ترامب يستنجد بالجمهوريين لتفادي مساءلة مجلس النواب

الرئيس الأميركي يطلب دعم رفاقه في الحزب الجمهوري من أجل بقائه في الرئاسة.
الأربعاء 2019/10/23
خوف من المساءلة

واشنطن – طالب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رفاقه في الحزب الجمهوري باتخاذ موقف ”أكثر صلابة” والقتال من أجل بقائه في الرئاسة.

وقال ترامب، الذي يبدو أنه بات يخشى أكثر من أي وقت مضى إجراءات عزله التي يهتم بها الديمقراطيون، إن مجلس النواب بقيادة خصومه الديمقراطيين يسعى لمساءلته “في أسرع وقت ممكن” بسبب طلبه من أوكرانيا التحقيق مع منافس سياسي له.

وجاءت دعوة ترامب تزامنا مع سعي الديمقراطيين لحشد التأييد لتحقيق مساءلة ترامب سريعا بينما تحاول إدارته عرقلة هذا التحقيق.

نانسي بيلوسي: حنث ترامب باليمين بعد استخدام سلطاته لابتزاز أوكرانيا لضرب خصمه
نانسي بيلوسي: حنث ترامب باليمين بعد استخدام سلطاته لابتزاز أوكرانيا لضرب خصمه

وقال ترامب “على الجمهوريين اتخاذ موقف أكثر صلابة والقتال، لدينا بعض المقاتلين العظماء لكن عليهم أن يكونوا أكثر صلابة وأن يقاتلوا لأن الديمقراطيين يحاولون الإضرار بالحزب الجمهوري قبل الانتخابات”. وأضاف أن الديمقراطيين “خبثاء ومتحدون”.

ويرى مراقبون أن دعوة ترامب كشفت خشيته من اصطفاف كبير من الجمهوريين وذهابهم نحو دعم الإسراع في إجراء المساءلة ما يهدد حظوظه وحظوظ حزبه في الانتخابات القادمة المقررة عام 2020.

وكان ترامب قد اختار، لوقت قريب، مهاجمة خصومه الديمقراطيين والتباهي بعدم الاكتراث لما يقومون به، غير أن تصريحاته في الآونة الأخيرة كانت أكثر حدة وموجّهة لرفاقه الجمهوريين يدعوهم فيها إلى الوحدة، ما يوضح توجسه من إتمام إجراءات المساءلة.

ومع تقدم إجراءات المساءلة بات ترامب يخشى أن يكون قد أخطأ الطريق وأن يتركه الجمهوريون لقمة سائغة للديمقراطيين في سنة انتخابية.

وقال ترامب أن التحقيق ليس ”عادلا” ويجرّده من حقوقه القانونية، وكتب على تويتر “على جميع الجمهوريين أن يتذكروا ما يشهدونه، هنا إعدام خارج القانون، ولكننا سننتصر”. وأوضح قائلا “ليس لديهم ميت رومني، ليس بينهم أناس مثله، إنهم يتكاتفون” في إشارة إلى المرشح الرئاسي الجمهوري ميت رومني الذي خسر أمام الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عام 2012.

وتتزامن دعوة ترامب لرفاقه بالتكاتف في وقت أصدرت فيه رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، وثيقة تطرح الخطوط العريضة لما وصفته بـ“ابتزاز” ترامب، للحكومة الأوكرانية لتحقيق مكاسب شخصية، بينما يتابع الديمقراطيون تحقيقا في قضية توجيه اتهام بالتقصير ضد الرئيس.

وتسبق الوثيقة المكونة من أربع صفحات، والتي تحدد قضية نواب المعارضة ضد الرئيس، أسبوعا حاسما من جلسات مغلقة للإدلاء بالشهادة من جانب مسؤولي إدارة ترامب، فيما يواصل الديمقراطيون التحقيق.

ومن المقرر أن يدلي القائم بأعمال سفير الولايات المتحدة لدى أوكرانيا، بيل تايلور، بشهادته أمام النواب.

وتعد الرسائل النصية التي أرسلها تايلور لمسؤولين آخرين في البيت الأبيض والتي قال فيها “أعتقد أنه ضرب من الجنون أن يتم تعليق المساعدات الأمنية من أجل دعم حملة سياسية”، جزءا محوريا في التحقيق بشأن مساءلة دونالد ترامب. وينظر التحقيق في جهود محتملة من جانب ترامب لتعليق المساعدات العسكرية للضغط على أوكرانيا من أجل التحقيق مع نائب الرئيس السابق، جو بايدن، الذي يعد الأوفر حظا لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لمنافسة ترامب في انتخابات 2020.

وجاء في وثيقة بيلوسي أن ترامب “حنث باليمين الذي أقسم به عند توليه منصبه من خلال استخدام الحكومة الأميركية وأطراف خارجية للدفع قدما بمخططه لابتزاز الحكومة الأوكرانية من أجل التدخل في انتخابات 2020”.

وينص الدستور الأميركي على أن عملية العزل تمر بمرحلتين، أولاهما توجيه الاتهامات للرئيس وذلك بعد جمع الأدلة، وفي حال وافقت أغلبية بسيطة من أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 عضوا على ذلك، تنتقل العملية إلى مجلس الشيوخ الذي يجري محاكمة لتحديد ما إذا كان الرئيس مذنبا.

وتتطلب إدانة الرئيس موافقة أغلبية الثلثين من مجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو، على إدانته وهو ما يجعل الرئيس ترامب أكثر أريحية باعتبار تمثيلية الجمهوريين القوية في مجلس الشيوخ.

5