وأعلن التلفزيون العراقي الرسمي في وقت سابق الجمعة أن أكثر من 60 قرية كردية بمحافظة دهوك أصبحت تحت مرمى سلاح القوات التركية والقصف اليومي لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني.

وذكر تقرير لتلفزيون “العراقية” الرسمي أن القوات التركية تواصل منذ 40 يوما عملياتها العسكرية في قرى وجبال محافظة دهوك في إقليم كردستان والتوغل لأكثر من 50 كيلومترا لملاحقة حزب العمال الكردستاني، مما تسبب بتهجير العوائل الكردية العراقية من أكثر من 60 قرية فضلا عن تجريف نحو 5 آلاف دونم من الأراضي الزراعية والغابات والمناطق السياحية.

وأوضح التقرير أن القوات العسكرية التركية عمدت إلى شق الطرق لتسهيل حركة آليات القوات العسكرية التركية، حيث شرعت هذه القوات بتنفيذ عملياتها في الأقضية والنواحي والقرى بعد أن كانت عملياتها في السابق تقتصر على قصف تجمعات حزب العمال الكردستاني في المرتفعات الجبلية.

وأوضح التقرير أن القوات التركية بعد سيطرتها على المرتفعات الجبلية شرعت بإقامة حزام أمني وأن العشرات من القرى الكردية العراقية هي الآن تحت مرمى سلاح القوات التركية، فيما اضطر سكان القرى إلى الهجرة والنزوح من قراهم خوفا من العمليات العسكرية.

وكانت الحكومة العراقية استدعت السفير التركي لدى بغداد أكثر من مرة للاحتجاج على العمليات العسكرية التي تشنها بلاده داخل العراق، لكن تركيا لا تبدي أي تفاعل، وسط اتهام السكان الأكراد سلطات الإقليم وبغداد بالتراخي وعدم تبني موقف حازم تجاه أنقرة.

وحذر النائب في مجلس النواب العراقي نعيم العبودي، من أن توغل القوات التركية داخل الأراضي العراقية يعد “انتحارا عسكريا”.

ودعت لجنة الأمن والدفاع النيابية إلى تحرك عاجل ضد التجاوزات التركية المستمرة شمال العراق.

وكان مجلس الأمن التركي أعلن الأربعاء، أن أنقرة مصممة على مواصلة عملياتها العسكرية في أراضي كل من العراق وسوريا رغم معارضة سلطات البلدين.

3